سجلت منظمة Claim أكثر من 3000 حادثة معادية للمسلمين العام الماضي. حيث وصفت جرائم العنف بأنها تزداد أكثر جرأة ووحشية. تصدر منظمة Claim تقريراً سنوياً عن معدل الحوادث المعادية للمسلمين في ألمانيا. يأتي ذلك قبل أسبوعين من الذكرى السنوية لمقتل الصيدلانية المصرية مروة الشربيني في الأول من يوليو في دريسدن والتي كانت ضحية لحادث عنصري. يعتبر يوم مقتلها هو يوم مكافحة العنصرية ضد المسلمين في ألمانيا.
تزايد مقلق لمعدل الحوادث العنصرية
بلغ عدد الحوادث المعادية للمسلمين في ألمانيا مستوى قياسياً العام الماضي ، وفقاً لتقرير منظمة Claim. حيث ارتفع المعدل لنسبة 60% مقارنة بعام 2023 ليصل إلى 3080 حادث. كما شهدت جرائم العنف ارتفاعاً ملحوظاً وغالباً استهدف النساء. أكثر من 55% من الحوادث المسجلة عبارة عن اعتداءات لفظية وهي تمثل 1558 حالة. كما سُجلت 659 حالة تمييز و 585 حالة عنف موثقة. وفي 278 حالة لم تُقدم أي معلومات عن نوع الحادث.
يظهر التقرير السنوي لعام 2024 أن العنصرية المعادية للمسلمين في ألمانيا منتشرة على نطاق واسع في جميع مجالات المجتمع وأنها جزء من الحياة اليومية لكثير من الناس في ألمانيا. ويضيف معدّو التقرير “لا تحدث الحوادث العنصرية من فراغ بل يجب النظر إليها في سياق النقاشات والحوارات حول الأمن والهجرة واللجوء”.
تزايد التسيب والوحشية
أشار معدّو التقرير إلى “تزايد التسيب والوحشية” في الحوادث العنصرية. فقد سجّلت جريمتا قتل و 198 اعتداء على أشخاص بما في ذلك ثلاثة اعتداءات خطيرة ومحاولات قتل. بالإضافة إلى 122 حالة اعتداء على الممتلكات وأربعة حرائق متعمدة. وفقاً لمنظمة Claim “غالباً ما يكون الانتماء الديني الفعلي للضحايا دوراً ثانوياً في حوادث العنصرية التي يتعرضون لها. حيث تظهر الحالات أن المسلمين يتعرضون للعنصرية بناء على أسمائهم أو مظهرهم أو لغتهم ، بصرف النظر عن انتمائهم الديني. حوالي 70% من حوادث العنصرية كانت ضد أفراد و 19% من الحالات الموثقة كانت ضد جماعات. كذلك أكثر من 5% من الحوادث العنصرية كانت ضد مؤسسات أو أماكن دينية. حيث وثّق 67 هجوماً على مساجد في العام الماضي ، وقد تعرضت النساء في الغالبية العظمى من الحالات المسجلة وفقاً للمنظمة لحوادث العنصرية بنسبة 71%. وفقاً للتقرير فإن الاعتداءات العنيفة المعادية للمسلمين من قبل أشخاص بالغين على الأطفال و الشباب قد ارتفعت أيضاً للعام الثالث على التوالي.
انعدام الثقة في السياسة
وفقاً للتقرير فقد وقعت أكثر من 25% من الحوادث في الأماكن العامة أي في الشوارع أو الحدائق أو محطات القطارات. بينما وقعت 22% من حالات العنصرية الموثقة ضد المسلمين في المدارس و 10% منها داخل أماكن العمل. وفقاً لمعدّي التقرير “تلعب نقاشات المجتمع و السياسة والإعلام دوراً رئيسياً في هذه الحوادث. إن الخطابات التي توصم المسلمين وتجرمهم تهيئ مناخاً يتيح وقوع الهجمات والتمييز وقد تؤجج الهجمات ضد المسلمين”. ومثال على ذلك بعد السابع من أكتوبر فقد ازدادت بشكل كبير الهجمات علـى المسلمين والأشخاص الذين ينظر إليهم على أنهم مسلمون ، والأماكن التي وصفت بأنها مسلمة في جميع أنحاء البلاد.
يظهر المتضررون من العنصرية ضد المسلمين درجة عالية من انعدام الثقة في مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني. وفي هذا السياق أشارت منظمة Claim إلى دراسة أجراها المرصد الوطني للتمييز و العنصرية هذا العام. وفقاً للدراسة فقد انخفضت ثقة الناس في ألمانيا في الحكومة الاتحادية والسياسيين ، وهذا الانخفاض في الثقة هو الأكبر بين المسلمين.
ارتفاع عدد الحالات غير المبلغ عنها
في إطار المسح الذي أجرته منظمة Claim فقد حللت أرقام الحالات الواردة من مراكز الإبلاغ و الاستشارات والإحصائيات الاتحادية حول الجرائم ذات الدوافع السياسية ، بالإضافة إلى البيانات الصحفية الصادرة عن الشرطة و التقارير الإعلامية. تفترض Claim وفقاً لتلك البيانات ، ارتفاع عدد الحوادث المعادية للمسلمين غير المبلغ عنها. كما أفاد مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية (PMK) بزيادة في جرائم الإسلاموفوبيا في إحصاءاته حول الجرائم ذات الدوافع السياسية في العام الماضي. حيث سجلت الشرطة 1848 حالة إسلاموفوبيا بزيادة قدرها 26% مقارنة بعام 2023. وتختلف الأرقام جزئياً لأن الحالات التي عنها لمراكز الإبلاغ و الاستشارات لم يتم إبلاغ الشرطة بها جميعاً.
المصدر باللغة الألمانية هنا