بعد أشهر عديدة من المفاوضات حصلت الصين على حق إدارة ما يقرب من ربع محطة حاويات هامبورغ. وافقت الحكومة الاتحادية على عقد صفقة مع شركة الشحن الصينية “Cosco” للمشاركة في محطة حاويات هامبورغ. يأتي ذلك بعد مفاوضات استمرت لعدة أشهر. يمكن لشركة “Cosco” الآن الاستحواذ على 24.9% من محطة حاويات هامبورغ في Tollerort. جاء ذلك خلال بيان أعلنته شركة ميناء هامبورغ والخدمات اللوجستية “HHLA” أمس الأربعاء ، حيث سيعلن عن عملية مراجعة الاستثمار بين الطرفين.
تحدث المستشار الألماني أولاف شولتز بشكل إيجابي لصالح عملية الاستحواذ بالرغم من وجود آراء معارضة بشكل قوي داخل الحكومة الاتحادية. وقد أعربت وزارة الخارجية و إدارات أخرى في بيان أصدرته في نهاية أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي عن مخاوف جدية بشأن قرار مجلس الوزراء. حيث ترى أن الاستحواذ يوسع بشكل غير مناسب التأثير الإستراتيجي للصين على البنية التحتية للنقل في ألمانيا و أوروبا ، كما يزيد من اعتمادية ألمانيا على الصين.
الصين الشريك التجاري الأكبر لميناء هامبورغ
وفقاً لشركة “HHLA” فإن الصين تُعد حالياً أكبر شريك تجاري لألمانيا وميناء هامبورغ. حيث تأتي حوالي 30% من البضائع التي يتم التعامل معها من الصين أو تذهب إليه. تُمنح الشركة الصينية بموجب هذه الاتفاقية حق التوظيف كذلك تقوي أهمية هامبورغ الوطنية والدولية كموقع لوجستي. تعتمد حوالي 1.35 مليون وظيفة في ألمانيا على ميناء هامبورغ. أرادت شركة “Cosco” في بداية المفاوضات الاستحواذ على 35% من محطة حاويات هامبورغ. أدى ذلك لنشوب نزاع سياسي حاد داخل الحكومة الاتحادية حول السماح للصين بالتواجد داخل الميناء. في أكتوبر الماضي قرر مجلس الوزراء ما يسمى بالحظر الجزئي والذي يسمح بالاستحواذ على أقل من 25% من أسهم الشركة الصينية.
ترحيب سياسيي هامبورغ بالقرار
أعربت ميلاني ليونارد عضو مجلس الشيوخ عن الاقتصاد في هامبورغ عن ارتياحها من الموافقة على الصفقة مع الشركة الصينية. كما يرى ديرك كينشيرف – زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديموقراطي “SPD” في برلمان هامبورغ – أن إبرام الصفقة يُعد إشارة مهمة لميناء هامبورغ وللتوظيف هناك. أما دينيس ترينج– رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي “CDU” في هامبورغ – فيرى أنها فرصة لتطوير ميناء هامبورغ بشكل أكثر ، لكن من المهم ضمان الاحتفاظ بهده المشاركة دون زيادة تأثير الصينيين في ميناء هامبورغ.