تجربة السكوتر الكهربائي في هامبورغ.. سلبيات وإيجابيات Foto: Ahmad Alrifaee
10. يوليو 2019

تجربة السكوتر الكهربائي في هامبورغ.. سلبيات وإيجابيات

خلال الأسابيع القليلة المنصرمة، أصبحت مشاهدة السكوترات الكهربائية في طرق هامبورغ أو على أرصفتها أمراً لا يدعو للاستغراب، فبعدما أُصدر قانون يقنّن استخدامها ابتداءً من منتصف شهر حزيران/ يونيو الماضي، سارعت عدة شركات لنشر سكوتراتها في المدينة للاستئجار على مبدأ الـ Car-sharing. ما الذي يجب معرفته قبل البدء باستئجار هذه السكوترات؟ ما هي الأسعار؟ وهل فعلاً يوفر السكوتر الكثير من الوقت ويعطي حلولاً بديلة للتنقل؟ ما هي درجة الأمان ومن هم الشركات المخدمة والفروقات بينها؟ في هذه المادة أجيب على هذه الأسئلة بعد قيامي وزميلي بتجربة إثنتين من الشركات المخدمة في هامبورغ. 

الخطوات الأولى اللازمة

الأمر بسيط جداً فكل ما لزمنا للبدء هاتف ذكيّ وطريقة دفع إلكترونية مناسبة كبطاقة الائتمان “كريديت كارد” أو الـ PayPal، تختلف على اختلاف الشركة المخدمة. بعد تحميل التطبيق على الهاتف وإنشاء حساب عن طريق خطوات قليلة بسيطة، ظهرت لي مباشرة خريطة عليها أماكن تواجد أقرب السكوترات لموقعي الحالي. كلّ ما كان عليّ أن أذهب لأحدها وأضغط على شاشة الهاتف لاختيار رقم السكوتر الصحيح لتبدأ متعة التجربة الأولى.

لا توجد مواقف مخصصة للسكوترات الكهربائية في المدينة، ومن الممكن إيجادها في أيّ مكان، فعندما يقوم أحدهم باستئجار سكوتر، يستطيع إنهاء الاستخدام في أيّ مكان ضمن مركز المدينة، ما عليك إلاّ أن تضعه على الرصيف بحيث لا يعيق حركة المرور والمشاة، ثم الضغط على زر إنهاء الرحلة في تطبيق الهاتف. كاستثناء هناك مناطق في مركز المدينة تظهر باللون الأحمر على الخريطة الخاصّة بالتطبيق قامت السلطات بمنع ركن السكوترات الكهربائية فيها مثل ساحة البلدية وشارع Mönchebergstraße. 

الشركات والأسعار

أمّا عن الشركات، فحتى الآن هناك شركتان ألمانياتان وهما Circ وTier والشركة السويدية Voi بالإضافة للشركة الأمريكية Lime. ومن الممكن قريباً أن يصبحوا 6، فما زالت شركتان في طور التحضير، الشركة الهامبورغية الناشئة Floatility والشركة الأمريكية Bird. حتّى الآن نشرت هذه الشركات 2160 سكوتر كهربائي في هامبورغ بحسب معلومات دائرة المرور.

الأسعار متشابهة بين الشركات الـ 4 ولكنها ليست رخيصة البتّة، فهي تقترب من سعر استئجار أحد سيارات شركة Car2go: مجرد البدء باستخدام أحد السكوترات يكلّف حوالي 1 يورو، والدقيقة الواحدة بحوالي 20 سنت، تختلف قليلاً حسب الشركة. وعليه لا تنسوا، إذا كنتم قد انطلقتم برحلة مع السكوتر الكهربائي وتريدون أخذ استراحة أقصر من 5 دقائق فلا تقوموا بإنهاء الرحلة والقيام بعد قليل ببدأ واحدة جديدة، فالبدء من جديد يكلّف 1 يورو إضافي، ولكن إذا كانت الاستراحة ستطول أكثر من ذلك فالإنهاء والبدء من جديد هو الحل الأقل تكلفة.

سرعة السكوتر القصوى المسموح بها 20 كم/ ساعة، لكن لا يجب عليكم التفكير بذلك، فقد قامت كل الشركات بتحديد سرعة سكوتراتها بحيث لا تتجاوز السرعة المسموحة، لكن بحسب التجربة، قوة إنطلاقة السكوترات تختلف من شركة لأخرى. على سبيل المثال سكوترات شركة Circ تتمتع بانطلاقة قوية، لكن عند الوصول لسرعة 20 كم/ساعة يمكن الملاحظة أن السكوتر يقوم بتنزيل السرعة بين الفينة والأخرى، أمّا سكوترات شركة Tier فلا تتمتع بانطلاقة قوية، لكنها مريحة عند وصولها للسرعة القصوى. بالإضافة لذلك، تختلف الإضافات على السكوترات بحسب الشركة، فسكوترات شركة Circ لديها مكان مخصص للهاتف بحيث يمكن بسهولة الإستعانة بخريطة للوصول للموقع المطلوب، بالإضافة لمأخذ USB يمكن عن طريقه شحن الهاتف ومكان مخصص لعبوة الماء، أمّا سكوترات شركة Tier فليس لديها كل هذه الإضافات، لكن هناك شاشة تظهر السرعة مثبتة على المقود.

الأمان

وحول سهولة الاستخدام، فكل من قام يوماً ما باستخدام سكوتر عادي يستطيع التحكم بسهولة فائقة بالسكوتر الكهربائي، هناك مقود بسيط يحوي على فرامل بالإضافة لزمّور (جرس تنبيه) وأداة للتحكم بالسرعة. ولكن المشكلة تكمن بالقيادة إلى جانب المركبات في الشارع، كالحافلات الكبيرة والشاحنات، فشعوري الشخصي بالأمان لم يكن مرتفع أثناء القيادة، ليس للسكوتر جسم كجسم الدراجة الهوائية مثلاً يوفر الشعور بالسيطرة، وليس هناك عجلات كبيرة أو أيّ مسافة تفصل بين جسم السائق/ ـة وأيّ شيء في الشارع يمكن الاصطدام به. 

ملخص تجربتي: لا أعتقد أنني سأقوم باستخدام السكوتر الكهربائي بشكل دوري، فالسعر مرتفع جداً، وصل إلى 11 يورو بعد استخدامي له مدة 50 دقيقة، والشعور بالأمان ليس بالحد المطلوب، لكنني أستطيع القول أنه بالإضافة لمتعة القيادة دون أي جهد، فإنه حل عمليّ وفعّال بأوقات الاضطرار وعند الحاجة للسرعة في التنقل لمسافات قصيرة نسبياً، إذ ليس على المرء غير إيجاد سكوتر قريب متوفر وبعد ذلك يمكن تركه في أيّ مكان (تقريباً).