لعب سائق التاكسي الباكستاني محمد دوراً حاسماً في إيقاف المهاجم الألماني ألكسندر إس. حيث منع المهاجم البالغ من العمر 40 عاماً من متابعة القيادة بسيارته وقتل أو إصابة المزيد من الأشخاص في مانهايم. وكان الهجوم الذي وقع يوم الإثنين الماضي تسبب في مقتل شخصين وإصابة 11 شخص، بعضهم في حالة خطيرة. نشر موقع Taz تقرير عن المهاجم بأنه كان جزءاً من المشهد اليميني المتطرف منذ سنوات، ومع ذلك استبعد المحققون وجود دوافع سياسية وراء الهجوم.
وبدلاً من ذلك توصل المحققون لقرار حاسم بأن هناك أدلة ملموسة على إصابة ألكسندر إس. بمرض عقلي. وذلك ترك جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين حول الكيل بمكيالين واستخدام لغة أقل حدة لوصف الهجوم لأن المهاجم ألماني وليس شخصاً مهاجراً. فقد عقب وزير داخلية الولاية توماس ستروبل بعد الهجوم “أنه لا يمكن تحويل المدن إلى قلاع محصنة، لكن يجب إيجاد طرق لحماية السكان”. بينما شدد السياسيون بعد حوادث الطعن العديدة التي شهدتها ألمانيا خلال الأشهر الماضية على ضرورة إغلاق الحدود وترحيل اللاجئين.
من هو سائق التاكسي؟
يعيش محمد مع عائلته في مدينة مانهايم منذ 15 عاماً وهو باكستاني الأصل. ومنذ عام 2017 أصبح مواطناً ألمانياً ويقول إن المدينة أعطته الكثير. قاد محمد سيارة الأجرة خاصته خلف المهاجم الألماني يوم الإثنين وأجبره على التوقف. ذكرت إدارة الشرطة الجنائية في ولاية بادن فورتمبيرغ ومكتب المدعي العام في مانهايم أن سائق التاكسي ساهم في “منع المشتبه به من مواصلة القيادة”. وقال محمد إنه لم يفكر في الأمر فقد تصرف سريعاً وحذر الناس من المهاجم من خلال النافذة المفتوحة. وعندما رأى السلاح الذي كان يحمله المهاجم عندما ترجل من سيارته ، ركض محمد خوفاً من أن يطلق عليه النار ويختطف سيارته. كان المهاجم الكسندر إس. قد أطلق النار على فمه بمسدس فارغ قبل أن يقبض عليه. وهو يتلقى العلاج في المستشفى ورهن الاحتجاز لدى الشرطة. شكر كريستيان سبيخت رئيس بلدية مانهايم محمد نيابة عن المدينة خلال اجتماع صغير في مكتبه بحضور الصحافة. يقول محمد “أنا لست بطلاً. أنا مسلم”. وهو يريد إرسال رسالة ضد الكراهية والعمل على ضمان أن تحافظ مانهايم على الانفتاح والتسامح.
المهاجم ينتمي للمشهد اليميني
وفقاً لتقرير نشره موقع Exif وهو مجموعة أبحاث أنيفا فهناك دلائل على أن المهاجم كان ناشطاً في المشهد اليميني المتطرف. وتُظهر الصور ألكسندر إي. في مسيرة نظمها متطرفون يمينيون ومجموعة (مواطني الرايخ) في برلين في أكتوبر/تشرين الأول 2018. حيث شارك حوالي 1300 شخص في المسيرة التي نظمها تحالف “نحن من أجل ألمانيا”. حدث ذلك قبل وقت قصير من اندلاع أعمال شغب يمينية استمرت لمدة يومين في مدينة كيمنتس واستهدفت أشخاص مهاجرين. وبحسب الموقع فإن المهاجم كان جزءاً من مجموعة (Ring Bund) المرتبطة بشبكة أسلحة يمينية متطرفة في عام 2018. وقد ورد اسمه في قائمة الأشخاص النشطين في المجموعة. كما أنه تلقى تعليمات عبر البريد الإلكتروني في سبتمبر/أيلول 2018 حول كيفية تبادل الرسائل في مجلد المسودات في حساب (Ring Bund) . وفي عام 2018 حُكم على ألكسندر إس. بغرامة مالية بسبب تعليق على فيسبوك يتعلق بـ”خطاب الكراهية”.
مجموعة (Ring Bund) اليمينية المتطرفة
وبحسب موقع Exif فإن أعضاء المجموعة اليمينية (Ring Bund) اجتمعوا في فبراير 2018 داخل مبنى يستخدمه اليمينيون المتطرفون في Guthmannshausen في تورينغن. وأُلقيت محاضرات حول “نظرية الوضع الثوري” أو “المقاومة العنيفة” ونظام الهيمنة المالية العالمية. كشف عن شبكة الأسلحة التي كانت مرتبطة بالمجموعة في عام 2020. وبحسب نتائج التحقيقات يقال إن الشبكة جلبت الأسلحة من كرواتيا إلى ألمانيا. حكمت المحكمة الإقليمية في ميونيخ على ثلاثة رجال بالسجن لمدد تصل إلى 4 سنوات وثلاثة أشهر.