Foto: Milad Atfeh
28. فبراير 2023

المساعدات الألمانية لضحايا الزلزال.. تقاعس حكومي وسط تعاطف شعبي!

الكارثة حلّت وما تزال أصداؤها تأخذ بعداً أكبر مع كل ّ هزّة ارتداديّة تحدث هناك. وأمام التخبّط الدوليّ على مستوى الحكومات يرتفع مستوى التعاطف على المستوى الشعبيّ وتنشط الجمعيّات الأهلية محاولة سدّ العجز.

لا يبدو الوضع معقّداً حين يتعلّق الأمر بتركيا. فالحكومة هناك تحاول القيام بما يترتّب عليها وقد يكون الخوف من الفشل بالانتخابات القادمة دافعاً إضافياً لبذل الجهد. في حين تقف الحكومات عاجزة أمام حلّ المشكلة على الجانب السوريّ. الذي تبدو حكومته مستمرّة في تعاليها وتعنّتها. وما يزيد من تعقيد المشكلة أنّ المجتمع الدوليّ نفسه الذي يدّعي عدم شرعية الحكومة السورية يصرّ على أن تأخذ المساعدات مجرىً يمرّ من تحت إبط الرئيس الأسد. الذي لا يعترف أصلاً بالسوريين في الشمال السوري. فهم شقّوا عصا الطاعة وعلى نفسها جنت براقش!

لكنّ ذلك لم يمنع الناس والجمعيات من القيام بمبادرات تسعى لوصول المساعدات لمن يستحقّون ومن يحتاجون. وبينما قامت الجمعيات بجمع التبرعات الماديّة والعينيّة لكلّ من تركيا وسوريا، فإن الجمعية الألمانية السورية الحرّة ومسرح كامب ناغل بالإضافة إلى جمعيات أخرى خصّوا السوريين وأكّدوا على إرسال ما يجمعونه لهم.

من يرعى نشاط جمع التبرّعات؟

عائشة الصالح مديرة الجمعية الألمانية السورية الحرّة تحدّثت عن أن الجمعية إغاثية وتهتمّ بجمع وتقديم مساعدات إغاثية لسوريا وتطالب بحقوق السوريين في داخل سوريا وخارجها. “نحن نعمل بشكل تطوّعي بدون أجر، والدعم الذي يأتينا من رابطة جمعيات “Deutsch-Syrischer Hilfsvereine” دعم للعمل العام والأموال التي نستطيع إرسالها إلى سوريا هي تبرعات حصرية من أناس يحبون سوريا ويحبون عملنا”.

في حين تحدّث أنس عابورة الذي يقود حملة تبرّعات في كامب ناغل أن النشاط التطوّعي نشاط دعا له المجتمع المدني السوري المتواجد في هامبورغ. “نقوم بالإجراءات عن طريق شبكة معارفنا من الجمعيات والناشطين في هذا المجال، ويؤمّن مسرح كامب ناغل الغطاء القانوني ويدعم النشاط بالتعاون مع عدة جهات رسمية ومتخصّصة بالمساعدات Der Hafen hilft.e.V وHanseatic Hilfe.e.V ومنظمات أخرى”.

الصعوبات التي تواجه جمع التبرّعات؟

بينما أكّدت الصالح على أن الصعوبات لطالما تعلّقت. “بالإعلام الألماني الذي يركّز على أن الثورة السورية هي حرب أهلية وهي ليست هتافاً من أجل الحرية”. أما الآن فالصعوبة تكمن في أن تركيا تتعرّض لنفس الأزمة وهذا يزيد من صعوبة الأمر. وأن “الحكومة الألمانية تضيّع وقتاً عندما تريد العمل مع الهلال الأحمر والأمم المتحدة رغم معرفتها بأن المساعدات لا تصل للناس التي تحتاجها. وهذا ما يجب أن نوضحه لهم كلّ مرة”.

هذا التأخير برأي الصالح تسبّب بخسارة أرواح كان يمكن إنقاذها. “أنا أرى أن الدولة الألمانية لا ترغب بالمساعدة وإنما هي تضيّع الوقت بإصرارها على البحث عن شريك مناسب للحوار. بينما يعيش السوريون ظروفاً صعبة وخاصّة في الشمال السوري بسبب الدمار وما يرافقه من برد وقلّة الغذاء والماء”.

لكنّ الصعوبات، كما يقول عابورة، تتعلّق أيضاً بقضايا لوجستية ترتبط بتأمين تكاليف مواد الفرز والتعليب وتجهيز المواد للشحن إلى جانب تأمين شاحنات لنقل المواد.

وعلينا ألّا نغفل مسألة أخرى وهي أن بعض الألبسة والمستلزمات التي وصلت لم تكن مناسبة. كما وضّح عابورة: “رغم أن الكثير قدّموا تبرّعات جيّدة ولهم جزيل الشكر. إلا أنه وصلتنا أشياء قذرة وحالتها سيئة كما وصلتنا أشياء مناسبة لحفلات وسهرات، ألبسة داخلية مستعملة وقذرة، بكيني. وهذا مفاجئ حقّاً. فالفكرة أن هناك خلل في الفهم عند بعض الناس، فالضحايا بحاجة مساعدة لمقاومة الجو البارد وليس لألبسة تناسب الحفلات”.

ما هو دور الحكومة الألمانية.. وإلى أيّ مدىً يتفاعل الألمان؟

يقول أنس عابورة: “حتى الآن لم تتواصل معنا أي جهة حكومية على العكس نحن من نسعى للتواصل معهم سواء على مستوى الحكومة المحلية بهامبورغ أو المركزية لنطلب الدعم اللوجستي كتأمين مواد، الدعم مادي أو الدعم السياسي للمساعدة في الحصول على تصاريح تسمح لنا بإدخال المواد المستعملة إلى سوريا”. لكنّ ما يثير تفاؤل عابورة هو التفاعل الألماني على المستوى الشعبي. فالكثير من الأشخاص أو الجهات قدّموا مساعدات عينية ومالية وساعدوا في عمليات الفرز.

كيف ستصل المساعدات إلى السوريين؟

وليزداد الأمر صعوبة تضع تركيا عقبات أخرى منها ألا تسمح للألبسة واللوازم المستعملة بالمرور. ووفقاً لـ عابورة: “يسعى مسرح كامب ناغل للحصول على تصريح خاص من قبل السفارة التركية في هامبورغ. لتعامَل المواد على أنها “مواد شحن ترانزيت بحيث تختم الشاحنات على الحدود التركية بالشمع الأحمر وعندما تقطع الحدود التركية تفرّغ في شاحنات أخرى على الحدود السورية”.

بينما تعمل الجمعية الألمانية السورية الحرّة وفقاً للشروط التركية وهذا ما سهّل وصول الدفعة الأولى من الشاحنات إلى الأراضي التركية ومن ثمّ إلى معبر باب الهوى حيث ستنقل المساعدات إلى شاحنات أخرى وتدخل الأراضي السورية إلى جمعية بيت رحمة التي ستتولّى أمر توزيعها.

“الجمعية التي سندعمها أيضاً في سوريا هي الخوذ البيضاء، وستصلهم معدّات بشكل مباشر منها أدوات وأجهزة كمولّدة كهرباء وعدة إطفاء حرائق ومقصّات للحديد وغيرها قدمتها منطقة Ahrtal التي حصل فيها الطوفان. فهم من يعملون على الأرض وهم من أنقذوا الناس”.

ما زالت الطريق طويلة!

إن ما يحدث في سوريا لم ينتهِ بعد فالطريق مازالت طويلة. وهو ما أكّد عليه كلّ من عائشة الصالح وأنس عابورة اللذين يتمنّيان أن تستمرّ المساعدات إنني أتمنى أن تستمرّ المساعدات. فالناس في سوريا تحتاج إلى من يقف معهم كما تقول الصالح: “هم بحاجة لنا فالمساعدات هناك تقتصر على من يعيش هنا ويرسل لأهله ومعارفه”.

أما عابورة فيؤكّد على أن: “أي دعم مهم أي مساهمة سواء كانت مادية أو معنوية مهمة جداً فنحن مررنا بمرحلة أولى لكننا نخطّط لمرحلة ثانية وثالثة لأن الكارثة كبيرة وبحاجة لدعم كبير”.

Foto: Milad Atfeh

الصور من نشاطات كامب ناغل لجمع التبرّعات

88
111
99
22
77
33
44
11
previous arrow
next arrow
s