يستمر الجدل حول نائبة رئيس البرلمان الألماني، أيدان أوزوغوز، بسبب منشور لها على وسائل التواصل الاجتماعي اتُهم بالتحريض على معاداة السامية. تزايدت الضغوط من المعارضة، خاصة من كتلة الاتحاد المسيحي (CDU/CSU). التي طالبت باستقالتها، معتبرةً أن مواقفها لا تمثل القيم الألمانية، ولا تعكس رغبات جزء كبير من المجتمع الألماني.
خلفية الجدل
أوزوغوز، النائبة عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) ونائبة رئيس البرلمان، نشرت منشورًا تم انتقاده على نطاق واسع لاحتوائه على محتوى رآه البعض معاديًا للسامية. ووفقا لمكتبها الإعلامي، شاركت أوزوغوز منشور لمنظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام” كقصة على إنستغرام يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي. لكنها حذفت المنشور لاحقًا واعتذرت عنه عدة مرات. وبحسب صحيفة “بيلد”، فإن الأمر يتعلق بهجوم إسرائيلي على مستشفى في قطاع غزة. ويقال إن عنوان المنشور كان “هذه هي الصهيونية”. ورغم محاولاتها لتوضيح موقفها والاعتذار عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومكتبها. فإن الكثير من منتقديها، خصوصًا من اليمين والوسط السياسي، يرون أن هذه الاعتذارات غير كافية وغير صادقة. من جانبها، أوضحت أوزوغوز أنها تسعى إلى توحيد الناس، وليس تقسيمهم، ولكن يبدو أن هذا التبرير لم يقنع كتلة الاتحاد المسيحي والعديد من أعضاء الجالية اليهودية، الذين دعوا إلى استقالتها.
موقف الأحزاب السياسية
بينما يطالب الاتحاد المسيحي باستقالتها، يعارض الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD). وحزب الخضر مثل هذه الخطوة، ويدافعان عن حقها في حرية التعبير. بينما أبدى بعض أعضاء من الحزب الديمقراطي الحر (FDP) تحفظاتهم وانتقاداتهم لموقف أوزوغوز. وأعرب النائب فرانك مولر-روزينتريت عن رفضه لأسلوب تعاملها مع الأزمة. النائب فولفغانغ كوبيكي من الحزب الديمقراطي الحر، وصف منشور أوزوغوز بأنه “غير مستساغ”، لكنه أكد أنه يندرج ضمن حرية التعبير. هذا الموقف أثار غضب الاتحاد المسيحي الذي يرى أن مثل هذه التصريحات تسهم في تعقيد الموقف بدلاً من حله.
مسألة العزل
تساؤلات كثيرة أثيرت حول إمكانية عزل أوزوغوز من منصبها كنائبة لرئيس البرلمان. ووفقًا للوائح البوندستاغ، فإن الرئيس ونوابه يُنتخبون لفترة تشريعية كاملة، ولا يمكن عزلهم بسهولة إلا في حالات خاصة. وأشار النائب شتيفان براندنر من حزب البديل (AfD) إلى حادثة سابقة تم فيها عزله من منصب رئاسة لجنة برلمانية بعد تقديم اعتذار عن سلوكيات معينة. وهذا يفتح باب النقاش حول ما إذا كان يمكن تطبيق نفس الإجراء على أوزوغوز.
ردود الفعل المستقبلية
بينما تبدو الأمور هادئة نسبيًا من الجانب الرسمي، تشير بعض المصادر داخل الائتلاف الحكومي إلى أن هذه القضية قد لا تهدأ قريبًا. وربما يجد الحزب الاشتراكي الديمقراطي نفسه مجبرًا على اتخاذ خطوات إضافية للتعامل مع هذا الملف! خاصة إذا استمر الضغط الشعبي والإعلامي.
الجدل حول أيدان أوزوغوز يعكس توترًا عميقًا حول قضية معاداة السامية في ألمانيا والتحديات التي تواجهها الشخصيات العامة بالتعامل مع حرية التعبير ومسؤوليات المناصب العامة. ففي حين يدافع البعض عن حقها بالتعبير، يرى آخرون أن وجودها في هذا المنصب يعكس تناقضًا مع القيم التي تسعى ألمانيا لتعزيزها بمواجهة التطرف. في النهاية، سيبقى هذا الموضوع محل نقاش حاد في الأوساط السياسية والإعلامية.