وأنا في طريقي إلى احتفالية مهرجان كريستوفر ستريت داي في هامبورغ مؤخراً، كنت أفكّر بما سأعيشه بعد قليل مع كاميرتي هناك، إنّها المشاركة الأولى لي في هذا المهرجان الذي سمعت عنه الكثير. المدينة ومواصلاتها تعجّ بالمحتفلين والمحتفلات، كثير منهم يرتدون أزياءً غير إعتيادية، يضعون مكياج وحليّ بأشكالها وألوان صارخة.. فرح، حب، موسيقى، رقص، هذا ما صبغ هامبورغ في الساعات الأخيرة قبل انطلاق موكب المظاهرة يوم السبت الماضي.
في هذه الأثناء وقبل أن أبدأ بالتقاط الصور تذكرت ما قرأته عن نشأة المهرجان في نيويورك الأمريكية، فقد انطلقت أول مسيرة كريستوفر ستريت داي في 28 حزيران/ يونيو 1969 بمشاركة مثليين جنسياً، رجال متنكرين بأزياء نسائية بالإضافة لبعض العابرين جنسياً. لم يمر ذلك اليوم بسلام، فقد استمرت المعارك في الشوارع لعدة أيّام، لكنّ الحراك وقتها، مهّد لنشوء حركة عالمية للمطالبة بحقوق المثليين وثنائيي الميول الجنسي والعابرين جنسياً، ما يعرف اليوم اختصاراً LGBTI، منذ ذلك الحين أصبح المهرجان السنوي رمزاً للحراك المطالب بتساوي الحقوق، والاعتراف بالآخر، وصار في ألمانيا تحديداً نشاطاً سنوياً معتاداً في العديد من المدن، أكبرها كولن وبرلين ومن ثم هامبورغ.
تجاوز عدد المشاركين في هامبورغ هذا العام عتبة الـ 200 ألف شخص، بحسب إحصائيات الشرطة، لكنّ المنظمين تحدثوا عن أكثر من 240 ألف مشارك، أيّ رقم قياسي جديد لتظاهرات هامبورغ. أكثر من 71 شاحنة سارت ضمن موكب الكرنفال وعلى متنها مئات المحتفلين ومكبرات الصوت، بالإضافة لسيارات أصغر حملت لافتات وشعارات وأعلام جالت مركز المدينة المغلق بسبب الاحتفال. السيارات والشاحنات تتبع لجهات مختلفة، منها الأحزاب السياسية، ومنها شركات كبيرة وبنوك وحتّى اتحادات عمّال، ومنها الخاصّة طبعاً. شعار هذا العام كان: “متساوون من حيث المبدأ – من أجل دستور أفضل” طالب عبره المتظاهرون بإدراج الميول والهوية الجنسية ضمن مادة الدستور رقم 3 الخاصة بحظر التمييز، ولأن الكلمة تعجز في بعض الأحيان عمّا لا تعجز عنه الصورة، نترككم مع مجموعة من الصور من هذا اليوم الهامبورغي المميز:
Fotos: Ahmad Alrifaee