ظاهرة الاعتداء على سيدات محجبات في الشارع ونزع حجابهن Foto: Screenshot/IMAGO
6. مايو 2025

ظاهرة الاعتداء على سيدات محجبات في الشارع ونزع حجابهن

تزايدت حوادث الاعتداء على سيدات محجبات في الشوارع وخاصة في برلين خلال الفترة الأخيرة. أظهرت دراسة أُجريت بتكليف من وزارة الداخلية الاتحادية والتي استمرت لمدة عامين ونصف أن غالباً ما تشوه وسائل الإعلام صورة المسلمين. فالصورة العامة التي يستعين المحررون بها لتوضيح مقالاتهم عن الإسلام والمسلمين في الأغلب هي صور مكررة لسيدات ترتدي الحجاب من الخلف. تظهر بعض الصور عدة مرات في سياقات مختلفة ، فكيف يكرس ذلك لبناء صورة سلبية عن المرأة المسلمة قد تجلها ضحية للاعتداء في شوارع ألمانيا!

سيدة تعرضت لنزع حجابها في برلين

تعرضت سيدة خلال عطلة نهاية الأسبوع في نهاية أبريل الماضي لاعتداء من قبل رجل مجهول مخمور حيث قام بنزع حجابها في شارع Sonnenallee في برلين. تدخل رجل وابنه فقام الرجل المعتدي بضرب الأب الخمسيني بكيس تسوق كان بداخله زجاجة صغيرة ، فأصابه في رأسه. لاحظ ضابط شرطة خارج الخدمة الاعتداء فتدخل وألقى القبض على المشتبه به ، لكن الأخير ركله في ركبته. قبل وصول التعزيزات تجمعت مجموعة كبيرة من الأشخاص حول الضابط والرجل المقبوض عليه وركلوه ولكموه. هدأ الموقف بعد وصول المزيد من رجال الشرطة الذين أجروا للرجل اختباراً لمستوى الكحول ، فكان أقل بقليل من 1.6 وفي النهاية أطلق سراحه. ولم يُعرف سبب قيام الرجل الثلاثيني بنزع حجاب السيدة. هذا الاعتداء الذي وقع في وضح النهار لم يكن الحادث الوحيد الذي وقع في برلين خلال الأشهر الماضية.

تعرض أم  محجبة للاعتداء من قبل رجلين

وفي شهر مارس من العام الماضي تعرضت أم تبلغ من العمر 31 عاماً لاعتداء أثناء سيرها مع طفلها الرضيع في التاسعة مساءً في حديقة Schleemer في Billstedt. حيث أصيبت بجروح بالغة بعد أن اعتدى عليها رجلان، مما استدعى نقلها إلى المستشفى للاشتباه في إصابتها بارتجاج في المخ. وفقاً لشرطة هامبورغ فقد ظهر رجلان فجأة وأهانا السيدة بطريقة معادية للإسلام ، وقاما بلكمها في وجهها فكسرت أنفها ونزعا حجابها. سقطت الأم على الأرض بينما فر المجرمان في اتجاه غير معلوم. تولي جهاز أمن الدولة في هامبورغ التحقيق ، لكن تعثر على المعتدين. ويشكل المهاجرون حوالي 63%  من سكان حي Billstedt، وتتجاوز هذه النسبة 80% بين من تقل أعمارهم عن 18 عاماً.

وزارة الداخلية تكلف متخصصين للبحث في موضوع الإسلاموفوبيا

قررت وزارة الداخلية الاتحادية توكيل فريق من الأكاديميين والفاعلين من منظمات المجتمع المدني الذين يتعامون مع ظاهرة الإسلاموفوبيا من أجل القيام بدراسة موسعة حولها. جاء ذلك في أعقاب الهجمات بدوافع عنصرية في هاناو في فبراير 2020 ، والتي راح ضحيتها تسعة أشخاص من أصول مهاجرة. بدأت الدراسة في سبتمبر/أيلول 2020 و استمرت لمدة عامين ونصف. حلل خلالها فريق الدراسة مشكلات تتعلق بالإسلاموفوبيا في مجالات السياسة و التعليم و الإعلام والثقافة والعدالة والإدارة والحياة اليومية.

وفقاً للدراسة فإن 57% من المقالات في الصحف الألمانية الكبرى تقدم الإسلام في سياق سلبي. وتشمل الموضوعات المرتبطة بالإسلام الإرهاب و القمع والتطرف. كما ذكرت الدراسة أن التقارير التلفزيونية أكثر سلبية عن الصحافة المطبوعة حيث تُبث 89% من التقارير السلبية عن الإسلام والمسلمين في ( Das Erste وRTL ). وتغطي 2% فقط من التقارير التلفزيونية في ( Das Erste ) موضوعات محايدة تتعلق بالإسلام مثل القضايا الاجتماعية والتعليم والثقافة. الصورة المتكررة المستخدمة في موضوعات متعلقة بالإسلام تكون لسيدات محجبات مصورة من الخلف بشكل مجهول، وغالباً ما تحملن حقائب تسوق أو تدفعن عربات أطفال.

من أين تأتي هذه الصور ؟

أجرى دكتور كاي حافظ الباحث في مجال الاتصال بجامعة Erfurt وأحد الأكاديميين المشاركين في إعداد الدراسة استبيانات مع صحفيين يعملون في وسائل إعلامية ألمانية كبرى. فأخبره العديد من الصحفيين أن رؤساء التحرير غالباً ما يكونون المشكلة عندما يتعلق الأمر بتغطية صحفية أكثر تنوعاً. فالموضوعات الإيجابية غير مرغوب فيها. ولا يتخصص رؤساء التحرير في القضايا متعددة الثقافات وغالباً ما يتفاعلون بسلبية ورفض عند مناقشة الإسلام.

عادة ما يستعينون بصور الوكالات الإخبارية في العديد من مكاتب التحرير، ومن بين وكالات الصور التي يستعان بها وكالة IMAGO. نشر موقع NDR تقريراً حديثاً بعنوانكيف تشوه وسائل الإعلام صورة المسلمين؟. ويشير التقرير إلى بحث سريع على الصور التي تحمل عنوان المسلمين في ألمانيا على موقع IMAGO ، فتظهر صور نمطية لسيدتين محجبات من الخلف أو مع عربات أطفال أو امرأة محجبة تتسول. وكمثال يظهر عمق المشكلة الحقيقية سنجد صور لسيدتين ترتديان الحجاب تمشيان في الشارع في دوسلدورف. ومن ضمن الكلمات التوضيحية المصاحبة للصور: إسلاموية ، إسلاميون ، حظر الهجرة ، إعادة الهجرة.

اعتداءات متكررة في برلين

تعرضت سيدة محجبة تبلغ من العمر 29 عاماً لاعتداء داخل متجر للمستحضرات الصحية والتجميل في Marienfelde في مارس الماضي في برلين. وقعت مشادة كلامية بينها وبين رجل عند طابور دفع النقود فلكمها فجأة في بطنها وغادر المتجر. وفقاً للشرطة فقد نصب لها كميناً خارج المتجر وعندما خرجت هاجمها الرجل مرة أخرى ودفعها وسحبها أرضاً من حجابها ثم ركلها عدة مرات في بطنها، مما تسبب في إصابات. ثم هرب المشتبه به. عانت السيدة من ألم وذهول حيث لم يتدخل الزبائن الآخرون ، وتمكنت من إبلاغ الشرطة مساء يوم الاعتداء. حيث تولت شرطة أمن الدولة التحقيق، وهي المسؤولة عن الجرائم ذات الدوافع السياسية وخاصة الهجمات التي يحتمل أن تكون ذات خلفية عنصرية.

رجل ستيني ألماني يهاجم سيدة محجبة داخل محطة بنزين

وبالعودة مجدداً إلى هامبورغ ، فقد أهان رجل ألماني يبلغ من العمر 62 عاماً سيدة محجبة داخل محطة بنزين في حي بيرغدورف في هامبورغ. وقع الاعتداء في يونيو من العام الماضي عندما كانت الشابة التي تبلغ 31 عاماً تنظف سيارتها داخل محطة وقود صباحاً، فاقترب منها سائق سيارة أخرى وأهانها. حيث صرخ في وجهها وقال أنت لا تنتمين إلى هنا ، فأخبرته الشابة أنها ستتصل بالشرطة إذا لم يتوقف. وبحسب شرطة هامبورغ فقد أصبح الرجل عنيفاً وحاول نزل حجاب الشابة ، لكنه لم ينجح. تمكنت الشابة من الإفلات ثم ركب الرجل سيارته وانطلق مسرعاً. لحسن الحظ تذكرت الشابة رقم لوحة سيارته واستطاعت وصفه جيداً للشرطة ، التي تمكنت من القبض عليه بعد فترة قصيرة من البلاغ. أصيبت الشابة الألمانية بصدمة شديدة من الحادث وأبلغت الشرطة أنها لم تشهد ذلك من قبل في حياتها.

الاعتداء داخل محطة الإسبان في Langenfeld

في أغسطس 2024 تعرضت مراهقة تبلغ من العمر 18 عاماً لاعتداء من رجل مجهول في Langenfeld بولاية NRW مما أدى لإصابتها بجروح طفيفة. نزلت الفتاة من القطار في محطة الإسبان Langenfeld-Rheinland وتوجهت إلى النفق فاقترب رجل غريب منها ونزع حجابها فجأة ثم لكمها في وجهها. بعد فراره توجهت المراهقة إلى مركز الشرطة للإبلاغ عن الاعتداء. وقد صفت الجاني بأن مظهره من وسط أوروبا وأنفه مثقوب ، بينما يتراوح عمره بين 45 و 50 عاماً. فتشت الشرطة المنطقة المحيطة بالمحطة بحثاً عن الجاني لكنها لم تتمكن من العثور عليه. وطلبت من الشهود الذين شاهدوا الحادث الإداء بمعلومات للشرطة.

اعتداء عنصري: رجل يضرب سيدة محجبة

الحكم بغرامة مالية قدرها 900 يورو على رجل بتهمة الاعتداء على سيدة محجبة والضرب المقترن بسلوك مهين. وقع الاعتداء في أبريل 2024 بعد خلاف على موقع ركن سيارة في حي Eidelstedt. تصرف الرجل البالغ من العمر 29 عاماً بطريقة عنصرية وعنيفة تجاه سيدة محجبة. وفقاً لمكتب المدعي العام في هامبورغ فقد أطلق رجل بوق سيارته مراراً تجاه سيدة تحاول ركن سيارتها وشتمها. ثم أشار الرجل إليها بإصبعه الأوسط من سيارته وشتمها كما وصفها بأنها أجنبية لعينة. أمر السيدة والراكبة بجوارها بخلع حجابهما. تفاقم الموقف عندما ترجل الرجل وضرب السيدة التي كانت ما تزال جالسة في سيارتها على كتفها ورقبتها ووجهها وحاول نزع حجابها. أصيبت الضحية بكدمات وألم واحمرار. وحكم أيضاً بمنع الرجل من قيادة السيارة لمدة شهرين ودفع 500 يورو إضافية تعويضاً عن الألم كجزء من إجراءات التقاضي.

هذه بضعة أمثلة فقط لحوادث اعتداء عديدة كانت ضحيتها سيدات محجبات. وفي كثير من الأحيان لم تقبض الشرطة على الجناة. إن استخدام وسائل الإعلام لصور السيدات محجبات في سياقات سلبية عند نشر موضوعات متعلقة بالإسلام مثل التطرف والعنف تساعد في خلق صورة ذهنية مشوهة وغير صحيحة تربط الحجاب في نهاية الأمر بالتطرف في أذهان القراء الألمان. خاصة أولئك الذين ليس لديهم اتصال مع مسلمين في دوائر معارفهم ويحصلون على هذه الصورة من خلال ما يقدم لهم في وسائل الإعلام الألمانية.

Amal, Hamburg!
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.