قصة نجاح صيدلاني سوري شاب يمتلك 3 صيدليات في ألمانيا Foto: Eman Helal
8. مارس 2025

قصة نجاح صيدلاني سوري شاب يمتلك 3 صيدليات في ألمانيا

قبل عشر سنوات فر محمد شيخ صالح إلى ألمانيا مثل مئات الآلاف من السوريين جراء ويلات الحرب في بلادهم. واليوم يمتلك الصيدلي الشاب ثلاث صيدليات في ألمانيا ويعمل تحت إدارته 45 صيدلي من خلفيات مهاجرة مختلفة بالإضافة إلى الألمان. بعد عمل شاق نجح الشاب الثلاثيني في إدارة تلك الصيدليات. ساعده في ذلك حبه للمخاطرة وخبرته في مجال الأعمال التي اكتسبها من والده الدمشقي. فبعد فترة وجيزة من بدء عمله في ألمانيا تمكن من شراء أول صيدلية له في مدينة Ahrensburg بولاية شليسفيغ هولشتاين. دعونا نتعرف على قصة نجاحه، وهو الآن في طريقه إلى مسقط رأسه دمشق متشوقاً لزيارة بيت عائلته الذي تركه مُجبراً قبل سنوات.

حب المخاطرة جزء من سر نجاحه

بعد أن أنهى محمد معادلة شهادته في هامبورغ وعمل لمدة عام كصيدلي متدرب، بدأ العمل هناك كصيدلاني معترف بشهادته، ثم بعد ستة أشهر  اشترى أول صيدلية في Ahrensburg. كان العرض جيداً وكانت الصيدلية التي ستُغلق معروضة للبيع. يقول محمد: أتمنى أن أنسى الأشهر الستة الأولى بعد شراء الصيدلية. كانت الأعمال الإدارية والبيروقراطية صعبة جدا. فاختبارات الجودة كانت معقدة وتستغرق وقتاً طويلاً. كان يجب فحص كل شيء للتأكد من الجودة في الصيدلية. وخلال عام من امتلاكه الصيدلية تمكن من تحسين عقود الشراء من المستودعات وخلق عروض جذابة لزوار الصيدلية، فارتفعت نسبة المبيعات 30%.

كيف كان العمل أثناء جائحة كورونا؟

يقول محمد: عندما بدأت جائحة كورونا كان علينا التعامل معها بشكل سريع. فقررت إقامة خيمة كمركز فحص في Ahrensburg أمام صيدليتي القريبة من محطة القطار”. كانت الاختبارات السريعة مصدر ربح جيد وساعدته على شراء صيدليته الثانية لتكون في شارع Mönckebergstraße في هامبورغ. ثم قرر أن يفتح بجوارها كونتينر للاختبارات السريعة واختبار (PCR) وعمل بداخله حوالي 30 شخصاً.

_V8A6027
_V8A5974
_V8A5984
_V8A6047
_V8A5999
previous arrow
next arrow

يتسبب التوسع أحياناً في ضغوطات كثيرة

يقول محمد: أنا شخص جريء وأحب أن أستثمر. لذلك قرر شراء الصيدلية الثالثة في مول Europa Passage أثناء جائحة كورونا أيضاً. لكن إذا عادت الأيام لم يكن ليفعل ذلك. يوضح أنه كان يُفضل قضاء المزيد من الوقت مع عائلته وابنته البالغة من العمر أربع سنوات. حيث يأتي التوسع مصحوباً بالكثير من التوتر وعدم وجود وقت كافٍ للعائلة والتفكير الدائم بالعمل. يتحدث محمد الآن بعد قضاء ست سنوات من الخبرة كصاحب عمل. يرى محمد أن توظيف صيادلة من خلفيات مهاجرة يساعد أيضاً في تردد زبائن متنوعين على الصيدلية. فهم لديهم الخبرة للتحدث بلغات مختلفة بالإضافة إلى اللغة الألمانية. وخلال عام 2023 وبسبب التضخم اضطر لتسريح عدد من الموظفين وأن يعمل طوال أيام العام دون عطلات أسبوعية. “كان هناك ضغط كبير” حسب وصفه.

الاستعانة بخبرات الآخرين

استطاع محمد أن يتعلم اللغة الألمانية بسرعة خلال عام واحد، ثم قام بالتحضير لامتحان معادلة شهادته. وقد ساعده على فهم الخطوات المطلوبة تلك النصائح التي قدمها زملاؤه الصيادلة العرب الذين حرصوا على مشاركة خبراتهم مع الآخرين عبر الإنترنت. وبمساعدة زملاء المهنة كانت الأمور واضحة. في الأغلب يتم الاعتراف بالشهادة العلمية للصيادلة عندما يأتون إلى ألمانيا، ولكن يواجه البعض عقبات مثل ضرورة تصديق الشهادات العلمية من سوريا. ولاحقاً واجه الصيادلة الدراسين خارج سوريا مثل هؤلاء الذين درسوا في أوكرانيا بعض مشاكل الاعتراف بالشهادة العملية. هناك ما يُعرف بامتحان Kenntnesseprüfung، ويمكن أن تكون هناك مواد إضافية لم يدرسها الصيادلة في بلدهم الأم، فيُطلب منهم اجتيازها هنا في ألمانيا.

فشل قانون إصلاح الصيدليات الأخير

كان القانون المُقترح من قبل وزير الصحة كارل لوتياباخ يقترح عمل الصيدليات بدون صيادلة. وذلك لمواجهة إغلاق الصيدليات في المناطق الريفية. حتى لا يضطر المرضى إلى السفر لمسافات طويلة بعيدة عن منازلهم للعثور على صيدلية. لكن المفترح قُوبل بالرفض حيث أن العمل بدون صيدلي أو مساعد صيدلي من شأنه أن يعرض المهنة للخطر. كما أن عدم وجود صيدلي لتقديم المشورة للمرضى يمثل مشكلة أيضاً. حيث يعتمد المرضى على تلك الاستشارات ، خاصة في حالات الطوارئ وعند الحاجة إلى الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية ، عندما يصعب الحصول على موعد مع الطبيب بسرعة. يقول محمد إن التحدي الأكبر الذي يواجه الصيدلايات هو صيدليات الإنترنت حيث أنها تحصل علي كميات كبيرة من الأودية وتقدم أسعاراً لا تستطيع الصيدليات منافستها. لم يفعل وزير الصحة شيئاً لمعالجة تلك المشكلة.

وسيؤكد محمد أن سياسة التقشف بسبب ديون الحكومة أضرت بالصيدلايات ، حيث حاولت الحكومة تعويض هذا العجز من قطاعات مختلفة و كان من بينها الصيدلايات. فقد تم إلغاء خصم ال 2.5% الذي كانت تحصل عليه الصيدليات مقابل الدفع المبكر لطلبيات الأدوية. وهذا مبلغ كبير لا تدعمه الحكومة حالياً. كما تم فرض رسوم قدرها 2 يورو على كل علبة دواء تباع من خلال وصفة طبية ، وهي رسوم لم تكن موجودة من قبل.