إن التعبير عن المعتقدات الدينية والروحانية الشخصية علناً في الشعر له تاريخ طويل في الثقافات الإسلامية. فالشعر لعب دوراً مركزياً في العصور الوسطى العربية سواء كان ذلك كتعبير عن الروحانية أو باعتباره بوقاً اجتماعياً وسياسياً أو كوسيلة لتوصيل المشاعر والأفكار. وكجزء من أسابيع الإسلام في هامبورغ اجتمع الشباب معاً فيما يسمى بالمسابقة الشعرية. حيث تنظم مجموعة “I,Slam” مسابقة للشعر. وهي منصة للشباب المسلمين داخل قاعة “Schrödersaal” في مقر مركز CVJM بهامبورغ، والتي تجمع الشباب المسلمين لإلقاء الشعر.
جمهور متحمس
صفوف الكراسي في قاعة “Schrödersaal” ممتلئة جيداً والجمهور ينتظر بفارغ الصبر. بين الحجاب وقبعات البيسبول وأكواب القهوة والدفاتر كان هناك جمهور متحمس. هكذا وصف موقع NDR الحالة العامة للشباب الذين تجمعوا للاستماع إلى الشعر. المسرح بسيط عبارة عن ميكروفون ومكتب صغير. في البداية صعد المشارك بير بيترسن إلى المسرح وتلا آيات من القرآن. الشاب البالغ من العمر 18 عاماً اعتنق الإسلام ويتحدث في نصوصه الشعرية عن الوحدة التي يعيشها.
التعبير عن حب الإسلام من خلال الشعر
في المسابقة الشعرية يقدم المشاركون نصوصهم الخاصة للجمهور الذي يصوت في النهاية على اختيار الفائز. ولا يقرأ المشاركون النصوص فحسب، بل يؤدونها؛ أي يقدمونها بالصوت والإيقاع. ومن خلال قراءة النصوص الأدبية وجد الشباب المسلم طريقة معاصرة للتعبير عن مشاعرهم كما يقول المنظم ياور توبتشو: “هناك العديد من الأشخاص الذين يحبون أيضاً التعبير عن حبهم للإسلام بالشعر”.
نصوص عن التقدير والانفتاح
أما التالية على المسرح فكانت ريحان كارمولو، الشابة البالغة من العمر 23 عاماً قرأت النص الذي كتبته بنفسها بهدوء وخجل. وتدور النصوص الأخرى حول حب الأنبياء أو كيف يمكن تقدير الآخرين أكثر ومعاملتهم بانفتاح ومحبة. تؤكد ريحان أنه في هذا الوقت من المهم بشكل خاص أن نتعامل مع بعضنا البعض بلا تحيز: “الفن والثقافة – هكذا تحيا الحضارات وهذا ما يربط بين الناس ويخلق السلام والمجتمع”. فهي تشعر بالسعادة عندما تتواصل مع الآخرين .