حمى القش.. كيف نتغلب على أعراض حساسية حبوب اللقاح؟ Foto: Canva Pro
14. أبريل 2025

حمى القش.. كيف نتغلب على أعراض حساسية حبوب اللقاح؟

مع حلول الربيع، لا يعود الجمال وحده، بل تبدأ معاناة الملايين مع حمى القش، إحدى أكثر أنواع الحساسية شيوعًا. وبين العيون الدامعة والأنوف المتحسسة، تزداد الحاجة لفهم مسببات هذه الحالة وطرق التخفيف من أعراضها، سواء داخل المنزل أو خارجه، ومع أو بدون أدوية.

ما الذي يسبب حمى القش؟

حبوب اللقاح المنتشرة في الهواء تسبب أعراضاً مزعجة مثل العطاس، حكة العين، التهاب الحلق، وضيق التنفس. وتعد أشجار مثل البتولا والبندق والآلدر، إضافة إلى بعض الأعشاب، من أبرز المحفزات. يلاحظ الأطباء أيضاً تزايد الحالات حتى بين كبار السن، بحسب معهد روبرت كوخ، مما يبرز اتساع شريحة المصابين سنوياً.

كيفية وقاية النفس داخل المنزل؟

منع دخول حبوب اللقاح إلى غرفة النوم أمر أساسي لتقليل الأعراض. يُنصح بغسل الشعر مساءً، وتغيير أغطية السرير أسبوعياً، والحرص على إبقاء النوافذ مغلقة أثناء النوم. التنظيف باستخدام مكنسة مزودة بفلتر HEPA، ومسح الأسطح بقطعة قماش مبللة، يساعد في تقليل الجزيئات العالقة. كما يُفضل خلع ملابس الشارع خارج غرفة النوم، وتجنّب تجفيف الغسيل في الهواء الطلق. يُعد جهاز تنقية الهواء وسيلة فعالة لتحسين جودة الهواء الداخلي.

التوقيت الذكي للتهوية

اختيار وقت التهوية بدقة يقلل من دخول حبوب اللقاح. في المدن، يُفضل فتح النوافذ صباحاً، بينما في الأرياف يُنصح بالتهوية مساءً. يُعد الوقت المثالي هو بعد هطول الأمطار، حيث يكون الهواء أنظف. ويُنصح بأخذ البيئة المحيطة بالمنزل في الاعتبار، مثل وجود أشجار مسببة للحساسية بالقرب من النوافذ.

احتياطات عند الخروج من المنزل

خلال التنقل أو التواجد في الأماكن المفتوحة، يمكن استخدام نظارات شمسية لحماية العينين من الحكة، وارتداء قناع FFP2 للحد من استنشاق حبوب اللقاح. في السيارة، يُفضل إبقاء النوافذ مغلقة واستخدام فلاتر خاصة لحبوب اللقاح. عند التخطيط للسفر، من الأفضل اختيار وجهات بحرية أو جبلية حيث تتركز كميات أقل من اللقاح في الهواء.

عادات يومية لتقليل الأعراض

غسولات الأنف المتوفرة في الصيدليات تساعد على تنظيف الأنف من الحبوب العالقة، ويفضل استخدامها مرتين يومياً. الاستنشاق بالبخار يخفف من حكة الحلق ويرطب الأغشية المخاطية. كمادات العين الباردة تقلل من الاحمرار والانتفاخ. ويجب تجنب فرك العينين، حتى لا تتفاقم الأعراض.

العلاج بالأدوية أو إزالة التحسس

مضادات الهيستامين، المتوفرة على شكل بخاخات أو أقراص، تعتبر خط العلاج الأول للأعراض المتوسطة إلى الشديدة. وفي الحالات المزمنة، يُنصح بإزالة التحسس لدى أخصائي حساسية. هذا النوع من العلاج المناعي يقلل من استجابة الجهاز المناعي لمسببات الحساسية بشكل تدريجي وفعال على المدى الطويل.

هل هي حساسية أم نزلة برد؟

رغم التشابه بين الأعراض، إلا أن هناك فروقات مهمة. في الحساسية، يكون الإفراز الأنفي شفافاً، ويحدث العطاس بشكل متكرر، خاصة عند الانتقال من مكان إلى آخر. بعكس نزلات البرد التي تترافق مع إفرازات صفراء وانسداد في الأنف. ومن الملاحظ أيضاً أن أعراض الحساسية تتحسن بعد المطر، على عكس أعراض البرد.

كيف يفاقم تغير المناخ المشكلة؟

تغيّر المناخ يزيد من عدوانية حبوب اللقاح. ارتفاع درجات الحرارة وفترات الجفاف تحفّز النباتات على إنتاج كميات مضاعفة من الحبوب، خصوصاً في نهاية فصل النمو. كما تفرز بروتينات دفاعية أكثر تسبب تفاعلات تحسسية أشد لدى البشر. ويشير باحثو مركز هيلمهولتز إلى أن نصف سكان العالم قد يعانون من الحساسية بحلول عام 2050 إذا استمرت الظروف البيئية الحالية.

متى يجب زيارة الطبيب؟

في حال استمرار الأعراض أو تزايد شدتها رغم كل الاحتياطات، ينصح بمراجعة طبيب مختص. التشخيص المبكر وتحديد نوع الحساسية بدقة يُساعد في اختيار العلاج الأنسب، سواء دوائياً أو من خلال إزالة التحسس، ويمنع تطور الحالة إلى الربو أو التهابات مزمنة.

المصدر

Amal, Hamburg!
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.