ماذا يأمل الألمان ذوي الأصول المهاجرة من إنتخابات هامبورغ؟ ©Mutaz Enjila
12. فبراير 2020

ماذا يأمل الألمان ذوي الأصول المهاجرة من إنتخابات هامبورغ؟

تقام الانتخابات المحلية القادمة في هامبورغ، بتاريخ 23 شباط/ فبراير 2020. هذه هي المرة الـ 22 التي تجرى فيها إنتخابات محلية بالمدينة الهانزية. يبلغ عدد الناخبين المؤهلين للإقتراع في هامبورغ ممن يحملون الجنسية الألمانية وبلغوا سن 16 عامًا، حوالي 1،319،700 مواطن، أي بزيادة 20 ألف ناخب عن العام 2015. أهم الموضوعات المدرجة ضمن برامج الأحزاب الانتخابية هي التنقل والإسكان وقضايا التعليم وحماية البيئة والصحة والاقتصاد..

استطلعنا آراء بعض الألمان ذوي الخلفيات المهاجرة حول رأيهم في الإنتخابات، وعما يمكن أن تقدمه الحكومة القادمة للجاليات العربية ولللاجئين، وعن أهم الموضوعات التي ينبغي التعامل معها بجدية، وكذلك برامج الأحزاب الانتخابية التي تعنيهم، وحصلنا منهم على الإجابات التالية:

أهمية المشاركة السياسية

الدكتور محمد خليفة – محاضر بقسم تاريخ الشرق الأوسط وحضارته في جامعة هامبورغ

الدكتور محمد خليفة المحاضر بقسم تاريخ الشرق الأوسط وحضارته في جامعة هامبورج منذ 2002. والأستاذ بجامعة بايرويت التابعة لولاية بافاريا قسم العلوم العربية والإسلامية بين عام 1996 وعام 2000، تحدث لموقع أمل هامبورغ شارحاً أهمية الإنتخابات للجاليات العربية والمسلمة وضرورة تحمل المسؤوليات. يقول د. خليفة: “قضية المشاركة السياسية لم تعد قضية هامشية بالنسبة للعرب والمسلمين الألمان، فالاهتمام بها نَما في ضوء التجربة التي كانت تسير في تطور دائم، وكذلك من خلال الجهود المبذولة مؤخرًا بهذا المجال. إن ضعف المشاركة أو البقاء في الحالة السلبية بالنسبة للعرب والمسلمين في ألمانيا لا يمكن إلا أن يؤدي بالنهاية إلى اختلال في التوازن، ونتائج غير محمودة، بالتالي سيتسبب هذا بوجود فئة مهزومة بالمجتمع، وهذا ما لا يتوافق بأي حال مع المبادئ الطموحة للوجود النشط والبنّاء للعرب والمسلمين ضمن مجتمعاتهم الأوروبية المبنية على أساس المواطنة والعيش المشترك”.

تحمّل  المسؤوليات

يضيف د. خليفة: “من خلال المشاركة بالانتخابات يمكننا تحمل المسؤولية تجاه مجتمعنا الذي نعيش فيه، أيضًا تجاه أطفالنا والجيل القادم. كذلك سنتمكن من التأثير على النشاطات السياسة وأن نقرر من سيمثلنا ومن سيتحدث بإسمنا. إذا لم ننتخب فلن يكون هناك من يمثلنا ويمثل مصالحنا، وبالتالي سيكون القرار حتماً للآخرين الذين سيقررون من يمكنه تمثيلنا! يجب علينا توثيق الروابط بيننا كعرب وكمسلمين وتوسيع شبكة التواصل ضمن النسيج الاجتماعي العام، بهدف الحد من المخاوف التي تظهر أحياناً، ويجب بناء الجسور ونشر الأمل بين الأجيال الجديدة في المجتمع. أود هنا أن أطلب منكم جميعاً الانخراط في خيار -تكافؤ الفرص للجميع- والمشاركة بالانتخابات لأنها هامة أيضاً بالنسبة لقضية اللاجئين”.

من سيحصل على أعلى الأصوات؟

دنيا القرشي – دبلوم علم الأحياء

دنيا القرشي – دبلوم علم الأحياء – تقيم في ألمانيا منذ أكثر من 20 عامًا، تحدثت لأمل هامبورغ حول إلتزام الأحزاب بقضايا اللجوء والإندماج.. تقول السيدة القرشي: “حزب اليسار وحزب التحالف 90/ الخضر لا يزالوا ملتزمين بشكل أساسي باللاجئين والاندماج، من جانب آخر، نلاحظ وجود رؤية واتجاه واضح وموحد نحو حماية المناخ لدى جميع الأحزاب تقريبًا.. في رأيي، سوف يستمر الحزب الاشتراكي الديموقراطي SPD بالحصول على أكبر عدد من الأصوات في هامبورغ. ومع ذلك، من المرجح أن تكون هذه النسبة أقل بكثير مما كانت عليه في السنوات السابقة، حيث سيتم تقديم المزيد والمزيد من الأحزاب التي تغطي كامل المجتمع. فالخضر على سبيل المثال، لديهم أيضاً فرصة جيدة جداً للحصول على أصوات أكثر مما حصلوا عليه في المرة الماضية، كما كان متوقعاً بالفعل خلال الانتخابات الأوروبية”.

القيم الديمقراطية هي الأساس

تضيف السيدة القرشي: “نعم، بالطبع، يتم التناقش أيضاً حول الإنتخابات بين العائلات ودوائر أصدقاء من اللاجئين. وهم لديهم اهتمام كبير بالنتائج، لأنهم يتأثرون بها بشكل مباشر، ولكن لا يمكنهم التأثير عليها. بالإضافة إلى ذلك، تتغير القواعد والقوانين التي تؤثر عليهم مرارًا وتكرارًا، اعتمادًا على من يصنعها. أعتقد أن جمهوراً كبيراً من السكان يعرف لمن يصوتون ولماذا. أنا سأختار حزبًا قائمًا على القيم الديمقراطية الأساسية، ويدعم مكافحة تغير المناخ وملتزم بدعم المهاجرين والاندماج”.

من سيفوز في الإنتخابات القادمة؟

محمد خالد الزرعي – خبير بالاعمال اللوجستية و التجارة

محمد خالد الزرعي – خبير بالاعمال اللوجستية و التجارة – يعيش منذ 30 عامًا في ألمانيا. تحدث الزرعي لنا شارحاً أهمية المشاركة بالإنتخابات إرثاءً للديمقراطية ودعماً للقادمين الجدد. يقول الزرعي: “انتخابات المواطنة المحلية هي أداة لا غنى عنها لضمان سير العملية الديمقراطية في البلاد، وكذلك تعتبر بالنسبة للاجئين قضية مهمة جداً لأن مستقبلهم سيتأثر بالحكومة الجديدة القادمة. أعتقد بأن معظم الناس في هامبورغ عادة ما يختارون الأحزاب حسب العرف والتقاليد. أنا شخصياً أعتقد بأن الاشتراكي الديمقراطي SPD والحزب البيئي الديمقراطي ÖPD سيفوزان بالإنتخابات القادمة.

التصويت واجب مدني

المهندس حسن النعيمي -مهندس كهرباء- يعيش في ألمانيا منذ مدة 15 عامًا، تحدث لنا ضرورة التصويت لمن يستطيعون، يقول النعيمي: “بالماضي لم أتعامل كثيراً مع موضوع الإنتخابات، لكنني سأفعل ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة وسأنظر في البرامج الانتخابية للأحزاب لأتعرف على خططها وأنتخب عن قناعة. أعتقد أن الاشتراكي الديمقراطي SPD سيفوز لأن هامبورغ تعتبر معقلاً له بشكل عام وله شعبية كبيرة هنا، بشكل عام، تُعتبر الانتخابات مهمة للغاية بالنسبة للاجئين لأن القرارات السياسية التي تتخذها الحكومات الاتحادية أو حكومات الولايات يكون لها تأثير مباشر على مستقبلهم واحتمالية البقاء في هذا البلد. من جهة أخرى، أعتقد أن الناس هنا مطلعون جيدًا على أهمية الإنتخابات، وفي الغالب الأحزاب الصغيرة فرصتها ضئيلة لتكون معروفة بشكل جيد، أنا أرى بأن التصويت واجب مدني علينا جميعاً.

Fotos: Mutaz Enjila