خطر التغير المناخي و زيادة مُعدل الفيضانات في ألمانيا وأوروبا Foto: Robert Michael/dpa
19. سبتمبر 2024

خطر التغير المناخي و زيادة مُعدل الفيضانات في ألمانيا وأوروبا

بدأت أعمال التنظيف في العديد من مناطق الفيضانات من بولندا إلى جمهورية التشيك إلى النمسا، وكذلك في شرق ألمانيا. يرتفع منسوب المياه في نهر الإلبه في ولاية ساكسونيا بينما تستعد ولاية براندنبورغ للفيضانات. وهناك هدوء حذر على طول الأنهار في شرق وجنوب ألمانيا. إن الفيضانات الحالية في أوروبا تجعل بلداناً بأكملها في حالة من الترقب. حيث أظهرت دراسة حديثة أنه بدون تغير المناخ لن تكون الفيضانات بنفس القدر من الشدة. حوالي 400 ألف شخص في ألمانيا مُعرضون لخطر الفيضانات في المستقبل. في منتصف مايويار الماضي شهدت  Saarland في جنوب غرب ألمانيا فيضانات غزيرة حيث وصل ارتقاع المياه إلى 100 لتر من الأمطار لكل متر مربع خلال 24 ساعة ، ولم تكن الأنهار والبنية التحتية مجهزة للتعامل مع هذه الأمطار الغزيرة. فما هو حجم الضرر الذي من المتوقع أن تخلفه الوتيرة السريعة للتغير المناخي في المستقبل القريب؟!

الاستعدادات في فرانكفورت أودر ببراندنبورغ

بحسب توقعات مركز الفيضانات بولاية براندنبورغ فإن المياه لم تصل بعد إلى الذروة المتوقعة. حيث تراقب الولاية نهر زودر بقلق. والذي من المرجح أن يجلب المزيد من المياه في الأيام المقبلة. وفي دريسدن ارتفع منسوب مياه نهر إلبه فوق مستوى الستة أمتار أمس الأربعاء. وكذلك في شونا على الحدود مع جمهورية التشيك من المتوقع أن تصل ذورة الفيضان اليوم الخميس. وأعلنت حالة تأهب للفيضانات من المستوى الأولى في براندنبورغ. حيث أعلن مكتب الدولة للبيئة أنه من المتوقع حدوث فيضانات في السهول والمروج القريبة من الضفاف. وأن المناطق المتضررة هي المناطق الممتدة من مدينة راتزدورف في أودر إلى Eisenhüttenstadt.

أضرار الفيضان في شرق أوروبا

بدأت أعمال التنظيف في العديد من دول شرق أوروبا لكن خدمات الطوارئ ما تزال تعاني من كميات المياه الكبيرة التي غمرت العديد من الأماكن. كما يقدم الجنود الدعم في بولندا وجمهورية التشيك ، حيث أعلنت السلطات عن وفاة أكثر من 20 شخصاً في أوروبا الوسطى والشرقية. وفي غرب بولندا لم يكن من المتوقع حدوث تسونامي حتى مساء اليوم ، وقد عزّزت الحماية من الفيضانات في Breslau كإجراء احترازي. حيث غمرت المياه ثلث المدينة خلال فيضان عام 1997 والذي تسبب في أضرار جسيمة ليس فقط في بولندا لكن أيضاً في التشيك وألمانيا أودت بحياة العديد من الأشخاص. ومن المتوقع زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى بولندا لمناقشة إعادة الإعمار، كما سيحضر الاجتماع رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا. وما يزال حجم الضرر غير واضح. أما  في إيطاليا فقد أغلقت الحكومة المدارس بعد موجة من الأمطار الغزيرة التي تعاني منها البلاد  ودعت المواطنين للبقاء في منازلهم.

التغير المناخي يحدث أسرع من توقعاتنا

تفيض السدود و تتكسر الجسور وتنقطع الكهرباء. يفقد الناس منازلهم وحيواناتهم الأليفة وحياتهم. أكد فريق بحثي يضم علماء للمناخ على مستوى الاتحاد الأوروبي أنه لولا الاحتباس الحراري العالمي لما كان الوضع ليصبح مأساوياً إلى هذا الحد. وتصف مجموعة الأبحاث ClimaMeter الممولة من الاتحاد الأوروبي أن الأمطار الغزيرة التي تشهدها أوروبا الآن استثنائية. وأن التغيرات المناخية الطبيعية وحدها لا تفسر ما يحدث الآن، لكن السبب الرئيسي في تغير المناخ من صنع الإنسان. ويتوقع تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ حدوث المزيد من فيضانات الأنهار في أوروبا الوسطى بسبب هطول الأمطار المتكرر بغزارة. ومع ارتفاع درجات الحرارة أكثر من 1.5 درجة مئوية فإن احتمال الفيضانات سيستمر في الارتفاع.

انطلاق مظاهرات المناخ غداً في مدن عديدة

تنطلق غداً مظاهرات المناخ في مدن عديدة في ألمانيا وحول العالم للمطالبة بحماية المناخ بشكل عادل اجتماعياً. ويعد يوم 20 سبتمبر/أيلول يوم الإضراب العالمي للمناخ. وسجّلت حوالي 114 مظاهرة للمناخ غداً في مدن مختلفة في ألمانيا بالتعاون مع حركة (Fridays for Future). ويطالب نشطاء حماية المناخ بالتخلص التدريجي من الفحم والنفط والغاز وتوقف أي مشروعات جديدة تعتمد على الوقود الأحفوري. يمكنكم معرفة مواعيد وزماكن انطلاق المظاهرات على الرابط التالي.