في تصعيد جديد للأزمات الداخلية التي يواجهها حزب “البديل لأجل ألمانيا” (AfD)، اضطر النائب البرلماني في ولاية هيسن، ماكسيميليان موغر، إلى التنحي عن عدد من مناصبه الحزبية بعد انتشار مقطع فيديو له على منصة “تيك توك” يظهر فيه وهو يطلق النار من سلاح هجومي. أثار هذا الفيديو، الذي تضمن رسائل عنصرية ومعادية للهجرة، موجة من الانتقادات والجدل في الأوساط السياسية والإعلامية.
فيديو مثير للجدل
في مقطع الفيديو، يظهر موغر وهو يحمل سلاحًا هجوميًا ويطلق ثلاث طلقات، مرفقًا ذلك بشعارات تحض على حمل السلاح ومكافحة الهجرة. وقال موغر في الفيديو: “يجب علينا أن نكافح هذه الهجرة أخيرًا”، ملوحًا بشعار “أسلحة حرة لمواطنين أحرار”. الفيديو لم يستمر طويلاً على قناته في “تيك توك”. لكنه انتشر بسرعة وتمكن عدد من الصحفيين، بمن فيهم فريق من هيئة الإذاعة في ولاية هيسن (hr)، من الحصول على نسخة منه. وفي تعليقه على الفيديو، أكد موغر أنه صوّر الفيديو في ميدان للرماية في بولندا تحت إشراف مدرب. مشيرًا إلى أنه يعتزم أن يصبح رياضيًا في الرماية. وأضاف أن الفيديو كان مخصصًا للاستخدام الشخصي وأن نشره على “تيك توك” كان “عن طريق الخطأ”.
الحزب ينأى بنفسه
بعد الضغوط المتزايدة، أعلنت قيادة حزب “البديل لأجل ألمانيا” في ولاية هيسن أن موغر تنحى عن عدد من مناصبه الحزبية. حيث تخلى عن رئاسة الحزب في منطقة أوفنباخ، واستقال من رئاسة الفرع المحلي في نو إيزنبرغ. بالإضافة إلى منصبه كنائب رئيس منظمة الشباب البديل (JA)، وهي منظمة تصنفها هيئة حماية الدستور الألمانية كمنظمة يمينية متطرفة. وجاء في بيان مشترك أصدره رئيسا الحزب في الولاية، روبرت لامبرو وأندرياس ليشيرت، أن الحزب “ينأى بنفسه بشكل قاطع عن هذا الفيديو غير المقبول”، مؤكدين أن مثل هذه التصرفات لا تعكس قيم الحزب. وأشارا إلى أن قيادة الحزب ستناقش المزيد من الإجراءات العقابية ضد موغر في الأيام المقبلة.
ردود أفعال سياسية
الفيديو أثار استنكارًا واسعًا بين السياسيين من مختلف الأحزاب. إذ اعتبر السياسي من حزب الديمقراطيين الأحرار (FDP)، أوليفر شتيربوك، أن تصرف موغر “غير مقبول” بالنسبة لشخص يشغل منصبًا عامًا، ووصف استقالته الجزئية بأنها “إجراء صوري”، مطالبًا بتنحيه الكامل من البرلمان. من جانبه، انتقد لامبرو الفيديو فور ظهوره، واصفًا إياه بأنه “تجاوز للحدود”. ورغم أن لامبرو أشار في البداية إلى أن محتوى الفيديو يعكس “حقائق”، إلا أنه تراجع لاحقًا عن هذا التصريح.