السوريون ومستقبل وجودهم في ألمانيا بعد سقوط الأسد! Photo: Monsef Memari/XinHua/dpa/ الصورة تعبيرية
8. يناير 2025

السوريون ومستقبل وجودهم في ألمانيا بعد سقوط الأسد!

يرى المرشح لمنصب المستشار من حزب الخضر، روبرت هابيك، أن العمل هو المعيار الأساسي لتحديد آفاق اللاجئين السوريين في ألمانيا. وقال يوم الاثنين في مقابلة مع إذاعة Deutschlandfunk: “الأشخاص الذين يعملون هنا يمكننا الاستفادة منهم بشكل جيد”. وأضاف بشأن عودة الآخرين إلى وطنهم: “أولئك الذين لا يعملون هنا سيعودون – إذا أصبحت بلادهم آمنة – إلى وطنهم بأمان أو قد يضطرون إلى ذلك”.

تصريحات مماثلة من وزير الداخلية

كانت وزيرة الداخلية الألماني، نانسي فيسر (SPD)، أعربت عن وجهة نظر مشابهة. إذ أشارت إلى أهمية التدريب المهني والاندماج الجيد كمعايير إضافية للبقاء في ألمانيا. بالمقابل، يرى الاتحاد المسيحي الديمقراطي (CDU/CSU) أن العمل وحده لا يكفي للبقاء. وقال تورستن فراي، المدير البرلماني للكتلة البرلمانية: “يجب أن يكون دخل العمل كافياً لإعالة الأسرة وتوفير معاش تقاعدي أعلى من الحد الأدنى للضمان الاجتماعي”.

وزير العمل يطالب بآفاق دائمة

من جانبه، دعا وزير العمل الألماني، هوبيرتوس هايل (SPD)، إلى توفير منظور دائم للسوريين الذين بنوا حياتهم في ألمانيا أو يطمحون لذلك. وقال: “إذا تغير الوضع في سوريا، قد تكون هناك عمليات عودة، وسيعود الكثيرون طواعية للمساهمة في بناء وطنهم”. لكنه شدد على أهمية أن يحصل المندمجون بشكل جيد، والذين لم يرتكبوا مخالفات، على “آفاق دائمة” للبقاء في ألمانيا، حتى بعد انتهاء الحرب. وأضاف: “هذا ينطبق أيضاً على المدى البعيد على الأشخاص من أوكرانيا”.

دور اللاجئين في الاقتصاد الألماني

وأكد هايل أن اللاجئين والمهاجرين يلعبون دوراً مهماً في استمرار عمل الاقتصاد والخدمات في ألمانيا. وأشار إلى أن أكثر من 6,000 طبيب من أصول سورية يعملون في ألمانيا. بالإضافة إلى آلاف العاملين في قطاع التمريض، و17,000 شخص في مجالات قيادة الحافلات وسيارات الأجرة. وقال: “نظراً للتغيرات الديموغرافية، سنحتاج إلى قوى عاملة مؤهلة من الخارج”.

تحديات الاعتراف بالمؤهلات المهنية

وتوقع هايل تحقيق تقدم كبير في مسألة الاعتراف بالمؤهلات المهنية الأجنبية. التي تعيق كثيراً من المهاجرين عن دخول سوق العمل وتزيد من نقص الكفاءات في العديد من القطاعات. وذكر أن الحكومة الاتحادية والولايات اتفقتا مؤخراً على وضع خطة لتسريع إجراءات الاعتراف بالمؤهلات بحلول 30 سبتمبر 2025.

الأرقام والواقع الحالي

وفقاً لوزارة الداخلية، يعيش في ألمانيا حوالي 975 ألف سوري. جاء معظمهم منذ عام 2015 نتيجة حرب نظام الأسد على الشعب السوري. أكثر من 300 ألف منهم يحملون صفة حماية ثانوية، ما يعني أنهم حصلوا على الحماية بسبب الحرب وليس بسبب اضطهاد فردي. وقد أعلن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (Bamf) مؤخراً أنه لن يتم اتخاذ قرارات بشأن طلبات اللجوء من السوريين مؤقتاً؛ بسبب التطورات الحالية في بلادهم.

تظهر هذه النقاشات أن مستقبل اللاجئين السوريين في ألمانيا يعتمد على معايير متعددة تتراوح بين العمل، والاندماج، وإمكانية العودة الآمنة إلى وطنهم، في ظل متغيرات ديموغرافية واقتصادية وأمنية.