بينما يتباحث سياسيو الاتحاد الأوربي حول عمليات إنقاذ قوارب المهاجرين في البحر، تتابع بعض السفن التابعة لمنظمات خاصة مهامها بإنقاذ المهاجرين من خطر الغرق في البحر الأبيض المتوسط.
ألمانيا مستعدة لتقديم تنازلات
بدورها الحكومة الألمانية واثقة من أنها ستمضي قدماً في الأسابيع المقبلة من خلال “تحالف الراغبين” لاستضافة لاجئي القوارب، وصرح نائب وزير الداخلية الألماني هانز جورج إنجليك يوم أمس عقب مؤتمر عقدته العديد من دول الاتحاد الأوربي في باريس أن هناك “فرصة واقعية” للتوصل إلى اتفاق في الاجتماع المقرر عقده في أيلول/ سبتمبر بمالطا. في الوقت نفسه وبحسب موقع “migazin” تستعد العديد من وكالات الإغاثة لعمليات إنقاذ جديدة في البحر المتوسط.
وقال إنجليك بحسب الموقع في إشارة إلى مجلس الشؤون الداخلية للاتحاد الأوربي، إن العديد من دول الاتحاد الأوربي مستعدة للعمل على أساس ما توصل إليه وزير الداخلية هورست سيهوفر (CSU) بالفعل مع زملائه من فرنسا وإيطاليا ومالطا، وفنلندا، إذ تهدف آلية الطوارئ إلى تغيير الوضع في البحر المتوسط، حيث تُمنع سفن الإنقاذ التي تُقل مهاجرين على متنها من الرسو بشكل متكرر، لكن مستقبلاً يجب أن يتقرر مقدماً أي الدول ستقبل المهاجرين قبل الرسو. كل هذا جاء في سياق إقناع مالطا وإيطاليا بفتح موانئها، ومع ذلك ما يزال وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني يرفض آلية التنفيذ على الأقل في شكلها الحالي، لذا أكد نائب وزير الداخلية الألماني أمس في برلين أن بلاده مستعدة لتقديم تنازلات.
بعثات جديدة في البحر المتوسط
وفيما يتم مناقشة آلية الطوارئ التي تهدف إلى السماح برسو القوارب، وإعادة توطين المهاجرين واللاجئين الذين تم إنقاذهم بالفعل، فإن العديد من المنظمات الخاصة تستعد لعمليات إنقاذ جديدة في البحر المتوسط، حيث ما تزال سفينة الإنقاذ “آلان كردي” راغبة بمغادرة ميناء بالما دير مايوركا يوم الاثنين باتجاه ليبيا بحسب ما أعلنت متحدثة باسم السفينة لوكالة الصحافة الإنجيلية، وترغب السفينة بإنقاذ اللاجئين المحتملين الذين يحاولون الوصول إلى أوربا عبر القوارب من سواحل ليبيا.
بدورها أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” يوم الأحد أن “Ocean Viking” والتي تعمل مع “SOS Mediterranee” سيتم ارسالها بحلول نهاية الشهر الجاري، وهي في طريقها حالياً إلى البحر المتوسط، وتشير المجلة أن “Ocean Viking” والتي تحمل العلم النرويجي بنيت عام 1986، وصُممت في الأصل كسفينة إنقاذ، ويمكن أن تستوعب ما يصل إلى 200 شخص، وهي تحل محل سفينة كانت تديرها المنظمتان سابقاً. وقالت المديرة العامة لـ SOS Mediterranee صوفي بو في باريس أمس إن “Ocean Viking” يجب أن تبقى بالخدمة في البحر الأبيض المتوسط طالما كان ذلك ضرورياً، وطالبت بو بجمع تبرعات كون المهمة تكلف تقريباً 14000 يورو باليوم الواحد. كما يخطط فريق Mission Lifeline لمهمة جديدة بداية شهر آب/ أغسطس المقبل، أما بعثة الاتحاد الأوربي “صوفيا” التي تديرها حكومة الاتحاد، وأنقذت في السابق الكثير من الناس، فلن تنشر سفنها في المتوسط حالياً.
منظمة أطباء بلا حدود تقول إن وسط البحر المتوسط بين ليبيا وإيطاليا هو حالياً طريق الهروب الأكثر دموية في العالم، ففي أشهر هذا العام فقط، غرق ما لا يقل عن 426 شخصاً أثناء فرارهم عبر هذا الطريق، وقالت رئيسة المنظمة جوانا ليو: “بالنسبة للعديد من النساء والرجال والأطفال فإن الرحلة عبر البحر المتوسط هي السبيل الوحيد لتجنب الاغتصاب والتعذيب والعمل القسري في ليبيا”.
Photo: epd-bild/Christian Ditsch