يعقد المنتدى الإعلامي السادس للمنفى ومنتدى الإعلاميين الشباب في المنفى في هامبورغ اليوم الثلاثاء وغداً في مقر مؤسسة Körberstiftung. يُنظم المنتدى على هامش أسبوع حرية الصحافة في هامبورغ بالتعاون بين Körberstiftung ومؤسسة Zeit وهيئة الثقافة والإعلام. حيث يدعى أكثر من 100 إعلامي يقيمون في المنفى من داخل وخارج ألمانيا. يوفر المنتدى فرصة للتواصل بين إعلاميي المنفى وممثلين عن المجتمع المدني والسياسة. ويركز هذا العام على مناقشة نماذج للتمويل والتوزيع المبتكرة لوسائل الإعلام في المنفى وأوجه التعاون مع وسائل الإعلام الألمانية. يشارك متحدثون من عدة دول من بينها أفغانستان وأذربيجان وبيلاروسيا وإيران. وتستضيف المنظمة النرويجية لتقصي الحقائق (Faktisk.no) ورش عمل تستهدف الصحفيين الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً. وفقاً لمنظمة مراسلون بلا حدود فإن ألمانيا أصبحت واجهة مهمة لصحفيي المنفى من مختلف دول العالم. حيث تضاعفت عدد طلبات الحماية الطارئة للصحفيين خمس مرات على مدار السنوات الثلاثة الماضية.
دراسة عن مجتمعات الصحفيين المنفيين في ألمانيا
قدمت دكتورة الصحافة والإعلام حنان بدر من جامعة سالزبورغ بعض نتائج للدراسة التي أجرتها بالتعاون مع مؤسسة Körberstiftung بعنوان “مجتمعات صحفيي المهجر في ألمانيا”. تركزت الدراسة على التحديات الفردية التي تواجه صحفيي المهجر المقيمين في ألمانيا. وتسلط الضوء على الاختلافات بين مجتمعات المنفى. كما تقدم اقتراحات حول كيفية تحسين وضع أولئك الصحفيين. وأشارت الدراسة إلى أن بعض الصحفيين كانوا مجبرين على عيش تجربة اللجوء مرتين. كما حدث مع الصحفيين السوريين. فقد لجأ بعضهم في البداية إلى تركيا وحاولوا إيجاد أو خلق فرصة عمل لهم كصحفيين. ثم أجبروا على إعادة نفس التجربة من البداية عندما لجؤوا إلى ألمانيا. كذلك من ضمن التحديات التي يواجهها الإعلاميون في المنفى هي الضغط الذي يتعرضون له لإثبات الذات أمام الممولين في حالة السعي لإنشاء مشروعات صحفية بديلة عن التي اضطروا أن يتركوها في وطنهم الأم.
يشعر الصحفيون العرب بضغط الرقابة الذاتية
تقول دكتورة حنان بدر ”أن أغلب الصحفيين العرب لجؤوا من سوريا يليهم بعد ذلك مصر والسودان. وكانت أبرز التحديدات التي واجهتهم هي التحديات المهنية للبحث عن عمل ملائم يوفر لهم استقرار مادي في ظل صعوبة الاعتراف بشهاداتهم العلمية وخبراتهم السابقة”. كذلك صعوبات عائق اللغة والثقافة في مجتمع جديد كانت من ضمن التحديات ويضاف لها عدم الوعي بالإطار القانوني في بلد جديد يختلف عن قوانين وطنهم الأم. ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة ومؤخراً الحرب على لبنان. يشعر كتير من الصحفيين العرب في ألمانيا بالرقابة الذاتية حيث أدركوا وجود حدود للتعبير عن الرأي في مجتمع اعتقدوا أنه أكثر ديموقراطية.
الصحفيون الأفغان منسيون
وفقاً للدراسة فإن الصحفيين الأفغان يشعرون بمرارة شديدة تجاه سياسيات الحكومة الألمانية التي تناستهم تماما منذ استيلاء طالبان على الحكم في عام 2021. حيث تعهدت الحكومة الألمانية في أكتوبر/تشرين الأول 2021 على استقدام 22 ألف إعلامي وناشط وحقوقي من المجتمع المدني في أفغانستان خلال عامين. لكن لم يحصل سوى 500 أفغاني على تصريح الحماية فقط ثم أغلق البرنامج. برز أيضاً موضوع النوع بالنسبة للصحفيات الأفغان حيث لم يعد من حق النساء العمل في أفغانستان ومعاناتهن في الحصول على حق اللجوء. ومع تصاعد حدة العداء في الخطاب السياسي والإعلامي في ألمانيا ضد المسلمين واللاجئين أكد الصحفيون على شعورهم بمزيد من القلق وعدم الأمان. وبشكل عام يواجه صحفيو المهجر صعوبات مادية شديدة وقيود على ممارسة عملهم الصحفي.












