مشروبات الطاقة: منشطات خطيرة أم مجرد مشروب عابر؟ Foto: Canva Pro
15. ديسمبر 2024

مشروبات الطاقة: منشطات خطيرة أم مجرد مشروب عابر؟

تشكل مشروبات الطاقة موضوعاً شائكاً في عالم التغذية، خاصة بين الشباب. فهي تحمل وعوداً بالأداء العالي والتركيز، لكنها تحمل أيضاً مخاطر صحية عالية الخطورة عند استهلاكها بشكل مفرط. ما يدفعنا إلى التساؤل: مشروبات الطاقة: منشطات خطيرة أم مجرد مشروب عابر؟

لماذا تحظى مشروبات الطاقة بشعبية بين الشباب؟

تعد مشروبات الطاقة خياراً شائعاً بين الشباب لأسباب متعددة منها الإعلانات الجذابة التي تعتمد الشركات عليها باستخدام لغة بصرية وموسيقية تستهدف الشباب، بالإضافة إلى دعم المؤثرين عبر وسائل التواصل. بينما تؤثر التكلفة المنخفضة على سهولة الوصول إليها رغم تأثيرها القوي. كما أن القوانين في بعض الدول، مثل ألمانيا، لا تحدد سناً قانونياً لشرائها. ويشعر الشباب بأنها خيار مفضّل أثناء الدراسة أو النشاطات الطويلة بسبب تأثير منشطها الفوري الذي يعود إلى الكافيين والسكر.

مشروبات الطاقة مقابل القهوة: ما الفرق؟

رغم أن القهوة ومشروبات الطاقة تحتويان على الكافيين، إلا أن الفرق يكمن في الإضافات. حيث تحتوي مشروبات الطاقة على كميات كبيرة من السكر (9 مكعبات لكل علبة)، مما يزيد من تأثيرها على الجسم مقارنة بالقهوة. والإضافات الصناعية التي تشمل التورين، الجوارانا، والفيتامينات الاصطناعية، التي تضيف تأثيراً محفزاً، لكن آثارها الطويلة الأجل غير واضحة تماماً. غير أن تأثير مشروبات الطاقة قصير الأجل ويزول عادة بعد ساعة، بينما يدوم تأثير القهوة لفترة أطول.

المكونات الرئيسية في مشروبات الطاقة: هل هي آمنة؟

ولا تخلو مكونات مشروب الطاقة من الضرر فمادة الكافيين تسبب ارتفاع ضغط الدم، الخفقان، والغثيان عند استهلاك كميات مفرطة. والسكر يؤدي إلى تقلبات حادة في نسبة السكر في الدم، مما يسبب التعب والإدمان. كما أنه يعزز خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري. أما الإضافات مثل التورين والجوارانا فلم تُدرس تأثيراتها بالكامل، لكنها قد تزيد من خطر التفاعلات غير المرغوبة عند مزجها بالكافيين. ويسبب ثاني أكسيد الكربون حرقة المعدة لدى بعض الأشخاص.

خطر الجمع بين مشروبات الطاقة والكحول

يؤدي مزج مشروبات الطاقة بالكحول إلى تأثيرات خطيرة، مثل إضعاف وظائف الدماغ، حيث يعجز المستهلك عن إدراك مستوى التسمم بسبب الكافيين. والتسارع القلبي وعدم انتظام ضربات القلب الذي يزداد مع استهلاك كميات كبيرة من المشروبات أو الكحول. وهناك مخاطر صحية خطيرة خاصة عند المراهقين أو في ظروف مثل الإجهاد البدني.

الآثار الجانبية للاستهلاك المفرط

تشمل الأعراض الناتجة عن الاستهلاك المفرط لمشروبات الطاقة؛ خفقان القلب. والأرق وصعوبات النوم واضطرابات الجهاز الهضمي. بالإضافة إلى زيادة خطر السمنة ومرض السكري وتسوس الأسنان.

مخاطر خاصة على الأطفال والشباب

وفقاً لهيئة سلامة الأغذية الأوروبية (EFSA)يجب ألا يتجاوز الأطفال والمراهقون ثلاثة ملليغرامات من الكافيين لكل كيلوغرام من وزن الجسم يومياً. ومع ذلك، فإن علبة واحدة من مشروب الطاقة كافية لتجاوز هذا الحد عند بعض الأطفال، مما يزيد من خطر عدم انتظام ضربات القلب، ارتفاع ضغط الدم والإصابة بمشاكل في القلب والأوعية الدموية.

قصص مأساوية وحظر محتمل

تظهر مخاطر مشروبات الطاقة بوضوح في بعض الحوادث المأساوية. على سبيل المثال، توفيت طالبة ألمانية بعد استهلاك كميات كبيرة من مشروبات الطاقة أثناء التحضير لامتحان، حيث أدى ذلك إلى تفاقم حالة التهاب عضلة القلب غير المكتشفة لديها. وقد دفعت هذه الحوادث بعض الدول، مثل ليتوانيا ولاتفيا، إلى حظر بيع مشروبات الطاقة للقاصرين، بينما لا يزال الجدل مستمرًا في دول أخرى مثل ألمانيا.

ما هي البدائل الصحية؟

لمن يبحث عن زيادة طاقته بطرق صحية، يمكن تجربة النظام الغذائي الصحي المتمثل بتناول الفواكه والمكسرات والبروتينات مثل الزبادي الذي يحافظ على استقرار مستويات الطاقة. ويوفر الشاي الأسود أو الأخضر تأثيراً محفزاً أكثر استدامة مقارنة بمشروبات الطاقة. كما يساهم النوم الجيد مع ممارسة الرياضة في تحسين الطاقة والتركيز على المدى الطويل. والأفضل على المدى الطويل هو تثقيف الشباب حول التغذية الصحية في المدارس والمجتمعات بحيث يمكن أن يقلل من اعتمادهم على مشروبات الطاقة.

المصدر الأول والثاني باللغة الألمانية