من لم يستطع مشاهدة فيلم “الكهف” السوري، سيتم عرضه على التلفزيون الألماني SWR اليوم الساعة 10:45 مساءً، الفيلم نسوي بامتياز، حيث أظهر المخرج فراس فياض قدرة النساء السوريات على النجاح والصمود في وجه الصعوبات المختلفة التي تعترض طريقهم، تؤكد ذلك أليسار الحسن كاتبة نص الفيلم وتقول: “مديرة لمشفى تحت الأرض في منطقة محاصرة وحرب وقصف، وفي بيئة محافظة ترفض وجود امرأة تشغل منصباً يُعتبر للرجال فقط، متسائلين عن مدى قدرتها أن تكون هي المديرة؟”
من المهم معرفة أن أماني طبيبة الأطفال في الثلاثين من عمرها أُنتخبت مرتين لتكون مديرة مشفى “الكهف”، والذي ضم فريق من 130 من الاختصاصيين، وقام بتخديم 400 ألف مدني في الغوطة، وإن دل ذلك على شيء، فهو على مدى نجاحها في هذا المكان. تحدت أهلها والمجتمع وكل الظروف الصعبة لتبقى في مكانها لتنقذ الأوراح بقدر ما تستطيع، وتداوي الناس المحاصرة والموجودة في تلك البقعة من العالم! يطرح فياض أسئلة الحياة والموت، من سيعيش ومن لا يمكن انقاذه جراء سقوط القنابل! نشاهد حالات الطوارئ اليومية التي عاشها الناس هناك، لا يهم من يقصف إن كان الروس أو النظام، المهم ايقاف نزيف هذا أو ذاك، أو كيف “سماهر” ستعد الطعام للجميع، وهي بطلة أخرى في الفيلم، وجود سماهر لا يقل أهمية عن دور أي شخص في ذلك المكان، كانت تعمل على تخفيف الضغط عن الناس! تقول أليسار حسن: “سماهر هي أم الكل في الكهف، تهتم بالأكل واطعام الجميع، الأكل يجعلها تنسى الخوف، خاصة صوت الطيارت الذي كان يرعبها”، وتضيف حسن: “لقد تلقت سماهر ضربة على رأسها جعلتها تفقد ذاكرتها، أو جزء منها في وقت سابق”.
أثناء تواجد أماني في الغوطة لم تفكر كالكثيرات بالزواج، وكما يريد لها أهلها أن تكون، على الرغم من وجود رجل يُدعى حمزة عرض عليها الزواج، وهذا لم يُظهره الفيلم.. لقد تزوجت أماني بعد سنة ونصف على خروجها من سوريا واستقرارها لاحقاً في غازي عنتاب التركية، تزوجت من حمزة، كان قد شاهدها في أحد التقارير، تواصل معها لكنها كانت ترفض الاستجابة لطلبه، كانت تظن أنها لن تخرج من الغوطة حية، لكن بعد وصولها إلى إدلب ومن ثم إلى غازي عنتاب تكللت قصتهما بالزواج.
طرحت شبكة “ناشيونال جيوجرافيك” للأفلام الوثائقية، فيلم المخرج السوري فراس فياض “الكهف”، ضمن لائحتها للترشيح لجوائز الأوسكار، ولم تكن تلك المرة الأولى لفياض الترشح للجائزة، فقد وصل فيلمه “آخر الرجال في حلب” إلى القائمة النهائية لجائزة أوسكار عن فئة أفضل فيلم وثائقي، وعلى الرغم من عدم فوزه، لكنه استطاع ايصال الرسالة التي يرغب المخرج إيصالها إلى المجتمع.
الفيلم من انتاج عام 2019 وكان هناك عدة عروض خاصة في برلين، وقد حصد الفيلم الكثير من الجوائز، أهمها جائزة الجمهور بتورنتو في كندا، كما أخذ جائزتين في أوروبا كأفضل وثيقة تاريخية وأفضل وثيقة سياسية، بالإضافة لأفضل سيكريبت، حصلت عليها أليسار الحسن، وهذه الجائزة الأمريكية الخاصة بالأفلام الوثائقية.
Photo: Alisar Hasan