السوريون يحتفلون بسقوط نظام الأسد في مختلف المدن الألمانية Foto: Amal
9. ديسمبر 2024

السوريون يحتفلون بسقوط نظام الأسد في مختلف المدن الألمانية

رغم الفرح المحفوف باالحذر، خرج آلاف السوريين في مختلف مدن ألمانيا ليحتفلوا بسقوط نظام بشار الأسد. مدن مثل برلين، هامبورغ، هانوفر، كيل، شفيرين، وروستوك شهدت تظاهرات ومسيرات احتفالية واسعة، رفرفت الأعلام السورية، والهتافات صدحت عبر الساحات والشوارع. بالنسبة للكثيرين، لم يكن هذا الاحتفال مجرد حدث سياسي؛ بل كان انتصارًا شخصيًا على نظام قمعي حكم البلاد بالحديد والنار لعقود.

سنوات من القمع وسجون الرعب

نظام الديكتاتور بشار الأسد، الذي تسلّم السلطة عام 2000 خلفًا لوالده الديكتاتور الراحل حافظ الأسد، عرف بممارسة القمع الممنهج ضد معارضيه استمرارًا على نهج أبيه الممتد من بداية سبعينيات القرن الماضي. ووفقًا لتقارير منظمة العفو الدولية، يعد سجن صيدنايا من بين أسوأ مراكز الاعتقال في العالم، حيث تمارس فيه أساليب تعذيب وحشية. أطلق على هذا السجن لقب “المسلخ البشري” بسبب الإعدامات الجماعية والانتهاكات الجسيمة التي حدثت داخله، بما في ذلك الضرب المبرح والحرمان من الطعام والرعاية الطبية. وقد وثّقت المنظمة شهادات ناجين تحدثوا عن أساليب التعذيب الوحشية الممنهجة التي أدت إلى حالات فقدان ذاكرة وأمراض نفسية مزمنة، ووفاة الآلاف. كما أُفيد بأن بعض المعتقلين الذين أفرج عنهم بعد سنوات طويلة من الاحتجاز عقب هروب الأسد الابن من دمشق، خرجوا في حالة يرثى لها من الضعف الجسدي والنفسي.

احتفالات الأمل بعد معاناة طويلة

في هذا السياق، لم تكن الاحتفالات في ألمانيا مجرد فرحة بسقوط ديكتاتور؛ بل كانت صرخة نصر على الظلم الذي عاشه السوريون لعقود. في هانوفر، رفع المتظاهرون الأعلام الوطنية السورية وهتفوا للحرية. وفي مدن أخرى مثل كيل ونويمونستر ولوبيك، انطلقت مسيرات سيارات، مع دوي أبواق احتفالية وأجواء مفعمة بالأمل. وقالت الشرطة الألمانية إن الأجواء في معظم التجمعات كانت سلمية تمامًا، ولم تُسجل أي حوادث تُذكر. كما شهدت بعض المدن الصغيرة مثل غوسترو وأوريش تجمعات عبرت عن التضامن مع الثورة السورية.

مستقبل سوريا

ورغم هذه الاحتفالات، ما يزال مستقبل سوريا غير واضح. وأبدى بعض الساسة الألمان قلقهم بشأن الأوضاع القادمة في سوريا. وقد أكدوا أن ميزان القوى في سوريا ما زال هشًا، وأن الطريق نحو تحقيق الاستقرار يتطلب جهود صادقة.

بعد سنوات من الظلم والقهر، خرج السوريون في مدن ألمانيا ليعبّروا عن أملهم بمستقبل أفضل. وبينما تعم احتفالات السوريين شوارع المنفى، يبقى حلم جميع المنفيين بالعودة إلى أوطانهم المحررة من الظلم والديكتاتورية هدفًا إنسانيًا مشتركًا.