في السنوات الأخيرة، أصبح الحصول على رخصة القيادة في هامبورغ تحدياً مالياً حقيقياً، خاصة للشباب. فقد ارتفعت التكاليف بشكل مستمر لتتجاوز في كثير من الأحيان حاجز 4000 يورو، مما يجعل رخصة القيادة عبئاً لا يُستهان به. ورغم أن هذا السعر قد يبدو مبالغاً فيه، إلا أنه ناتج عن مجموعة عوامل مركبة، بعضها تنظيمي، وبعضها سياسي واقتصادي.
ارتفاع ملحوظ في الأسعار: أكثر من 5% خلال عام واحد
وفقاً لبيانات المكتب الإحصائي الفيدرالي (Destatis) ارتفعت أسعار مدارس تعليم القيادة ورسوم الامتحانات بنسبة 5.8% في عام 2024 وحده، وهي زيادة تتجاوز بثلاثة أضعاف معدل التضخم العام الذي بلغ 2.2%. هذا الارتفاع لا يرتبط فقط بأسعار الدروس، بل يمتد إلى الرسوم الرسمية للاختبارات التي تجريها هيئة TÜV، حيث تبلغ تكلفة الامتحان النظري 24.99 يورو، بينما تصل تكلفة الامتحان العملي إلى 129.83 يورو.
الامتحانات المتكررة ترفع التكاليف أكثر
يشكل الرسوب في الامتحانات أحد الأسباب الرئيسية لتضخم التكاليف. في حال فشل الطالب في اجتياز أحد الامتحانين، يتوجب عليه دفع الرسوم مجدداً. وبما أن نسبة الفشل مرتفعة نسبياً في هامبورغ، فإن إعادة الامتحانات ليست بالأمر النادر. ورغم أن هيئة TÜV لا تسعى لتحقيق أرباح، إلا أن التكاليف المرتفعة تبقى عبئاً على الطلاب.
التكاليف تختلف بحسب اختلاف المدارس
تلعب مدارس تعليم القيادة دوراً حاسماً في تحديد التكلفة النهائية. فبينما تقدم بعض المدارس خدمات شاملة بسعر موحد، تلجأ أخرى إلى تقسيم التكاليف وفرض رسوم إضافية على خدمات مثل أجهزة المحاكاة أو المواد التعليمية.
في أكاديمية Hoheluft، يشرح مدير المدرسة أحمد ديمير أن تكلفة الدروس محددة بـ69 يورو، وتبلغ الرسوم الأساسية 519 يورو. إلا أن مدارس أخرى في المدينة قد تفرض ما يزيد عن 80 يورو للدرس الواحد، خاصة مع وجود نقص في عدد مدربي القيادة المؤهلين.
الضغط السياسي والاقتصادي يرفع الأسعار
ويؤكد ديمير أن العوامل السياسية، خاصة تلك المتعلقة بسياسات المناخ، ساهمت في زيادة التكاليف. فابتداءً من 2025، سيرتفع سعر طن ثاني أكسيد الكربون بمقدار 10 يورو، ما يعني زيادة مباشرة في أسعار الوقود والصيانة، وبالتالي انعكاس ذلك على أسعار مدارس القيادة. كما أن ندرة مدربي القيادة تمنحهم قدرة على التفاوض على أجور أعلى، مما يزيد من أعباء التشغيل.
تكاليف إضافية بسبب أوقات الانتظار الطويلة
جانب آخر من المشكلة يتمثل في أوقات الانتظار الطويلة لحجز مواعيد لدى TÜV. حتى الطلاب الجاهزين للامتحانات قد يضطرون للانتظار عدة أشهر، مما يستلزم أحياناً دروساً إضافية للحفاظ على المهارات المكتسبة، وبالتالي مزيداً من التكاليف غير المتوقعة.
تكلفة رخصة القيادة تضاعفت إلى أكثر من 4000 يورو
كما يشير أحمد ديمير إلى أن تكلفة تدريب الطالب قبل جائحة كورونا كانت تقل عن 2000 يورو. اليوم يبذل جهداً كبيراً للحفاظ عليها دون 4000 يورو، لكن حتى ذلك لم يعد سهلاً. ففي المتوسط يحتاج الطالب في هامبورغ إلى حوالي 55 درس قيادة، وهو رقم كبير يساهم بشكل مباشر في ارتفاع التكاليف.
المصدر باللغة الألمانية هنا