صانعات سلام عربيات يتحدثن عن تجاربهن بمؤتمر الأديان Photo: Asmaa Yousuf
22. أغسطس 2019

صانعات سلام عربيات يتحدثن عن تجاربهن بمؤتمر الأديان

من الفخر التونسي غير الصاخب، إلى باقة الزهور العراقية، إلى مشاركة المرأة المصرية، إلى تجربة امرأة بحرينية.. أربع سيدات يمثلن بيئات اجتماعية وخلفيات دينية مختلفة، فمنهن السنية والشيعية والقبطية واليهودية، يعرضن خبراتهن كصانعات سلام في بلادهن ضمن جلسة حوارية بعنوان “نساء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كصانعات للسلام”، أدارت النقاش أسقف العلاقات المسكونية والوزارات بالخارج للكنيسة الإنجيلية بألمانيا بيترا بوسيه- هوبر.

تونس المباركة ومسئولية النساء

“تونس مُباركة، لأننا أثناء عملية التحول إلى الديمقراطية كان لدينا جميعًا حلم يتلخص بدولة ديمقراطية وتعددية، ودستور لكل التوانسة، كنا نفكر في كيفية بناء السلام من خلال التشريع والدستور، تعلمت كيف أكون أن والآخر جنبًا إلى جنب لا أن أسبقه، الديمقراطية لدينا تعني المواطنة والمساواة، تعني قوانين تحمي المرأة والأقليات، أشعر بالفخر لأن دستورنا ينص على الحق في اللجوء إلى تونس، صوتنا على قانون لمناهضة العنصرية، تعلمت شعور أن أكون مهاجرة أثناء فترة وجودي في فرنسا، فعدت إلى تونس بشعور كبير بالمسئولية وساهمت في إرساء السلام في بلدي”. بهذه الكلمات بدأت عضو مجلس النواب التونسي عن حزب النهضة محرزية العبيدي معيزة عرض تجربتها.

تتمثل الرسالة التي تريد العبيدي إيصالها للعالم، أن النساء في الديانات لسن تابعات أو مجرد ناقلات للقيم الدينية، هن صانعات لأقدارهن ومفسرات لنصوصهن الدينية ومنتقدات لأديانهن: “الأديان ذكرت النساء كما الرجال وحملتهم جميعًا مهمة دعم كل ما هو جيد ورفض كل ما هو سيء، مثلا العدالة جيدة والسكوت عن الحق سيء”. أما الشق الثاني من رسالتها فهو مسئولية النساء في مجتمعاتهن: “التجربة التونسية تخبرنا أن المرأة التونسية كانت قائدة للتغير بغض النظر عن خلفيتها الايدلوجية، اتحدت النساء التونسيات مطالبات بأعلى مستوى للحرية والحقوق، حاربن ليكون الدستور التونسي للجميع، عملن معًا لتمكين المرأة، ادركن ان عليهن العمل على تمكين بعضهن البعض وتمكين المجتمع”، كما أكدت معيزة على أن الإيمان مسئولية وكون كل ديانة ترى في نفسها الخيرية، يجب أن ينعكس ذلك في علاقتها بالآخرين.

المرأة العربية تغير الصورة النمطية

فضلت وزيرة الهجرة المصرية د. نبيلة مكرم عبيد الحديث باللغة العربية مطالبة الحضور بتحية المرأة العربية: “الأمثلة على المنصة مغايرة للصورة النمطية عن المرأة العربية بأنها ربة منزل تربي الأبناء، فعلى هذه المنصة لدينا وزيرة وسفيرة ومشرعة وأخرى سجنت وكافحكت، أنا كوزيرة مصرية فخورة كوني هنا اليوم مع هذه المجموعة”. وقد مثلت عبيد مجلس كنائس الشرق الأوسط في التجمع العاشر لـ “أديان من أجل السلام”. كما أثنت الدبلوماسية المصرية على وثيقة الأزهر التي وقعت مع بابا الفاتيكان: “تضمنت الوثيقة موادًا عن المرأة وأهمية رفع الضغوط الاجتماعية عنها لتمكينها من آداء مهامها الاجتماعية”. وأشارت عبيد لتجربة المجلس القومي للمرأة بالمشاركة مع وزارة الأوقاف والكنائس الانجليلية والأرثوذكسية والكاثوليكية بالعمل معًا في صعيد مصر، وبعض النجوع والقرى وتمكنهم من إعادة السلام بين أبناء المنطقة الواحدة، ودعت لتثمين دور المرأة المصرية حيث يوجد 8 وزيرات نساء بالإضافة إلى 95 نائبة برلمانية. تحدثت عن مهام وزارة الهجرة التي تضطلع بمهامها وبأن ملفات الوزارة إنسانية بحتة تعمل على الاهتمام بأحوال المصريين في الخارج كالعمالة المصرية في الخليج و “المهاجرين غير الشرعيين”. ثم أنهت بثنائها على دور الأزهر وتجريمه للتحرش والزواج المبكر، كما صرحت بأن عام 2020 سيشهد تنظيم الأزهر للمؤتمر الأول العالمي لمواجهة التحديات التي تواجهها المرأة.

تعددية البحرين

هدى عزرا نونو أول يهودية وثالث سيدة تتولى منصب سفيرة لدولة البحرين التي يبلغ عدد اليهود فيها 34 شخص، قصت نونو ما تعايشه من تعددية في دولة البحرين، حيث يوجد 19 كنيسة ومعبد ودور عبادة أخرى، كما طالبت بالمزيد من الحقوق للاجئات السوريات بعد رحلتها مع “أديان من أجل السلام” إلى الأردن، وأشادت بقانون منح الجنسية لأبناء البحرينيات المتزوجات من رجال أجانب، كما أكدت على أهمية الاعتناء بالأجيال الجديدة ونقل الخبرات لهم.

باقة الورد العراقية

شبهت السياسية والشاعرة والعضو السابق لمجلس النواب العراقي ليلى الخفاجي العراقيين بباقة الورد الملونة التي لن يكتمل جمالها إلا بوجود كل الورود داخل الباقة معًا، طالبت الخفاجي الجميع وخاصة النساء بالتحلي بالقوة، مؤكدة على أن الصعوبات موجودة أينما كنا ومالا يميتنا يقوينا، مدفوعة بقصتها الشخصية حيث عانت السجن والتنكيل 11 عام في ظل نظام صدام حسين، وشاهدت الزميلات والزملاء يحكم عليهم بالإعدام، وفقدانها لأخيها ثم سفرها إلى كندا ثم عودتها مرة أخرى للعراق، كما تحدثت باستفاضة عن منظمة الحكيم ودورها في تدشين اليوم الإسلامي لمواجهة العنف ضد المرأة عام 2009، والذي يوافق الأول من شهر صفر كتخليد لذكرى العنف الذي عانته السيدة زينب حفيدة النبي، تقول خفاجي: “أردنا من وراء ذلك إيصال رسالة للرجال، فالرجال يحتفلون في هذا اليوم ويبكون، فعندما يأتون للاحتفال ويضربون صدورهم حزنًا على زينب فماذا سيكون سلوكهم تجاه زوجاتهم وشقيقاتهم عندما يعودون للمنزل؟ هل سيدركون بأن هذا اليوم شهد عنفًا ضد السيدة زينب؟” وفي النهاية أكدت الخفاجي على أهمية دور القادة الدينيين في إرساء السلام، وخطورة التفاسير والفهم المغلوط للدين مستشهدة بتنظيم داعش.

Photo: Asmaa Yousuf