جاءت استقالة قيادة حزب الخضر مفاجئة للجميع. إذ قررت التنحي يوم أمس الأربعاء. فما الذي يقف وراء هذه الاستقالة؟ وكيف استقبلتها الأوساط المختلفة؟ في هذا الريبورتاج المُترجم عن موقع تاغسشاو الإخباري، إجابة على أهم الأسئلة المتعلقة بالاستقالة. إذ قررت قيادة الحزب بأكملها تقديم استقالتها، والهدف من هذه الخطوة هو إفساح المجال لبداية جديدة من أجل إنقاذ الحزب من أزمته الحالية. فما سبب هذه الخطوة المفاجئة من قيادة الحزب المشتركة أوميد نوريبور وريكاردا لانغ؟
كيف برر قادة الحزب هذه الخطوة؟
بعد الخسائر الي مُني بها الحزب في الانتخابات الأوروبية، وانتخابات البرلمانات المحلية في كل من ساكسونيا وتورينغن، وبراندنبورغ، إذ حصل على 4% من أصوات الناخبين فقط، أرجع نوريبور ذلك إلى الأداء السيء لحزب الخضر. وقال نوريبور إن “النتيجة الانتخابية تشهد على أعمق أزمة يمر بها حزبنا منذ عقد من الزمن”. وأضاف أن التغلب على هذه الأزمة ضروري وممكن.
من جانبها، رأت ريكاردا لانغ في هذه الخطوة تحركاً من أجل “إعادة التشكيل الاستراتيجي” للحزب. كما أكد القادة أن هذه البداية الجديدة مرتبطة أيضاً بالانتخابات الاتحادية المقبلة العام القادم، حيث ستكون تلك الانتخابات “ليس مجرد انتخابات عادية”، بل قرار حول “كيف سيتطور مستقبل ألمانيا”. ويتعلق الأمر بما إذا “سنكون دولة تحافظ على مسارها نحو الحياد المناخي وتحمي التضامن الاجتماعي”، أو سيتمكن المعارضون لهذا المسار من النجاح في الانتخابات.
ما دور الانتخابات الأخيرة في الاستقالة؟
تكبد حزب الخضر خسائر فادحة في أربع انتخابات متتالية، وفي تورينغن وبراندنبورغ، حيث كان الحزب مشاركاً في حكومة كل منهما، فشل باجتياز عتبة الـ5%، التي تؤهله لدخول البرلمان. لكن الأمر الأكثر قلقاً للحزب هو عدم تمكنه من جذب الشباب كما كان في الماضي. وهناك حديث داخلي حول ضعف حضوره على منصات التواصل الاجتماعي مثل “تيك توك”. فضلاً عن تأخره في إدراك مدى تأثير جائحة كورونا على الشباب.
وهناك أسباب أخرى محتملة يعزو إليها بعض الأعضاء هذه الخسائر. رغم أنها لم تُناقش بشكل علني. أحد هذه الأسباب هو موقف الحزب من الصراع في قطاع غزة بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر. حيث يرى بعض الناخبين من اليسار أن الحزب كان منحازاً بشكل كبير لصالح إسرائيل. كما أن تشديد القوانين المتعلقة باللجوء لم يكن الحزب موفقاً بها في نظر البعض.
كيف ترتبط هذه الاستقالة بالانتخابات الاتحادية المقبلة؟
في غضون عام ستُجرى الانتخابات الاتحادية، ومن المحتمل أن يقدّم حزب الخضر مرشحاً لمنصب المستشار، وربما يكون هذا المرشح هو روبرت هابيك. ومع ذلك تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن حزب الخضر حصل على نسب أقل بكثير من النتائج التي حققها في الانتخابات الاتحادية لعام 2021، إذ حصل حينها على نسبة 14.8% من الأصوات بمرشحته لمنصب المستشار آنذاك أنالينا بيربوك وزيرة الخارجية في حكومة شولتس.
من الذي استقال؟
استقال مجلس الإدارة الاتحادي بالكامل. وكان المجلس يضم حتى الآن إلى جانب لانغ ونوريبور، نواب الرئيس بيجاه إيدالاتيان، وهايكو كنوبف، المديرة التنفيذية إميلي بونينغ، وأمين الصندوق الاتحادي فريدريك كاربتنر. إذ تولوا جميعهم هذه المناصب بداية عام 2022.
ما الذي سيحدث بعد الاستقالة؟
سيقود لانغ ونوريبور الحزب لمدة سبعة أسابيع أخرى فقط، حتى يُعقد المؤتمر الحزبي في الفترة من 15 إلى 17 تشرين الثاني/ نوفمبر في فيسبادن، حيث سيتم انتخاب قيادة جديدة للحزب.
ما تأثير الاستقالة على الحكومة الاتحادية؟
كان الأداء السيء في انتخابات تورينغن وساكسونيا بداية الشهر الحالي أثار قلقاً داخل الائتلاف الحاكم. إضافة إلى ذلك، جاءت انتخابات ولاية براندنبورغ لتفاقم الأزمة. حيث خسر حزب الخضر مقاعده في البرلمان. فيما فشل حزب FDP أيضاً في دخول البرلمان. وهما الشريكان لحزب SPD في الائتلاف الحكومي.
ماذا قال المستشار أولاف شولتس؟
قال المتحدث باسم المستشار شولتس، “لن يكون لهذا أي تأثير على الائتلاف”. مضيفاً أن لانغ ونوريبور سيستمران في مناصبهما حتى يتم اختيار خلفائهما في المؤتمر الحزبي منتصف شهر نوفمبر. وبالتالي لن يكون هناك أي فراغ في القيادة أو أي أزمة في السلطة.