من شولتس إلى ميرتس: وداع محترم وصعود متعثر Foto: Kay Nietfeld/dpa
6. مايو 2025

من شولتس إلى ميرتس: وداع محترم وصعود متعثر

في أمسية وداع اتسمت بالرمزية ولم تخلُ من الجانب العاطفي، ألقى المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتس خطابه الأخير خلال احتفال “الوشم الكبير” الذي نظمه الجيش الألماني. على أنغام أغنية “Respect” لأريثا فرانكلين، التي كانت شعاراً لحملته الانتخابية عام 2021، ودّع شولتس منصبه برسالة مؤثرة عن الديمقراطية، الوحدة، والمسؤولية.

أكد شولتس على أن “الديمقراطية تحتاج إلى فهم القواسم المشتركة التي تجمعنا، رغم اختلاف خلفياتنا وآرائنا”. وأضاف أن “ألمانيا قوية فقط إذا كنا متحدين”. وأشار إلى أن التضامن المجتمعي ظهر بوضوح خلال أزمات مثل جائحة كورونا، والحرب في أوكرانيا، وأزمة الطاقة.

واعتبر شولتس أن انتقال الحكم بشكل سلمي ومنظم هو ما يميز الديمقراطيات، وأردف مازحاً في نهاية خطابه: “آمل ألا تسوء الأمور كثيراً في غيابي”. في جملة أثارت ابتسامات الحضور وأظهرت شيئاً من روح الدعابة في لحظة وداع رسمية. ووصف خدمته كمستشار لألمانيا بأنها “شرف حياته”، متمنياً النجاح لخليفته فريدريش ميرز. وعبّر عن ثقته في الشعب الألماني الذي “يقدّر الوحدة على الانقسام”.

ميرتس يصبح مستشاراً بعد محاولة ثانية

بعد ساعات فقط من وداع شولتس، انتُخب زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، فريدريش ميرز، مستشاراً جديداً لجمهورية ألمانيا الاتحادية. انتخابه لم يكن سلساً؛ فقد فشل في الجولة الأولى من التصويت داخل البوندستاغ. حيث لم يتمكن من حصد الأغلبية المطلوبة البالغة 316 صوتاً، وإنما بـ310 أصوات فقط.

توقفت الجلسة لعدة ساعات، جرت خلالها مشاورات مكثفة بين الكتل البرلمانية، انتهت بالاتفاق على تعديل النظام الداخلي للبوندستاغ لتسهيل التصويت مجدداً في اليوم ذاته. وفي الجولة الثانية، نجح ميرز بالحصول على 325 صوتاً، في مقابل 289 صوتاً ضده، مع امتناع نائب واحد عن التصويت. نال الائتلاف الحاكم الجديد، المكوَّن من الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، 328 مقعداً في البرلمان، ما سمح بتمرير التصويت بعد التوافق الحزبي.

أجواء متوترة ونداءات بالمسؤولية

خلال فترة الترقب بين الجولتين، أطلق السياسي ينس شبان، زعيم الكتلة البرلمانية للاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي، نداءً علنياً لأعضاء البرلمان قائلاً: “أوروبا والعالم يراقبان. المسؤولية على عاتقنا جميعاً”. من جانبه، صرّح لارس كلينجبيل، زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أن انتخاب ميرز بسرعة ضروري بسبب “الوضع الدولي الخطير”. وأكّد أن الوقت قد حان لتشكيل حكومة مستقرة.

الخضر واليسار يعارضون، لكنهم يدعمون الانتقال السريع

رغم أن حزبي الخضر واليسار صوّتا ضد ميرز، فإنهم وافقا على إجراء الجولة الثانية من التصويت في اليوم نفسه. فيليكس باناسزاك، الزعيم المشارك لحزب الخضر، شدد على أن “البلاد بحاجة لحكومة تبدأ عملها فوراً، وأشار إلى أن استمرار حالة عدم اليقين سيكون “ضاراً لألمانيا”.

بداية جديدة تحت المجهر

بهذا التصويت، تبدأ ألمانيا فصلاً جديداً بقيادة ميرز، وسط تحديات داخلية وخارجية تتطلب استجابة حاسمة. وبرغم البداية المتعثرة، فإن الأنظار الآن تتجه إلى كيفية إدارة المستشار الجديد لمسؤولياته، في وقت حساس يشهده العالم وأوروبا على وجه الخصوص.

المصدر باللغة الألمانية هنا

Amal, Hamburg!
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.