تعود كلمة Maske التي تعني القناع إلى أصل عربي وهو كلمة “مسخرة” والتي تعني النكتة أو كصفة “السخيف”، حيث كان اتداء القناع مخصص لأوقات الحفلات التنكرية، أو المناسبات المبهجة. لكن في زمن كورونا لم يعد ارتداء الأقنعة أو الكمامات أمراً سخيفاً، بل أمسى استخدامهاً إلزامياً في كل الولايات الألمانية عدا ولاية بريمن، وخاصة في وسائل النقل العام، ومراكز بيع التجزئة. وهذا ما يؤكد عليه عالم الفيروسات من مستشفى شارتيه كريستيان دروستن حين قال: “الأقنعة هي مكملة للتدابير، وتذكر الجميع بخطورة الوضع”! حتى أن المستشارة الألمانية وكذلك حُكام الولايات أوصوا الأسبوع الماضي “بشدة” بارتداء ما يسمى الكمامات في الحافلات والقطارات وكذلك بمتاجر البيع بالتجزئة في جميع أنحاء البلاد. بدورها صحيفة فيلت الألمانية تساءلت: من أين يحصل المواطنون في هذه الولايات على الكمامة؟ وما الذي يجب مراعاته عند استخدامها والاعتناء بها؟
أنواع الكمامات وكيفية الحصول عليها
بشكل عام، هناك ثلاثة أنواع من الكمامات أو الأقنعة. أكثرها فعالية ضد الفيروسات هي أقنعة FFP، وهي حالياً نادرة في جميع أنحاء العالم. وفي ألمانيا مخصصة لموظفي التمريض والأطباء فقط، ويجب حجزها للعاملين بالنظام الصحي. ثم هناك أقنعة جراحية يمكن التخلص منها، والتي يمكنك شراؤها حالياً من بعض الصيدليات مقابل 2.50 يورو، وأحياناً في عبوات من عشرة قطع. هذه الأقنعة بحسب الخبراء يجب التخلص منها بمجرد أن تصبح رطبة، أي بمعدل 8 ساعات استخدام ككحد أقصى.
النوع الثالث هو ما يسمى الأقنعة اليومية وهو الأكثر انتشاراً، على الرغم من أن هذا النوع من الأقنعة لا يحمي مرتديه، إلا أنه يحمي الأشخاص الآخرين من حوله. وقد كررت المستشارة الألمانية أكثر مرة أنه يمكن استخدام وشاح بدل الكمامة، كل شخص يحتاج على سبيل المثال إلى وشاح أو منديل من القماس أو قطعة من القطن بشكل عام، مع أربطة مطاطبة أو ربطة شعر أو خيط خياطة، وهناك مقاطع على منصات التواصل الاجتماعي تُظهر كيفية صنع الكمامة من هذه الأدوات، حتى دون استخدام ماكينة الخياطة، أو يمكنك الذهاب إلى الخياطين المحليين، أو إلى الأسواق الأسبوعية، وكذلك على الإنترنت، هناك المزيد والمزيد من المتاجر الإقليمية التي تقدم مثل هذه الكمامات للوجه في جميع أنحاء البلاد، وعادة يترواح السعر بين 10 إلى 15 يورو. ومن المتوقع أن تتأخر البضاعة بسبب ارتفاع الطلب.
كيفية الاعتناء بالكمامة واستخدامها بالشكل الصحيح
هام: يجب تنطيف أقنعة القطن بشكل متكرر وشامل، وإلا فإنها ستصبح مكان ملائماً للفيروسات، ويوصي معهد روبرت كوخ بأن يتم غسلها بماء درجة حرارته 60 درجة مئوية على الأقل وتجفيفها بشكل تام. ومع ذلك فإن ارتداء الكمامات له عيوب أيضاً، فقد يواجه مستخدمو الهواتف الذكية الذين يستخدمون خاصة التعرف على الوجه عبر أجهزتهم مشاكل في إلغاء القفل، ويجب عليهم تغيير الخاصية إلى PIN مثلاً أو بصمة الإصبع.
من ناحية الصحة أيضاً، استخدام الكمامات لفترة طويلة ليس مفيداً، فبعد 30 دقيقة من وضعها، يمكن أن تكون هناك زيادة كبيرة في قيم ثاني أكسيد الكربون بالدم، لأن هواء الزفير لا يمكن أن ينفذ منها بشكل جيد، وهذا ما توصلت له دراسة أجرتها الجامعة التقنية في ميونخ، كجزء من أطروحة دكتوراه: “إعادة التنفس في ثاني أكسيد الكربون عند استخدام الكمامات الجراحية كحماية للفم للعاملين الصحيين، يمكن أن يؤدي إلى ضعف التركيز والتعب واضطراب المهارات الحركية الدقيقة وعدم انتظام ضربات القلب والتسارع في التنفس”! كما أنه ليس من المعقول وضع الكمامة وخلعها بشكل متكرر، فذلك يزيد من خطر التلوث، بشكل عام، خلال السير بالطرقات العامة، يمكن دفع الكمامة تحت الذقن للتنفس بعمق، واعادة تغطية الأنف والفم عند الدخول إلى محطات القطار أو الحافلات أو القطارات ومراكز التسوق، كما يجب عدم لمس الجزء الداخلي من القماش الذي يغطي الفم والأنف باليدين لمنع التلوث، ما لم يتم غسلها أو تطهيرها من قبل. وخلاف ذلك يمكن أن تعود كلمة Maske الألمانية إلى أصلها الصحيح ويصبح ارتداء الكمامة (مسخرة)!
Photo : Khalid Al Aboud