رحنا نسير صعودًا وهبوطًا بين طرقات توبنجن الجميلة وبيوتاتها القديمة ذات الأسقف الخشبية، يجذبني جمال الورود التي تغطي نوافذها، تحولت أنيتا فيدمان إلى مرشدة لثواني معدودة، ففي هذه المدينة الطلابية الصغيرة ولدت وترعرعت، وبعد المرور بالسوق حيث كل شيء يبدو مختلف عن برلين عبرنا جسر صغير ضيق ككل شيء في المدينة، لنجد بروفيسور بيرند إنجلارك رئيس جامعة توبنجن في انتظارنا، قدمته لنا بصفته أستاذها الجامعي السابق، ليصطحبنا إلى محطتنا السابعة حيث سيمكننا التعرف على المشروع الجديد بمركز الدراسات الإسلامية التابع لجامعة توبنجن.
المسلمين الجدد ونظرة جديدة للإسلام
أوضحت نائب رئيس الجامعة للشئون الدولية بروفيسيورة مونيك شفير أثناء مقدمتها عن المشروع بأنه يستهدف البحث عن تفاسير جديدة للقرآن فيما يتعلق بالمرأة، ووفقًا لدكتورة فهيمة ألفت من مركز الدراسات الإسلامية فإنه هناك العديد من الفقيهات والفقهاء المسلمين يرغبون في التواصل مع العالمات المسلمات من شتى أنحاء العالم، لخلق مائدة حوار مفتوحة بهدف تحليل وجهات النظر والتصورات المختلفة عن المرأة في الإسلام بشكل عابر للحدود الثقافية، وخلق حوار بين العلماء والعالمات من كل من الدين الإسلامي والمسيحي واليهودي لتعزيز التعاون ونقل خبرات أصحاب الديانتين الآخرتين في هذا الشأن.
وحول أهمية المشروع تقول فهيمة ألفت بأن ما يمكن أن نطلق عليه “المسلمون الجدد” وهم الجيل الثاني من المهاجرين من البلدان الإسلامية يولون أهمية كبيرة للإسلام كنظام أخلاقي ويميزون بوعي كبير بين ما هو ديني وما هو ثقافي وبالنسبة لهم فالدين هو مصدر اعتماد على الذات والتنمية الفردية.
لماذا إعادة تفسير النص الديني؟
تقول فهيمة ألفت: “عندما نتحدث عن المرأة في القرآن، علينا أن ندرس التفاسير المختلفة التي قام بها رجال ونساء والقديم منها والحديث، نحن هنا في المركز نبحث فيهم جميعهم وننظر كيف أظهروا الجانب النسائي، بالطبع هناك تفاسير أبوية ذكورية ولكن علينا أن نفهم أن هذه التفاسير جاءت في سياق آخر كما أن هؤلاء المفسرين لا يعيشون في حياتنا المعاصرة، وبالتالي جاءت هذه التفاسير في سياقات تاريخية مختلفة غير متشابهة مع حياتنا اليوم. هناك العديد من النساء الذكيات اللائي يعملن في التفسير، يفسرن القرآن ونقوم بالبحث كيف يمكننا عمل ذلك بشكل مناسب لسياقاتنا الحالية.
قالت وزيرة الدولة لشئون الاندماج بأنه بعد المحاضرات والعرض أصبح واضحًا كم هو مهم استمرار مثل هذا المشروع وتساءلت عن سبب اقتصاره فقط على البلدان ذات الأغلبية المسلمة: “لماذا لا يمتد أيضًا لبقية دول أوروبا وشمال أمريكا” فأجابتها د/ أمينة نواز من مركز الدراسات الاسلامية بأن السبب في ذلك هو الجهة المانحة والممولة DAAD هي التي حددت ذلك مسبقًا، حيث يأتي المشروع ضمن مشاريع التبادل مع العالم الإسلامي التي تقوم بها مؤسسة خدمة التبادل الأكاديمي.
Photo: Asmaa Yousuf