This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Photo: epd-bild/Steffen Schellhorn
تحديات عودة الأطفال للمدرسة في هامبورغ.. ومخاوف الأباء!
تواجه المدارس تحديات كبيرة في هذه الأيام بعد عودة الطلاب اليها، ليست البرامج التعليمة والأدوات التي تمتلكها المعلمة أو المعلم هي وحدها المطلوبة الآن، فعلى إدارات المدارس أن يهتموا أكثر بنظافة الحمامات، وترك مسافة بين الطلاب، وتوزيع الحصص التعليمية بشكل جيد.
منذ أسبوعين عاد بعض الطلاب إلى المدرسة، في البداية خضع الطلاب الأكبر عمراً “الثالث الثانوي” إلى الامتحانات، وقد جرت وفق الشروط الصحية، كترك مسافة مترين بين الطالب وزميله. عاد بعد ذلك طلاب المرحلة الإعدادية، أمل هامبورغ إلتقت بعبد الله المحمد ليحدثنا عن الصعوبات الحاصلة في زمن الكورونا بالمدرسة، عبد الله يدرس في مدرسة -ريال شوله- يقول: “أنا الطالب السوري الوحيد في الفصل الدراسي، بلغ عدد الطلاب سابقاً 20 طالباً، أما اليوم يبلغ عدد الطلاب الذي يحضرون 8 طلاب، وتوزع الحصص علي الفصل إلى قسمين، قسم أول يحضر اثنين واربعاء وجمعة، والقسم الأخر يحضر بقية الأيام، وفي كل أسبوع يعاد توزيع الأيام بالتتالي”. يعتقد عبد الله أن الحصص التعليمية باتت طويلة جداً على 8 طلاب، فما كان يشرحه المعلم بـ 45 دقيقة، يشرحه اليوم بـ 15 دقيقة، وهذا يترك وقت جيد للسؤال والفهم الأكثر، إلا أن عدم حضور بقية الزملاء يجعل الفصل كئيب وحزين!
في زمن الكورونا كل شي اختلف، حتى صعود الطالب إلى الحافلة اختلف، يحدثنا عبد الله: “سابقاً كان السائق يمنع صعود الطالب دون التذكرة، اليوم يمنع الطالب من الصعود إلى الحافلة دون وضع الكمامة، ومن لا يضع الكمامة يعود أدراجه إلى منزله، بينما الشيء المخيف، في الفصل الدراسي جميع الطلاب يزيلون الكمامات، حتى أننا عند خروجنا إلى الساحة للاستراحة، قليلون هم من يرتدون الكمامات داخل المدرسة، على الرغم من طلب المعلمة إرتدائنا لها، إلا أنه أغلبنا لا يردتيها، الشيء المختلف في الفصل، سابقاً كنا نسأل المعلمة فتقترب إلينا وتعيد شرح المعلومة بشكل مبسط، اليوم كل شيء مختلف، فالمعلمة تخشى على نفسها وعلينا، فلا تقترب أبداً من الطلاب، وتعيد الشرح بعجالة من بعد وعلى السبورة.
لم تعد المراحل العمرية الأصغر إلى مقاعد الدراسية، فمن عاد هم طلاب الإعدادية والثانوية1 أحمد الزهير والد لطفلين، ويعمل في المستشفى الجامعية بهامبورغ، طفل في الصف الثالث، والآخرى في الصف الأول، تحدث عن سعادته بالتعامل مع معلمات أطفاله، فهن مهتمات بالأطفال، ناهيك عن تواصلهن شبه الدائم، لا تكتفي المعلمات بإرسال الوظائف المنزلية لأبنائي، بل تقمن بالإتصال، وإرسال طرق الحل وطرق الشرح للتعليم، بالتأكيد أن أبنائي محظوظين بمثل تلك المعلمات.
يعرب أحمد عن قلقه تجاه عودة أطفاله إلى المدرسة، فهو يعتقد أن الأطفال لا يمكن ضبط سلوكهم، فهم لا يتركون مسافة فيما بينهم، والخطر قادم فاليروس يملك قدرة كبيرة على الإنتقال! وطالب الزهير من إدارة المدرسة الاهتمام أكثر بالصغار، وتقليل ساعات التدريس، ومنع خروج الصغار إلى الساحات.
كل شيء اختلف على الصغار، سابقاً كان الطفل يتحدث عن حبه للعب واللهو في المدرسة، ويخبر أهله بذلك، اليوم يسأل عن تواجد “الكورونا” في المدرسة، فالطفل لا يعلم ماذا يعني الوباء، يقول نضال الشيخ، أب لثلاث أطفال، اثنان منهم في المرحلة الابتدائية وواحد في المرحلة الاعدادية: “احدث أولادي عن إمكانية اللعب في الحديقة المقابلة للمزل فيقول أحدهم أنه يوم البارحة شاهد أحد الأولاد يلعب ولم يشاهد الكورونا بجانبه!، أشرح لأطفالي أن الكورونا هو مرض، فيردوا علي وما شكله، الأطفال يسألون بشكل جدي ويريدون أن يعرفوا، هل المرض هذا شخص شرير يريد أن يخطفهم؟، جميع الأسئلة بالنسبة لأعمارهم لا يمكن الجواب عليها، فقط يمكن القول بأنهم سئموا ويريدون العودة إلى المدرسة، ونحن نلاحظ رغبتهم بالذهاب إلى المدرسة، لربما تملك المعلمة الجواب المناسب لهم”.
الجدير ذكره، يبلغ عدد طلاب المدارس في ألمانيا ما يقارب 11 مليون تلميذة وتلميذ، وقد تضرر جميع الطلاب بالانقطاع عن المدرسة بشكل متواصل قرابة الشهرين، وتعمل الحكومات في ألمانيا الاتحادية على عودة جميع الطلاب إلى المقاعد الدراسية، لكن وفق شروط وضعتها بالاتفاق بينهم ، حيث قرر عودة المراحل العمرية الأكبر إلى الدوام المدرسي كـ”البكالوريا” أولا، ثم المراحل الإعدادية، بينما لم يعد حتى الآن تلاميذ المراحل العمرية الأصغر إلى الدوام!