البارحة أعلن المستشار المُرتقب فريدريش ميرتس (CDU) عن أعضاء حزبه الذي سيتولون حقائب وزارية في حكومته المرتقبة بالتحالف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD). اخترنا في أمل برلين وزير الخارجية للحديث عنه ومواقفه تجاه القضايا التي تهم العرب الموجودين في ألمانيا.
ضابط احتياط في منصب وزير الخارجية
يوهان فادفول، البالغ من العمر 62 عاماً، والحاصل على شهادة الدكتوراه في القانون من جامعة كريستيان ألبريشت في مدينة كيل، يمتلك العديد من المؤهلات التي تجعله مناسباً لهذا المنصب. ففي ثمانينات القرن الماضي، خدم لمدة 4 سنوات في الجيش الاتحادي الألماني، وهو برتبة عقيد احتياط. وبعد مسيرة تقليدية في الحزب المسيحي الديمقراطي في مدينة شليسفيغ هولشتاين شمال ألمانيا، أصبح عضواً في البوندستاغ منذ عام 2009. وكان عضواً في عدد من اللجان والتي هي في صلب عمله المستقبلي. وهي لجنة الشؤون الخارجية، ولجنة الشؤون الأوروبية، ولجنة الدفاع.
كما شغل فادفول منصب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي في البوندستاغ، وكان مسؤولاً عن السياسة الخارجية والأمنية. ورافق ميرتس في العديد من الزيارات الرسمية في الخارج.
أول وزير خارجية من الاتحاد المسيحي منذ 60 عاماً
وفقاً لموقع تاغسشاو الإخباري، لم يشغل أعضاء الحزب المسيحي الديمقراطي منذ 60 عاماً، منصب وزير الخارجية. وكان آخر شخص من الحزب شغل هذا المنصب هو السياسي غيرهارد شرودر في عام 1966 (ويجب عدم الخلط بينه وبين المستشار الاتحادي السابق الذي يحمل نفس الاسم من حزب SPD). بعد ذلك، تولى مناصب وزراء الخارجية شخصيات من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والحزب الديمقراطي الحر، وحزب الخضر. ومع يوهان فادفول، سيتغير ذلك مجدداً. من خلال مقابلاته في الأسابيع الماضية، يبدو أنه سيترك بصمته على هذا المنصب، حيث يحدد بوضوح مسؤولية روسيا عن الحرب العدوانية ضد أوكرانيا.
هجوم على الحكومة السابقة
ويهاجم فادفول الحكومة الاتحادية السابقة برئاسة أولاف شولتز، حيث يرى أنها قد أعلنت علناً عن خطوط حمراء بشكل غير مناسب. وأكد على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجب أن لا يكون قادراً على التنبؤ بمواقف السياسة الألمانية. ويُصّر فادفول على أن “جميع الخيارات يجب أن تكون مفتوحة” وأن روسيا يجب أن “لا يتم إعلامها مسبقاً بما ستفعله ألمانيا أو لا تفعله”. وقال في حديثه لصحيفة تاغسشبيغل “لا يجب أن نتردد ثانية. كل التردد في السنوات الماضية، وتخزين المواد، قد شجّع بوتين في النهاية على التمادي”.
مواقف فادفول تجاه قضايا الشرق الأوسط وسوريا
يُظهر فادفول اهتماماً بالغاً بأوضاع الشرق الأوسط خاصة فيما يتعلق بسوريا. ففي جلسة نقاشية نظمتها الكتلة البرلمانية لحزبه في كانون الثاني/ يناير 2016، ناقش مع خبراء من مجالات السياسة والعلم سبل إنهاء النزاع السوري، وتحقيق الوحدة والسلام في البلاد. كما أعرب في كانون الأول/ ديسمبر 2024 عن استيائه من “الجمود الألماني والأوروبي” في التعامل مع الأزمة السورية، مؤكداً ضرورة أن تتخذ ألمانيا خطوات ملموسة لتعزيز الاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أن الدرس المستفاد من الفشل في سوريا هو “ضرورة تقوية أوروبا” وفقاً لصحيفة فيلت.