أدخلت دول الاتحاد الأوروبي تعديلات جديدة صارمة على قواعد الأمتعة اليدوية، تُتيح لشركات الطيران فرض رسوم إضافية على أي حقيبة تتجاوز الحجم المسموح به. هذه الخطوة، دخلت حيّز التنفيذ في يونيو 2025، طالت المسافرين على متن شركات اقتصادية كبرى مثل “رايان إير” و”ويز إير”، وبات يُسمح لهم فقط بحمل حقيبة صغيرة توضع تحت المقعد، دون أي تكلفة إضافية. هذا التغيير يعكس توجهًا أوسع لدى شركات الطيران نحو تقليص المجانيات وتكثيف سياسة الرسوم الإضافية. وفي ضوء هذه المستجدات، توصي الهيئات الرقابية المسافرين بالتحقق المسبق من الشروط الدقيقة لكل ناقل جوي.
ما حجم حقيبة اليد المسموح به؟
تختلف سياسة الأمتعة باختلاف الشركة، لكن ما تزال بعض الشركات مثل لوفتهانزا تتيح للمسافر في الدرجة السياحية حقيبة يد واحدة مجانًا بوزن لا يتجاوز 8 كغم وأبعاد قصوى تبلغ 55×40×23 سم. في الدرجة الأولى، يسمح غالبًا بحقيبة ثانية دون رسوم إضافية. أما الأمتعة الأكبر حجمًا أو أثقل وزنًا، فتُسجّل كحقائب شحن، وقد يطلب دفع رسوم إضافية حسب كل حالة. تشير البيانات إلى أن المسافرين الذين لا يطّلعون مسبقًا على هذه الشروط، تفاجئهم تكاليف غير متوقعة في المطار، خاصة أن بعض شركات الطيران لم تعد تتيح أكثر من قطعة واحدة تُخزّن أسفل المقعد.
السوائل: ما الذي يُسمح بحمله؟
وفقًا للوائح الأمن الحالية للاتحاد الأوروبي، يُسمح فقط بحمل السوائل في عبوات لا تتجاوز سعتها 100 مل في الأمتعة اليدوية. يُشترط ألا تتجاوز الكمية الإجمالية لترًا واحدًا، على أن توضع الزجاجات والعبوات في كيس شفاف قابل لإعادة الإغلاق، وتُقدَّم بشكل منفصل أثناء التفتيش الأمني. تشمل هذه القاعدة أيضًا معجون الأسنان والكريمات والعطور والمربى والجبن الكريمي والزبادي. المواد السائلة المشتراة من الأسواق الحرة تُستثنى من ذلك، شريطة إبقائها في الحقيبة المختومة مع الإيصال.
الأدوية: استثناء مهم ضمن نفس القاعدة
تُستثنى الأدوية المخصصة للاستخدام الشخصي من قيود السوائل. غير أن هيئة ADAC الألمانية توصي بحمل شهادة طبية تؤكد الحاجة للدواء، خاصة عند السفر إلى بلدان تتّبع سياسات صارمة في دخول الأدوية مثل سنغافورة. ولتسهيل ذلك، توفر ADAC نموذجًا يمكن تحميله وتعبئته مسبقًا.
ماذا لا يمكنك حمله في المقصورة؟
من بين أبرز المحظورات في حقائب اليد داخل الطائرة الأدوات الحادة التي يمكن استخدامها كأسلحة، مثل سكاكين الجيب التي يزيد نصلها عن 6 سم، ومبردات الأظافر الحادة، والمقصات، وإبر الحياكة، وأدوات فتح الزجاجات. كما يُمنع حمل الأسلحة الصغيرة، وولاعات البنزين، وعبوات الغاز، والألعاب النارية، والبطاريات السائلة. يُسمح فقط بولّاعة غاز واحدة أو علبة أعواد ثقاب لكل راكب. كذلك، يجب وضع شفرات الحلاقة القابلة للاستبدال في الأمتعة المسجلة، بينما يُسمح بنقل تلك ذات الشفرات المدمجة. كما تنص اللوائح الأوروبية على ضرورة حمل السجائر الإلكترونية في الأمتعة اليدوية فقط، وليس في الحقائب المشحونة، بسبب خطر اشتعالها داخل مقصورة الشحن.
ماذا يجب أن تعرف عن المسموح والمعفى من الجمارك؟
بالنسبة للبضائع القادمة من دول الاتحاد الأوروبي، يُسمح باستيراد حتى 800 سيجارة، وكيلوغرام من التبغ، و10 لترات من المشروبات الروحية، و60 لترًا من النبيذ الفوّار، و110 لترات من البيرة دون دفع رسوم جمركية طالما كانت الكمية للاستخدام الشخصي. أما من الدول خارج الاتحاد الأوروبي، فيُحدد الحد الأقصى بـ 200 سيجارة، ولتر واحد من الكحول القوي، ولترين من المشروبات الأقل كحولًا، و4 لترات من النبيذ، و16 لترًا من البيرة. وفي حال تجاوزت قيمة المشتريات من خارج الاتحاد الأوروبي 430 يورو للمسافرين جوًا أو بحرًا، يجب التصريح عنها للجمارك. وتوفر الجمارك الألمانية حاسبة رقمية توضح كميات البضائع المسموح بها وتلك التي تُفرض عليها رسوم.
الهدايا التذكارية: احذر المفاجآت غير السارة
يُحظر تمامًا نقل المرجان، والعاج، والطيور الجارحة أو الحيوانات البرية المحنطة مثل التماسيح. تُعتبر مثل هذه الأغراض انتهاكًا للقوانين الدولية لحماية الأنواع، وقد يترتّب عليها غرامات جسيمة. حتى النباتات مثل الصبّار أو بساتين الفاكهة تتطلب إذنًا خاصًا في بعض الدول. أما البطاطس ودوالي العنب، فيُمنع استيرادها إلى ألمانيا من خارج الاتحاد الأوروبي، خشية نقل الآفات. ينصح مكتب الجمارك الألماني بعدم المجازفة، ويحثّ المسافرين على التحقق من لوائح كل بلد عبر الصفحات الرسمية لوزارة الخارجية الألمانية.