لا يخفى على أحد منّا ارتباط كثير من الجمعيات الخيريّة والمنظّمات بموجات اللجوء التي تعيشها ألمانيا منذ عدّة سنوات. والجهد الكبير الذي تقدّمه أغلبها يبدو واضحاً للعيان. وعلى اختلاف النشاطات التي تساعد العائلات الجديدة القادمة وكثرتها إلّا أن الكثير منّا مازال يجهل وجود هذه المنظّمات.
لكنّ جمعية Stadtteilprojekt Sonnenland e.V. التي تأسست منذ عام 1969. والتي تدعم بحبّ أثبتت أنها قادرة على الاستمرار وتقديم يد العون للناس بلا حدود. فالجمعية غير الربحية تأسست على يد بعض الطلاب في Sonnenland بهامبورغ. ويديرون منذ ذلك الحين مركزاً مجتمعياً يسمّى”Joachim Herz Stiftung”.
مشروع NEMS
لدى الجمعية مشروع جديد منذ شباط العام الماضي يقوم على مساعدة العائلات التي تتحدّث لغات مختلفة ومن خلفيات مهاجرة وعائلات وصلت حديثاً. تموّله وزارة العمل والصحة والشؤون الاجتماعية، الأسرة والاندماج ومؤسسة يواكيم هرتس. وفق ما قالته جيسكا فاشبورن، منسّقة المشروع: “يأتينا سنوياً مبلغ محدد، ولكنّه لا يكفي لجميع المشاريع التي نعمل عليها لذلك نلجأ إلى مؤسسات وجهات أخرى للمساعدة في تمويلنا. ونبحث عن ممولين لديهم الرغبة في مساعدتنا ودعمنا”.
ماذا يقدّم المشروع؟ ومن يستهدف؟
لا تقتصر مساعدة العائلات على تجاوز عقبات اللغة وإرشادهم وإنما يسعى المشروع إلى بناء مجتمع يقوم على شبكة علاقات اجتماعية. هذا ما تؤكّد عليه المرشدة جول مولتلوسي، التي تعمل كـ Elternlotsin بالمشروع وتقدّم المساعدة باللغتين التركية والألمانية. كما أن المشروع يولي النساء مساعدة خاصّة في جميع المجالات. “نقدم مساعدة خاصة للنساء ولدينا مراكز اتصال نلجأ لها مثل LÂLE وهي جمعية خاصة للنساء اللواتي يتعرّضن للعنف. نرافقهن ونساعدهن ونوجههن إلى مراكز الاتصال المناسبة لهنّ”.
نشاطات بأوجه متعدّدة!
تقول شيماء إسماعيل المسؤولة عن مكتب Sonnenland والتي تقدّم الترجمة باللغتين العربية والألمانية وإحدى السيدات الفاعلات ضمن الفريق إن هذا المشروع يفتح باب المساعدة للعائلات في كلّ جوانب الحياة. وأن القادمين الجدد الذين يجهلون قوانين البلد الجديد. وكيفية التعامل مع الدوائر الرسميّة بالإضافة إلى عقبة اللغة الجديدة تجعلهم عرضةً للاحتيال. وهنا يبدو دور المشروع مهمّاً جدّاً بحسب شيماء. “في العطل لدينا نشاطات كالرحلات ومجموعات لقضاء وقت ممتع في الرقص والرياضة والرسم. كما نجتمع مع العائلات ثالث سبت من كل شهر في Eltern Caffè الذي يكون مفتوحاً لكل العائلات، حيث نتشارك وجبة الفطور ونقوم بنشاطات كاحتفال الكرنفال، والرسم على الوجه ومسابقات وألعاب وهدايا أحياناً”.
وهناك عروض جديدة دائماً للمساعدة في توفير أشياء مكلفة مادياً وتحتاجها العائلات. “هناك عرض جديد للأطفال والسيدات وهو قص الشعر والتجميل بالإضافة إلى جلسات مسّاج لمن يحتاجون إليها ومنهم الحوامل والأطفال”.
جوانب تعليمية
لا تقتصر العروض التي تقدّمها الجمعية على الجانب الترفيهي فحسب، بل تتعدّاه إلى جوانب تعليمية كتقديم المساعدة للأطفال في دروسهم بعد المدرسة. وكورسات لغة للسيدات من المرحلة الأولى وحتى B2. وكما تؤكّد شيماء “نحن موجودون يوم الجمعة من أجل الأهالي، وكذلك لدينا يوم الإثنين في مدرسة Eltern schule في Mümmelmannsberg لنقدم نفس المساعدات والنصح وهذا الأمر متاح بعدّة لغات منها اللغة العربية والتركية والفارسية والإنكليزية أيضاً”. “كما يوجد جلسات محادثة باللغة الألمانية وهي ليست للسيدات فقط وإنما لكل من يرغب بتقوية لغته تتضمّن وجبة فطور. كما تتضمّن تقديم مساعدة في ملء استمارة أو ملء بيانات لعقود أو مساعدة في الترجمة لأي جهة رسمية كانت”.
أهداف اجتماعية وتبادل خبرات
وتشرح شيماء أن المساعدة تتضمن أيضاً الزيارة للبيت أو عبر اتصال هاتفي لمن لا يستطيع القدوم إليهم. وفي حال عدم توفر مساعدة بسبب اللغة يحاولون توفير مكان يقدم مساعدة بلغتهم. “لكن هذه المشكلة لم تواجهنا حتى الآن”.
وتؤكّد مولتلوسي الأمر نفسه، فهم يعملون مع جهات تختص بالجانب الاجتماعي والنفسي مثل AWO وgemeindezentrum أو غيرها ويتشاركون معهم في مساعدة الناس الذين يحتاجون إلى مساعدة. “وكذلك نتبادل الخبرات لنقدم أكبر وأفضل مساعدة ممكنة لهم وهو عمل جماعي رائع ولدينا مجموعة تابعة لـ Gemeindezentrum تساعد في بناء علاقات عبر مجموعات طبخ من ثقافات وبيئات متنوعة ومختلفة لبناء ثقافة أكل وهذا أيضاً مشروع نعمل عليه وهو جمع أناس من ثقافات متنوعة للعمل والتعرف إلى بعضهم البعض”.
“المشروع رائع لأنه نابع من تجارب أناس سابقين يمنحونه لمن يحتاج إليها لمساعدتهم ودعمهم. نحن هنا للمساعدة وأنا شخصياً استفدت كثيراً من المشروع فنحن لا نقدّم المساعدة فقط وإنما نتعلّم أيضاً كثيراً هنا”.
في الختام
تمنّت شيماء في ختام الحديث “أن يتوسّع المشروع ويكون معروفاً للجميع. لأن كثيراً منهم يواجهون مشاكل في الترجمة ومعرفة شؤون البلد وقوانينها ونحن نساعدهم ونقدّم لهم خدمات الترجمة مجاناً بكل حب ويكفينا أن نرى السعادة على وجوههم فهي هدفنا. مشروعنا موجود في هامبورغ كلها تقريباً وفي برلين أيضاً وللأسف كثير من العائلات لا يعرفون ذلك”.
تفاصيل طرق التواصل والعروض تجدونها هنا