ما هو “السؤال” الأخطر على صحة أطفالنا؟ Foto: Canva Pro
3. ديسمبر 2024

ما هو “السؤال” الأخطر على صحة أطفالنا؟

ما هو “السؤال” الأخطر على صحة الأطفال؟ في كل مكان وعند حلول موعد اصطحاب الأطفال من مراكز الرعاية أو المدارس يتعرّض غالبية الأهالي إلى الموقف ذاته. حيث يطالب الأطفال بالوجبات الخفيفة. التي تبدأ بعد الغداء، الذي يتناوله الأطفال في هامبورغ عادةً في المدارس أو مراكز الرعاية النهارية. والذي تصفه سوزان بوشر، أخصائية التغذية من وادي ألستر، بأنه “قاتل”. وتدعو الجميع بأن يتجنبوا السؤال الأخطر على صحة الأطفال: “لا تسألوهم ماذا يريدون أن يأكلوا!”

خطورة الوجبات الخفيفة بشكل مستمر!

توضح أخصائية التغذية سوزان بوشر أن تناول الوجبات الخفيفة بشكل مستمر لدى الأطفال يؤدي إلى عواقب صحية خطيرة. منها تعطيل عملية الهضم الطبيعية، ما يعيق امتصاص العناصر الغذائية ويؤدي إلى آلام في المعدة، وانتفاخ البطن، أو عدم التحمل. واضطرابات في مستوى السكر بالدم. وبالتالي المعاناة من السمنة المفرطة أو فقدان الشهية، والإفراط في الأكل عند البعض . كما أن هذا السلوك يساهم في فقدان الأطفال لشعور الجوع الحقيقي بسبب التناول المتكرر لكميات صغيرة من الطعام. ترى بوشر أن هذه المشكلة تعكس اضطراباً في أدوار الآباء الذين يشعرون بعدم الأمان ويتركون السيطرة الغذائية لأطفالهم. وينتهي الأمر أحياناً باستخدام المكملات الغذائية بدلاً من معالجة المشكلة الأساسية.

نصائح خبيرة التغذية

تنتقد بوشر فقدان بعض الآباء السيطرة على خيارات طعام أطفالهم، مشيرة إلى أن سؤال الأطفال عما يريدون تناوله قد يعكس مشكلات تتعلق بالسلطة داخل الأسرة. وتحث بوشر على إعداد خطة وجبات أسبوعية يشارك فيها الجميع بدلاً من الانصياع لرغبات الأطفال المتكررة وغير المنطقية. كما تدعو الآباء إلى التوقف عن إعطاء الأطفال أطعمة غير صحية مثل الكربوهيدرات الفارغة أو السكر المعالج. مشيرة إلى أن تحضير وجبة بسيطة مثل الشطيرة يمكن أن يكون بديلاً صحياً وسهلاً إذا خططوا له مسبقاً.

الحظر المطلق

تشدد بوشر على أهمية أن يكون الآباء قدوة حسنة لأطفالهم في عاداتهم الغذائية. فهي ترى أن على الوالدين مسؤولية. وتؤكد أن الحياة اليومية المزدحمة للآباء قد تؤثر سلباً على تغذية الأطفال، خصوصاً عندما يتناولون الطعام مع الآخرين دون تنسيق مسبق.

وتوصي بأهمية الالتزام بثلاث وجبات رئيسية على المائدة، يتناولها أفراد العائلة معاً بعيداً عن التلفاز أو الهواتف المحمولة. مع وجبتين خفيفتين صحيتين مثل مكعبات الجبن أو الخضار النيئة، أو الموز. تشير إلى أن هذه العادات تعزز الانضباط الغذائي وتعود الأطفال على التوازن الصحي في حياتهم.

تأثير العادات على الأجيال القادمة

وترى بوشر أن القضايا الشخصية والعواطف تلعبان دوراً في طريقة تغذية أطفالهم وتنتقد الاعتماد على الأطعمة الجاهزة والمعلبة التي تسهل تلبية احتياجات الأطفال بسرعة على حساب الجودة والتفاعل. وتشير إلى أن بعض الآباء يعانون من اضطرابات غذائية تؤثر على طريقة تغذيتهم لأطفالهم. وتقول: “جيل الأمهات الحالي نشأ مع مشكلات غذائية، ما ينعكس على أطفالهم”. وتضيف أن هذه العادات تؤدي إلى ضعف التواصل بين الآباء والأطفال، حيث تقدّم العصائر أو المهروسات السريعة بدلاً من قضاء وقت كافٍ معهم.

المصدر باللغة الألمانية هنا