يتعرض وزير الصحة السابق ينس شبان لانتقادات حادة بسبب صفقة كمامات الكورونا التي أبرمها وقت توليه منصبه في حكومة المستشارة السابقة أنجيلا ميركل. يضع تقرير جديد المسؤولية على عاتق شبان، ففي بداية أزمة كورونا عام 2020 يقال إنه كلف شركة لوجستية –مقرها منطقة مونسترلاند مسقط رأسه– بشراء كمامات دون الدعوة لطرح مناقصة! وبلغت الخسائر الناتجة عنها مليارات اليوروهات. وكان وزير الصحة كارل لاوترباخ في حكومة أولاف شولتز التي خلفت حكومة ميركل، عين المفوضة الخاصة مارغريتا سودهوف للتحقيق في صفقة شبان لشراء الأقنعة. ووفقاً لمصادر إعلامية، التقرير المكون من 170 صفحة يهدف إلى تجريم الوزير شبان.
شركة Fiege اللوجستية
وفقاً لمعلومات من صحف NDR وWDR وSüddeutsche Zeitung (SZ) فإن السياسي شبان من حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي CDU كلف شركة لوجستية من شمال الراين– فيستفاليا بشراء كمامات باهظة الثمن وتوفيرها على مستوى البلاد خلال جائحة كورونا. تتركز الادعاءات على منح شبان عقداً بقيمة 1.5 مليار يورو لشركة Fiege اللوجستية ربيع العام 2020 دون طرح مناقصة. وفقاً لصحيفة Süddeutsche Zeitung فإن وزارة الداخلية الاتحادية المسؤولة فعلياً عن الشؤون اللوجستية كانت قد حذرت شبان حينها من تكليف شركة Fiege لكنه تجاهل الأمر.
رفض نشر التقرير
وفقاً لموقع “تاز” فإن وزيرة الصحة الاتحادية الحالية نينا فاركن من حزب CDU رفضت نشر التقرير الموجود بحوذة الوزارة منذ أشهر. وتضيف “تاز”: “إذا أصرت الوزيرة على رفض تقديم التقرير إلى البوندستاغ فإن ذلك سيعيق الرقابة البرلمانية وبالتالي يبدد الثقة ليس فقط في حزبها لكن أيضاً في الديموقراطية”.
تبلغ قيمة الضرر المُحتمل 2.3 مليار يورو، بل ربما تصل إلى 3.5 مليار يورو، نتيجة صفقات الكمامات التي أبرمها الوزير السابق ينس شبان. واضطرت الدولة لاحقاً لإتلاف كميات كبيرة من الكمامات، وما تزال الإجراءات القانونية مع الموردين مستمرة حتى اليوم. تعتقد باولا بيشوتا خبيرة سياسة الميزانية في حزب الخضر أن وزيرة الصحة في حكومة المستشار فريدريش ميرتس الحالية، تريد إبقاء التقرير طي الكتمام لحماية ينس شبان من إنهاء مسيرته السياسية.