- خلال ندوة أُقيمت على هامش فاعليات “أيام المنفى”، ناقش الحضور قضية الإبادة الجماعية ضد مسلمي الروهينجا. “أيام المنفى في هامبورغ” هو حدث يقام كل عامين كمبادرة من مؤسسة Körber Stiftung. أُقيمت الندوة في قاعة النصب التذكاري للقديس نيكولاي، والذي تعرضت للقصف الجوي خلال الحرب العالمية الثانية. خلال ساعتين ناقش ثلاثة من الضيوف من ميانمار تلك القضية ونزوح حوالي مليون من مسلمي الروهينجا إلى بنجلاديش، والذين يعيشون الآن في مخيم “Cox’s Baza”، أحد أكبر مخيمات اللاجئين على مستوى العالم. حاول الحضور تقديم تجربتهم الشخصية التي عايشوها مع عائلاتهم للهروب من القتل خلال عملية هجرة جماعية لم يشهدها العالم منذ الإبادة الجماعية في روندا عام 1994. ضمت المنصة أيضاً ممثلاً عن أقلية “Karen people” الذي جاء من هولندا للمشاركة في عرض قضية الحرب ضد الأقليات التي تشهدها ميانمار منذ سنوات.
يقيم في ألمانيا 36 لاجئ فقط من مسلمي الروهينجا
حاولت الطبيبة أمبيا برفين رئيس مجلس الروهينجا الأوروبي إعطاء الحضور بعض المعلومات عن الإبادة الجماعية ضد مسلمي الروهينجا. تعمل برفين طبيبة أطفال بمشفى في Scleswig-Holstein، والتي انتقلت للإقامة في ألمانيا منذ سنوات طويلة. عند سؤالها عن عدد اللاجئين الروهينجا الذين حصلوا على دعم من الحكومة الألمانية فكانت إجابتها صادمة بعض الشيء. يوجد في ألمانيا 36 شخص فقط حصلوا على حق اللجوء حيث دخلوا إلى ألمانيا بجوازات سفر يحملونها من دول أخرى مثل بنجلاديش ثم تقدموا بطلب اللجوء. المتحدثون انتقدوا عدم تلقي مسلمي الروهينجا دعماً سياسياً أو إنسانياً مثلما حدث مع الأوكران منذ أن بدأت الحرب الروسية الأوكرانية العام الماضي. قامت الطبيبة بثلاث زيارات إلى مخيم اللاجئين الروهينجا في بنجلاديش لتقديم الدعم الطبي، وتحدثت عن الكارثة الإنسانية التي يتعرضون إليها حيث يعيشون وسط ظروف غير بشرية دون مصدر للمياه النظيفة أو الرعاية الصحية والتعليمية. ما يقرب من نصف اللاجئين المقيمين بالمخيم هم أطفال فروا بمفردهم بعد أن شاهدوا أباءهم وأقاربهم يتعرضون للقتل.
القضية سقطت من أجندة الإعلام الدولي
في شهر أغسطس/ آب المقبل، سيكون قد مر 6 سنوات على فرار مسلمي الروهينجا من ماينمار. جاء ذلك بعد حملة عسكرية مكثفة قامت بها الشرطة عام 2017 بحجة مكافحة الإرهاب، حيث هاجمت قرى الروهينجا وقتلت الكثيرين، كما تعرضت النساء والمراهقات للاغتصاب. خلال الندوة عرض فيلم قصير يُظهر منازل الروهينجا وقد نشبت بها الحرائق ومئات الآلاف من الأشخاص خلال عملية النزوح إلـى بنجلادش. قالت برفين: “الإعلام لم يعد يتحدث مطلقاً عن هذه الكارثة الإنسانية منذ عام 2020 بسبب جائحة كورونا وتلتها الحرب الروسية الأوكرانية. نحن نحاول مجدداً إحياء القضية من خلال إيجاد منصات إعلامية للألمان والأوروبيين عما يحدث في المخيمات”.
يُعد الناشط السياسي نيكي دياموند من ضمن القلائل الذين فروا من ماينمار واستطاعوا الحصول على فرصة للإقامة في ألمانيا. حصل الشاب على منحة من “DAAD” عام 2021 حيث يدرس الدكتوراه في جامعة konstanz. عرض دياموند قصة هروبه مع زوجته وطفليه من ماينمار وكيف استهدفته الحكومة بسبب تأسيسه لمنظمة حقوقية ترصد انتهاكات الحكومة. كان والداه لا يزالان يقيمان في ماينمار، وقد حُرما من حق العلاج والتسجيل في المشفى بسبب عمل ابنهما الحقوقي، حيث توفي والده بعد إصابته بالكورونا ثم لحقته والدته!