في يوم السبت 14 كانون الثاني/ يناير، عقد حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD) مؤتمره في مدينة ريسا. حضر حوالي 15,000 شخص من جميع أنحاء ألمانيا ليعبروا عن معارضتهم للحزب اليميني المتطرف، الذي يخضع لرقابة هيئة حماية الدستور. العديد منهم بقوا مستيقظين طوال الليل ليكونوا هناك في الوقت المحدد. زميلتنا واحدة من هؤلاء وأعدت الريبورتاج التالي.
عندما اقتربت أنا وصديقاتي في الساعة 6:30 صباحًا من مدينة ريسا بالسيارة، شاهدنا تواجد أمني كثيف، إذ أغلقت الشرطة الكثير من الطرق أمامنا وأمام الحافلات الأخرى المتجهة إلى المدينة. في النهاية، تركنا سيارتنا على الطريق الريفي وتبعنا ببساطة الحشود الكبيرة من الناس الذين كانوا يسيرون عبر الحقول.
إغلاق الطرق في جميع أنحاء المدينة
بعد قرابة نصف ساعة، وصلنا إلى إحدى العديد من السلاسل البشرية المنتشرة في جميع أنحاء المدينة. دون تفكير طويل، انضممنا إليهم. هدفنا المشترك هو منع أعضاء حزب “البديل من أجل ألمانيا” من الوصول إلى قاعة المؤتمر. نحن جالسون في صفوف على الطريق، مرتدين ملابس شتوية سميكة وملونة، أيدينا متشابكة معًا. أمامنا تقف الشرطة، بزي أسود خوذات وهراوات. خلفهم، نرى تعزيزات كبيرة من الكلاب والخيول ومدافع المياه والدبابات. رغم الوضع المتوتر، كانت الأجواء بيننا لا تزال جيدة وكنا نغني سويا أغاني احتجاجية. بين الحين والآخر، كان الناس من مختلف الأعمار يوزعون بيتزا صغيرة وشاي وحلويات للمحتجين. كانوا يتشاركون طعامهم معًا، يلعبون الورق، ويشغلون الموسيقى.

التواجد الأمني الكثيف
فض الاحتجاجات بالقوة
بعد فترة من الوقت، وصل العديد من رجال الشرطة وبدأوا في تفريق المحتجين عن طريق سحبهم من الصفوف، بعضهم باستخدام القوة. عندما وصلت سيارة إسعاف، قام المتظاهرون المتبقون بسرعة بإفساح الطريق. أما البقية، فقد دفعتهم الشرطة إلى جانب الطريق. بعد أن تم تنظيف الشارع، قامت الشرطة بمرافقة سيارتين من سيارات أعضاء حزب “البديل من أجل ألمانيا” على طول الطريق. عندما حاول المتظاهرون إعادة بناء الحاجز، تم استخدام رذاذ الفلفل.
من خلال مجموعات الدردشة، علمنا أنه في مواقع أخرى، تم دفع المحتجين بالقوة باستخدام الهراوات ورذاذ الفلفل لتأمين طريق دخول سياسيي الحزب. من بين هؤلاء، تم ضرب النائب والمراقب البرلماني عن حزب “اليسار” نام دوى نغوين، مما أدى إلى فقدانه الوعي لبضع ثوانٍ.
إخلاء بالقوة على جسر إلبه
نظرًا لأن الحاجز على جسر إلب كان بحاجة إلى دعم، قررنا التوجه إلى هناك. أثناء سيرنا، فوجئنا بمئات الأشخاص يركضون باتجاهنا، وهم ملاحقون من الشرطة. كانت الفوضى كبيرة. استمررنا في محاولة البحث عن طريقنا، ولكن الشرطة أغلقت الشوارع في كل مكان ولم نتمكن من الوصول إلى الجسر في الوقت المناسب. عندما وصلنا إلى الجهة الأخرى من الطريق، شاهدنا كيف كانت الشرطة تحمل المحتجين واحدًا تلو الآخر من الجسر وتعيدهم إلينا.

جانب من الاجتجاجات
انطلاق مؤتمر حزب “البديل من أجل ألمانيا” بتأخير يزيد عن ساعتين
بينما كنا نراقب المشهد، وصلتنا الأخبار أن المؤتمر قد بدأ أخيرًا بتأخير يزيد عن ساعتين. لم يحدث هذا من قبل. مع الآلاف من الآخرين، تجمعنا في مظاهرة كبيرة أمام قاعة المؤتمر. أثناء انتخاب أليس فايدل كمرشحة لمنصب المستشارة، استمر الناس في الخارج في احتجاجاتهم بصوت عالٍ حتى ساعات متأخرة من الليل. من على المنصة، كانوا يرددون: “لن نسمح للفاشيين بنشر أيديولوجياتهم المعادية للبشر دون عائق – نحن نعارض ذلك!”
نص وصور: Hanna Nofal