يعد مرصد بيرجيدورف معروفاً جيداً للعلماء من جميع أنحاء العالم. تخطط مدينة هامبورغ لإضافة المرصد إلى قائمة التراث العالمي لليونيسكو. داخل المرصد يمكن زيارة مجموعة الأبنية المختلفة التي تضم مجموعة متنوعة من الأدوات الفلكية والتلسكوبات ذات الأحجام المختلفة. بالإضافة إلى مختبر ومكتبة كبيرة. كان المرصد في وقت ما مرصداً عالمي المستوى. وفي بعض الأمسيات يستطيع الزوار استخدام التلسكوبات التاريخية الضخمة لمراقبة النجوم. حيث توجد جولات إرشادية بالإضافة إلى فعاليات مختلفة.
الجولات المصحوبة بمرشدين لمشاهدة النجوم
تفتح المباني التاريخية في منتزه علم الفلك أبوابها للزوار للجولات الإرشادية كل يوم أحد الساعة الثانية ظهراً. خلال أشهر الشتاء من أكتوبر إلى أبريل يمكنكم تجربة بعض التلسكوبات ومراقبة النجوم بواسطتها في أول يوم أربعاء من كل شهر من الساعة السابعة مساءً ولمدة ثلاث ساعات لكن يُشترط أن تكون السماء صافية. تتضمن الجولات أيضاً زيارة المبنى الرئيسي الذي يحتوي على مكتبة رائْعة حول مواضيع تتعلق بعلم الفلك والفيزىاء الفلكية. يوجد حوالي 70 ألف مجلد في المكتبة، كما يتم إلقاء محاضرات هناك حول موضوعات علمية بشكل منتظم.
“المنكسر العظيم” :تلسكوب تاريخي عملاق
أحد أهم مباني المرصد هو مبنى القبة الذي يحتوي على ما يسمى بالمنظار العظيم. يعتبر هذا التلسكوب التاريخي الذي يعود تاريخه إلى عام 1912 أحد أكبر التلسكوبات الانكسارية في ألمانيا وهو شهادة مهمة على تاريخ العلم في البلاد. يبلغ قطر العدسة 60 سنتيمتراً ويبلغ البعد البؤري تسعة أمتار. ومن أهم ما يميز المرصد وجود العديد من الأدوات الفلكية. وعلى الرغم من عمرها الكبير، ما تزال جميع الآلات قيد الاستخدام. تم إضافة تلسكوبات جديدة ومعدات علمية أخرى إلى المجموعة بمرور الوقت.
تاريخ المرصد
يعود تاريخ مرصد هامبورغ إلى أوائل القرن التاسع عشر. في عام 1802 أسس الميكانيكي المتخصص يوهان جورج ريبسولد معهداً خاصاً صغيراً قرب ميناء هامبورغ. توقف المرصد أثناء الاحتلال النابليوني ثم أُعيد افتتاحه في عام 1825 واستولى عليه مجلس ولاية هامبورغ عام 1933 وحوله إلى معهد حكومي. لكن الموقع في قلب المدينة أصبح تدريجياً مشكلة لعلماء الفلك حيث أصبح الهواء ملوثاً بشكل متزايد بسب سرعة نمو المدينة. وقد أضاءت المدينة ليلاً بالمصابيح الكهربية وهي ظروف عمل سيئة لعلماء الفلك.
ثم انتقل المرصد إلى بيرجيدورف على مساحة خضراء واسعة، وأصبح واحد من أكبر وأهم المراصد في أوروبا مند عام 1912. وأصبحت كتالوجات النجوم في بيرجيدورف التي جمعها المعهد حتى ستينيات القرن العشرين مشهورة عالمياً. وكان لها أهمية كبيرة، خاصة لقادة السفن الذين كانوا يعتمدون على خرائط النجوم والوقت الدقيق للملاحة حينها. وأصبح المقر القديم الآن متحف هامبورغ.
المذنب كوهوتيك
حظى المرصد باهتمام عالمي عام 1973 بفضل عالم الفلك التشيكي الدكتور لوبوس كوهوتيك الذي اكتشف المذنب المعروف باسمه حالياً (C/1973 E1). من مرصد بيرجيدورف. وأثار رصد كوهوتيك اهتماماً عالمياً واسعاً بالمذنب سواء بين الخبراء أو بوسائل الإعلام الشعبية. وقد ظهر المذنب أيضاً في حلقة “مذنب بارت” من المسلسل التلفزيوني الشهير “عائلة سيمبسون”.