تكريم مسلمة وزوجها اليهودي لتوحيد الأصوات ضد التعصب والكراهية ndr
10. مارس 2025

تكريم مسلمة وزوجها اليهودي لتوحيد الأصوات ضد التعصب والكراهية

في تكريم يعكس أهمية الحوار بين الأديان، حصلت العالمة السياسية سابا نور تشيما، المسلمة ذات الأصول الباكستانية، وزوجها المؤرخ ميرون مندل، اليهودي الإسرائيلي، على ميدالية بوبر-روزنزويج في هامبورغ. يأتي هذا التكريم تقديرًا لجهودهما في تعزيز التفاهم بين الأديان ومحاربة الاستقطاب والكراهية.

تكريم استثنائي لشخصيتين بارزتين

تُمنح ميدالية بوبر-روزنزويج منذ عام 1968 من قبل جمعيات التعاون المسيحي اليهودي، وسبق أن حصل عليها شخصيات بارزة مثل المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل والموسيقي إيغور ليفيت. هذا العام، كان الحدث استثنائيًا، حيث تم منح الجائزة لزوجين مسلمة ويهودي لأول مرة. وفي حفل التكريم الذي أقيم في قاعة مدينة هامبورغ، أشاد العمدة الأول للمدينة، بيتر تشينتشر، بجهود الفائزين، مؤكدًا أن “في ظل تصاعد الاستقطاب والشعبوية، يصبح الحوار القائم على التفاهم والتواصل أمرًا أساسيًا للحفاظ على الديمقراطية والتماسك الاجتماعي”.

تحديات في مواجهة الكراهية

تشتهر تشـيما ومندل بمواقفهما الجريئة، حيث يكتبان مقالات مشتركة وينظمان نقاشات عامة حول قضايا معقدة، مما يجعلهما في مواجهة مع التيارات المتشددة من مختلف الأطراف. وتعليقًا على الجائزة، قالت تشيما بتأثر: “إنه لشرف عظيم أن أكون أول مسلمة تحصل على هذه الجائزة. كابنة لوالدين رائعين جاءا من باكستان كلاجئين، أشعر بالفخر والامتنان”.

نضال مشترك من أجل السلام

يعتبر الزوجان أن نضالهما “مؤيد لفلسطين ومؤيد لإسرائيل في الوقت ذاته”، إذ تدعو تشـيما إلى مكافحة معاداة السامية داخل المجتمعات المسلمة، بينما يدافع مندل عن حقوق الفلسطينيين وضرورة تحقيق حل الدولتين. وأوضح مندل رؤيته بقوله: “علينا أن نبحث عن القوى السلمية في كلا الجانبين، في إسرائيل وفلسطين، وأن نقف بجانبها”.

رسالة أمل وتسامح

أكدت رئيسة مجلس الكنيسة الإنجيلية الألمانية، كيرستن فيهرس، خلال كلمتها، أن تكريم الزوجين يعكس الحاجة إلى لغة للحوار بدلًا من الانقسام، قائلة: “الانقسام لا يأتي من الصراع، بل من العزلة والانغلاق. نحن بحاجة إلى نقاش شجاع يعترف بآلام الجميع، سواء الإسرائيليين الذين تعرضوا للهجوم في 7 أكتوبر، أو الفلسطينيين الذين يعانون جراء الحرب.”

بناء الجسور في أوقات الأزمات

أكد مندل أن الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمات، قائلًا: “يجب أن نبدأ في مداواة الجروح تدريجيًا، وأن نعيد التواصل بين الناس هنا في ألمانيا، لبناء مستقبل أكثر عدلًا وسلامًا”.

هذا التكريم لا يعكس فقط إنجازات شخصية، بل يمثل دعوة لتعزيز التسامح والتعايش في مجتمع يشهد تصاعدًا في الانقسامات، ما يجعل جهود تشـيما ومندل نموذجًا رائدًا في مواجهة التعصب والكراهية.