يعاني العديد من الأشخاص من الخوف من الطيران، حتى بين المسافرين الدائمين. وعلى الرغم من أن الطائرة تُعد وسيلة النقل الأكثر أماناً إحصائياً، فإن ذلك لا يقلل من التوتر والقلق الذي يشعر به البعض عند السفر جواً. وفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة يوجوف، فإن حوالي16% من البالغين في ألمانيا يعانون من هذا الخوف، بينما يشعر20% بعدم الارتياح أثناء الطيران.
وعن ذلك شارك الطياران فابيان سونيوس وتيمو ويبر مع صحيفة Hamburger Abendblatt خبرتهما حول أسباب الخوف من الطيران، وطرق التغلب عليه، والأخطاء الشائعة التي قد تزيد الأمر سوءاً.
لماذا يخاف الناس من الطيران رغم أنه آمن؟
يرى الطيار فابيان سونيوس أن الخوف من الطيران له تفسير بيولوجي تطوري، حيث أن الإنسان اعتاد على التحرك بحرية، أما الجلوس في مقصورة ضيقة مع العشرات من الأشخاص على ارتفاع شاهق فهو أمر غير طبيعي. كما أن عدم القدرة على التحكم بالطائرة يجعل البعض يشعرون بعدم الأمان، رغم أن السفر بالدراجة أو السيارة أكثر خطورة!
لماذا لا تساعد الإحصائيات في تقليل الخوف؟
غالباً ما يُقال إن السفر بالطائرة أكثر أماناً من القيادة على الطريق السريع، ولكن هذه المعلومة لا تُطمئن من يخافون من الطيران. يوضح سونيوس أن لدينا نوعين من المعرفة: “معرفة الخوف وهي الأفكار السلبية عن الطيران التي تتغذى على الأخبار النادرة عن حوادث الطائرات. والمعرفة الواقعية مثل حقيقة أن 150 ألف طائرة تهبط بسلام كل يوم، وأن طائرة إيرباص A320 تهبط كل ثماني ثوانٍ في مكان ما على هذا الكوكب”. لكن من يعاني من الخوف من الطيران يكون تركيزه على الأحداث السلبية فقط، ما يجعل الخوف يسيطر عليه.
هل الاضطرابات الجوية تشكل خطراً حقيقياً؟
يؤكد الطيار تيمو ويبر أن الاضطرابات الجوية قد تكون مزعجة، لكنها غير خطيرة أبداً. لم تتحطم أي طائرة في العالم بسبب المطبات الهوائية وحدها، لأن الطائرات مصممة لتحمل أصعب الظروف. المخاطر الوحيدة تكون إذا لم يكن الركاب يرتدون أحزمة الأمان أو إذا كانت الأمتعة غير مؤمنة.
كيف يمكن التغلب على الخوف من الطيران؟
من خلال فهم كيفية عمل الطائرة والأمان المضمون فيها ومعرفة أن الطيارين يخضعون لتدريبات صارمة واختبارات منتظمة لضمان سلامة الرحلات وتعلم ما تعنيه الأصوات المختلفة داخل الطائرة لتجنب القلق غير المبرر. يمكن اكتساب المعرفة الواقعية التي تساعد في التغلب على الخوف من الطيران.
كما أن الأشخاص الذين يخافون من الطيران يميلون إلى البحث عن أخبار الحوادث، ما يزيد من مخاوفهم. لذلك من الأفضل تجنب البحث عن حوادث الطائرات والتركيز على الواقع. وقد تساعد تقنيات التنفس العميق بتهدئة الجهاز العصبي وتقليل القلق. أما الوقوف والتمدد أثناء الرحلة يمكن أن يخففا التوتر الجسدي. ومن الأفضل إبلاغ طاقم الطائرة عن المخاوف. حيث يمكن للمضيفين/ات تقديم الطمأنينة وشرح ما يحدث أثناء الرحلة.
هل المهدئات والكحول مفيدة؟
يؤكد سونيوس أن تناول المهدئات أو الكحول قد يكون ضاراً ويمنع الشخص من التكيف مع تجربة الطيران. كما أن الكحول يمكن أن يزيد من القلق بسبب تأثير الضغط الجوي على الجسم.
متى يجب طلب المساعدة المهنية؟
إذا كان الخوف من الطيران يمنع من الاستمتاع بالسفر أو يدفع البعض إلى تجنب الطيران تماماً، فقد يكون الوقت قد حان للتواصل مع مختص. فالعلاج السلوكي والتدريب الموجه قد يساعد في إعادة برمجة الدماغ للتعامل مع الطيران بطريقة أكثر هدوءاً.