أظهر صعود حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD) قلقاً متزايداً بين المواطنين في ألمانيا. إذ يفكر عدد ليس بالقليل من الأشخاص ذوي الخلفيات المهاجرة في مغادرة البلاد نتيجة لذلك. هذا ما كشفته دراسة جديدة صادرة عن المركز الألماني لبحوث الاندماج والهجرة (DeZIM).
تحركات هجرة أكبر
تحت عنوان “الرفض والخوف وخطط الهجرة: الآثار الاجتماعية لصعود AfD”، تكشف الدراسة التي نشرها موقع “Deutschlandfunk” الإخباري أن حوالي 9.3٪ من الأشخاص ذوي الخلفيات المهاجرة يفكرون جدياً في مغادرة ألمانيا بسبب نجاحات حزب AfD. ويزداد هذا الشعور بشكل ملحوظ بين الأشخاص المنحدرين من منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، حيث تصل النسبة إلى حوالي 19٪. وتتوقع الدراسة أيضاً حدوث تحركات هجرة أكبر في حال تولى الحزب المتطرف الحكم في أي من الولايات الفيدرالية. إذ يخطط حوالي 12.5٪ من الأشخاص ذوي الخلفيات المهاجرة للانتقال إلى ولاية أخرى في هذه الحالة.
الألمان أيضاً يفكرون بالهجرة!
ووفقاً للدراسة، لا تقتصر أفكار الهجرة على الأشخاص ذوي الخلفيات المهاجرة فقط، بل تشمل أيضاً حوالي 12٪ من بقية المستطلعين الألمان الذين يفكرون في مغادرة البلاد. وتُظهِر نتائج الاستطلاع أن أغلبية واضحة تعتبر AfD معادٍ للديمقراطية (72.4٪)، وعنصري (80٪) ويميني متطرف (76.9٪). في حين يرى حوالي 71٪ من المشاركين أن الحزب ليس “كأي حزب آخر”. في المقابل، يقيّم مؤيدو AfD حزبهم على أنه أقل عداءً للديمقراطية (3.3٪) أو للعنصرية (5.2٪) أو للتطرف (3.9٪).
قلق من النتائج
وأعربت مديرة الدراسة سابرينا زاجاك من DeZIM عن قلقها البالغ من النتائج. محذرةً من أن هجرة الأفراد أو تجنب قدومهم إلى ألمانيا بسبب المخاوف من التمييز العنصري قد يؤدي إلى تفاقم مشكلة نقص العمالة. مما يشكل تهديداً للديمقراطية متعددة الثقافات ولثروات البلاد الاجتماعية والثقافية والسياسية. يجدر بالذكر أن الدراسة أجريت على حوالي 3.100 شخص في شهر مارس/آذار من هذا العام، أي قبل نجاحات AfD في الانتخابات الأوروبية وولايات سكسونيا وتورينغن.