ماذا نفعل إذا تعرضنا للتمييز بسبب الدين أو اللون أو الأصل؟ Foto: Eman Helal
24. يوليو 2024

ماذا نفعل إذا تعرضنا للتمييز بسبب الدين أو اللون أو الأصل؟

من شرفة في الطابق الخامس وسط شارع شتايندام، تجلس موظفات مشروع أميرة للاستمتاع باستراحة قصيرة. وذلك بعد قضاء ساعات لإنهاء الأعمال الورقية المتعلقة بشكاوى عملائهم. حيث يقدمون لهم خدمة المشورة والاستشارات القانونية في حالات التمييز بسبب خلفيتهم المهاجرة أو دينهم أو لون بشرتهم. فماذا تفعلون إذا تعرضتم إلى التمييز خلال بحثكم عن شقة أو فرصة عمل أو كنتم تريدون إنهاء بعض الأوراق لدى السلطات الحكومية أو إذا تعرضتم للعنصرية من قبل الشرطة؟ تقدم السيدة دينا مشربش بعض النصائح من خلال عملها مع المؤسسة وكيفية التواصل معهم.

أميرة لمحاربة التمييز والعنصرية

مشروع أميرة يقدم خدماته لأي شخص يعيش في مدينة هامبورغ تعرض للتمييز. يمكنكم التواصل مع العاملين عن طريق الإيميل أو بالهاتف. كذلك يمكنكم زيارة المكتب دون تحديد موعد أيام الخميس من الساعة التاسعة وحتى الحادية عشرة صباحاً في مبنى رقم 11 وسط شارع شتايندام. وتقدم أميرة المشورة بلغات عديدة منها اللغة العربية والتركية والفرنسية والإسبانية، والإنجليزية، كما يمكن الاستعانة بمترجمين.

العدالة لامراة محجبة في محكمة هامبورغ

أرادت السيدة ديلارا البالغة من العمر 52 عاماً التقدم إلى وظيفة للعمل في مطار هامبورغ. والتي عملت لعقود كأخصائية اجتماعية، لكنها أرادت تغيير مسيرتها المهنية، وبعد البحث قررت التقدم لوظيفة مساعد أمن طيران بمطار هامبورغ في مارس/ آذار 2023. فهي تسافر كثيراً وعندما مرت عبر مطارات كندا وبريطانيا لاحظت موظفات يرتدين الحجاب. لكن لم ترى ذلك مطلقاً في ألمانيا. فتقدمت بطلب للوظيفة أونلاين لدى شركة خاصة للأمن تعمل لدى مطار هامبورغ. ولم يكن هناك متطلبات للخبرة أكثر من عدم وجود سجل جنائي. تلقت إيميل من الشركة لإرسال السيرة الذاتية، لكن بعد ذلك رفض طلب التوظيف. أرادت السيدة ديلارا معرفة سبب الرفض فاتصلت عدة مرات بالشركة وحاول الموظف تبرير السبب بوجود فترات استراحة لم تعمل خلالها. لكنها أوضحت أنها قضت تلك الفترات خلال الدراسة والتدريب وأخبرها الموظف أنهم سيتواصلون معها مرة أخرى لكن لم يحدث ذلك. تواصلت بعدها مع مشروع أميرة للحصول على المشورة.

لا يجب تأجيل الشكوى

تلقت السيدة ديلارا الدعم القانوني من أميرة ورفعت دعوى قضائية أمام محكمة العمل في هامبورغ بتهمة التمييز. جادلت شركة الأمن بأن مساعدي أمن الطيران يجب أن يظهروا بشكل محايد وأشارت إلى الشرطة الاتحادية التي تعمل بالنيابة عنها وأن هناك حظر على الحجاب في مكان العمل. وفقاً للمحكمة لا يوجد مثل هذا الحظر، ولحسن الحظ كان هناك سابقة للشركة مع سيدة أخرى محجبة رفضت طلبها للتوظيف وكتبت الرفض بشكل واضح بسبب الحجاب. لذلك تمكنوا من الاستفادة من تلك الواقعة بالرغم أن السيدة نفسها لم تربح القضية. وكان السبب هو خطأ في الإجراءات حيث يجب الأخذ في الاعتبار الحد الزمني القصير الذي يجب فيه مواجهة الشركة بواقعة التمييز. وكذلك رفع الدعوى القضائية قبل انقضاء الوقت المُحدد. لذلك تنصح مؤسسة أميرة الأشخاص الذين يشعرون بالتعرض للتمييز أن يقوموا بتسجيل الشكوى فوراً حينما يشعرون بذلك. حكمت المحكمة للسيدة ديلادا بتعويض قدره قدره 3500 يورو لكن لا يتعين على الشركة تعيينها في الوظيفة.

_V8A0738-3
_V8A1219
_V8A1214
_V8A1232
_V8A1209
_V8A1253
_V8A1286-2
_V8A1195
previous arrow
next arrow

المشورة في حالات العنصرية ضد المسلمين

وفقاً للسيدة مشربش فإن العنصرية ضد المسلمين في السابق والآن للأسف تشكل نسبة كبيرة من طلبات الحصول على المشورة المقدمة لهم. إذ يأتي الكثير من الأشخاص المسلمين المُتضررين. وهناك تعاون بين المؤسسة ومساجد مختلفة حيث يوجدون داخل التجمعات من أجل التعريف بخدماتهم والوصول إلى جزء من الأشخاص المستهدفين الذين ليس لديهم معرفه بوجود مثل هذه الخدمة.

الرياضة لناس وناس!

تعاملت المؤسسة مع شكاوى مقدمة من ثلاث سيدات محجبات رفضت صالة للألعاب الرياضية السماح لهم بالتدرب. واستطاعت الصالة التسوية في إحدى الحالات قبل الذهاب للمحكمة وقبلت اشتراك السيدة بينما ذهبت الحالتان الأخريتان إلى المحكمة. وحكمت  المحكمة لهما بتعويض قدره 1000 يورو مع الإقرار بعدم تكرار صالة الألعاب الرياضية هذا النوع من التمييز وإلا ستغرّم مجدداً.

استعادة الحقوق مهما طال الزمن!

كان هناك أيضاً حالة لمعلمة تعمل في أحد مراكز الرعاية النهارية وقبل انتهاء إجازة الأمومة قررت ارتداء الحجاب فرفض المركز عودتها إلى العمل. وكانت الحجة المقدمة أن المركز يحاول الحفاظ على مفهوم الحياد. رفعت الدعوى القضائية بمحكمة العمل في هامبورغ والتي أقرت فيما بعد أن تنظر محكمة أعلى بالقضية، ثم انتقل الأمر إلى محكمة العدل الأوروبية في بروكسل. للأسف استمرت هذه القضية عدة سنوات، لكن في النهاية فازت السيدة وقرر مركز الرعاية النهارية إعادتها إلـى العمل.

نصيحة ثمينة لضحايا العنصرية

من ضمن الشكاوى التي تعاملت معها المؤسسة كانت لسيدة سمراء اتُهمت بإهانة الشرطة. تعرضت السيدة للإهانة من قبل سيدة ألمانية أكبر سناً أثناء ركوب الحافلة وحدث جدال فاستدعيت الشرطة. الدورية أخدت على الفور ادعاء السيدة الألمانية بجدية أكثر! فقالت السيدة السمراء لأفراد دورية الشرطة إنهم نازيون، وبالتالي حصلت على بلاغ بتهمة إهانة المسؤولين. أحياناً يستخدم المهاجرون في حماستهم هذا التعبير عند الشعور بالتعامل معهم بشكل غير عادل، وهذا يقلب موقف الضحية ويحولها إلى جاني.

صعوبة إدانة أفراد الشرطة بالعنصرية

لا تخضع السلطات والمدارس والشرطة إلى القانون العام للمساواة في المعاملة. مما يجعل من الصعب اتخاذ إجراءات قانونية ضد التمييز من قبل تلك الجهات أو الهيئات. فالصعوبة الأكبر هي التقدم بشكوى ضد الشرطة ويقوم بذلك عدد قليل لإيمانهم أن الإبلاغ لن يغير من الأمر شيء. بالرغم من أن الإحصائيات تُظهر تعرض عدد كبير جداً من الأشخاص لمعاملة عنصرية على يد أفراد الشرطة. وبالرغم من صعوبة الإبلاغ، ما يزال هناك أشخاص يتقدمون بطلب المساعدة من المؤسسة. خصوصًا هؤلاء الذين توقفهم الشرطة وتفحصهم بسبب لون بشرتهم أو أصولهم المهاجرة، باعتبار أنهم من المؤكد يحملون مخدرات أو شي من هذا القبيل! ويطلب منهم إظهار هوايتهم دون سبب كافٍ لذلك.

ويمكن أن تتطور مثل تلك المواقف سريعاً إلى العنف من قبل الشرطة في محاولة لإظهار سلطتهم، خصوصاً إذا قام الأشخاص “المشتبه فيهم” بوصف أفراد الشرطة بالعنصرية.