مع استعداد هامبورغ لخوض الانتخابات المحلية، تطرح الأحزاب برامجها ورؤاها حول مستقبل النقل في المدينة. فهل تتجه نحو نموذج أكثر استدامة وصداقة للبيئة، أو تظل متمسكة بالسياسات التقليدية التي تعطي الأولوية للسيارات والطرق السريعة؟
حدود السرعة وخطط وقوف السيارات: تباين في السياسات
تختلف مواقف الأحزاب بشأن حدود السرعة داخل المدينة. يدعو الحزب الديمقراطي المسيحي إلى تحديد الحد الأقصى للسرعة عند 60 كيلومتراً في الساعة على الطرق الرئيسية. بينما يقترح الحزب الاشتراكي الديمقراطي سقفاً عند 50 كيلومتراً في الساعة، مع خفضه إلى 30 كيلومتراً في الشوارع الجانبية. من جهته، يدعو حزب الخضر إلى توسيع المناطق التي تسير فيها السيارات بسرعة 30 كيلومتراً في الساعة، بينما يطالب حزب اليسار بجعل هذا الحد عاماً في جميع الشوارع الداخلية.
أما حزب البديل من أجل ألمانيا والحزب الديمقراطي الحر وتحالف سارة فاجينكنيخت (BSW)، فيرفضون فرض حد عام للسرعة، لكنهم يدعمون زيادتها في المناطق السكنية لتحسين السلامة. فيما يتعلق بأماكن وقوف السيارات، يدعو الحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى وضع “خطة رئيسية لمواقف السيارات” للحفاظ على المساحات المتاحة في المناطق المزدحمة. بينما يطالب حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الحر وحزب البديل لألمانيا بإنشاء مواقف جديدة. تشمل مرائب متعددة الطوابق. أما حزب الخضر فيدعو إلى فرض رسوم على مواقف السيارات حسب حجم السيارة. ويسعى تحالف BSW إلى توفير مواقف مجانية لسيارات الشركات، خاصةً للعاملين في قطاع الحرف اليدوية والرعاية الصحية.
مشاريع الطرق والبنية التحتية: تطوير أم تقليل الاعتماد على السيارات؟
يؤيد الحزب الاشتراكي الديمقراطي توسيع الطريق السريع A26، لربط طريقي A1 وA7، وتسهيل الوصول إلى ميناء هامبورغ. ويدعم الحزب الديمقراطي المسيحي وحزب البديل من أجل ألمانيا والحزب الديمقراطي الحر المشروع ذاته، مع المطالبة بتسريع التنفيذ وإنشاء معبر كولبراند الجديد. على النقيض، يعارض حزب اليسار استمرار توسعة الطريق السريع A26. ويدعو بدلاً من ذلك إلى تخصيص مسارات جديدة للحافلات على الطرق السريعة القائمة. كما يفضل حزب الخضر الاستثمار في تحسين الطرق الحالية بدلاً من بناء طرق جديدة. ويطالب بتحويل هامبورغ إلى مدينة صديقة للمشاة وراكبي الدراجات.
تعزيز النقل العام: بين التوسيع والتخفيضات المالية
تظهر خطط حزب الخضر والحزب الاشتراكي الديمقراطي كأكثر المشاريع طموحاً في قطاع النقل العام. كلاهما يدعمان توسيع مترو الأنفاق U4 ليصل إلى Jenfeld وWilhelmsburg، وإضافة خط U5 جديد. بجانب توسعة خطوط S-Bahn لتشمل Rahlstedt وSchnelsen وKaltenkirchen. كما يدعو تحالف BSW إلى إطلاق خط S-Bahn دائري بين Neugraben وAltona، وتشغيل قطارات S-Bahn ليلاً طوال أيام الأسبوع.
يرى حزب البديل من أجل ألمانيا أن مشاريع المترو والترام مكلفة وغير ضرورية. فيما يدعم الحزب الديمقراطي المسيحي توسيع مترو الأنفاق وإنشاء مرافق جديدة لركن السيارات على أطراف المدينة، لتشجيع الناس على ترك سياراتهم واستخدام وسائل النقل العام.فيما يخص أسعار التذاكر، تتفق معظم الأحزاب، باستثناء حزب البديل من أجل ألمانيا، على الإبقاء على تذكرة ألمانيا الموحدة (Deutschlandticket)، مع تقديم خصومات للطلاب وكبار السن. يطالب حزب اليسار بتوفير نقل عام مجاني بالكامل بحلول عام 2030، فيما يقترح الحزب الديمقراطي المسيحي منح المتدربين تذاكر مجانية.
البنية التحتية لراكبي الدراجات: بين التوسيع والتنظيم
يرغب حزب الخضر في تحويل هامبورغ إلى مدينة صديقة للدراجات، مستلهماً نموذج كوبنهاغن، حيث يدعو لبناء 100 كيلومتر من مسارات الدراجات الجديدة سنويًا، بعرض 2.5 متر، وفصلها عن السيارات والمشاة. كما يقترحون إنشاء “كتل سكنية عملاقة”، تغلق فيها الشوارع الصغيرة أمام السيارات، لتكون مخصصة للمشاة وراكبي الدراجات. أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي، فيؤيد تطوير شبكة طرق الدراجات مع تحسين الطرق السريعة الخاصة بها، بينما يدعو الحزب الديمقراطي المسيحي إلى تعزيز سلامة مسارات الدراجات دون الحاجة إلى توسيع كبير. ويرفض حزب البديل من أجل ألمانيا توسيع شبكة الدراجات السريعة، لكنه يدعم استكمال المشاريع الحالية.
أمان المشاة: الأولوية لحماية مستخدمي الطرق
تتفق جميع الأحزاب على الحاجة إلى تحسين أمان المشاة. يركز الحزب الاشتراكي الديمقراطي على تنفيذ استراتيجية مرور متكاملة تربط مختلف شبكات الطرق. يطالب حزب الخضر بإعطاء المشاة الأولوية عند إشارات المرور، بينما يدعو الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الحر إلى تحسين الإضاءة في الشوارع والساحات المظلمة. من جانبه، يسعى حزب اليسار إلى خفض الأرصفة عند التقاطعات لتسهيل حركة ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، فيما يطالب حزب البديل من أجل ألمانيا بتخصيص الأرصفة للمشاة فقط، ومنع الدراجات الكهربائية من استخدامها.
النقل في قلب معركة الانتخابات المحلية
مع تصاعد الجدل حول سياسات النقل العام وحركة المرور، يبدو أن هذه القضية ستكون محورًا رئيسيًا في الانتخابات المحلية القادمة. ورغم التباين الكبير بين الأحزاب، يظل هدف جميع البرامج هو إيجاد حلول عادلة ومستدامة تناسب تنوع مستخدمي الطرق في هامبورغ. تبقى الأيام المقبلة حاسمة، حيث سيتعين على الناخبين تحديد المسار المستقبلي للنقل في مدينتهم، واختيار الرؤية التي تتماشى مع احتياجاتهم وتطلعاتهم.
المصدر باللغة الألمانية هنا
