قام أستاذ التخطيط الحضري بجامعة كاسل، شتيفان ريتيش، مع فريق من العلماء من مختلف التخصصات، بإعداد دراسة حاولوا من خلالها تقديم تصور عن التغييرات التي ستحدث في مدينة هامبورغ في عام 2030، وسيتم نشر التقرير النهائي لهذه الدراسة في شهر مارس/آذار. وقال شتيفان ريتيش: “إن التغيير في هامبورغ سيكون مختلفاً بشكل كبير عن السابق، وستتركز التغيرات في HafenCity، كما سيتم الاستفادة من بعض الأماكن التي لم تعد مستخدمة في السكك الحديدية، ومرافق الميناء، وتوفير مساحات شاغرة جديدة بطرق مختلفة، لبناء مكاتب ومطاعم ومباني سكنية جديدة”.
الحياة الرقمية ستكون هي السائدة خلال السنوات القادمة!
توقعت الدراسة أيضاً أن تحدث الكثير من التغيرات الرقمية، إذ ستكون الرقمنة بديلاً للكثير من المجالات في هامبورغ، ومنها مجال السينما، والذي من المتوقع أن تحل خدمات البث مثل Netflix & Co محل دور السينما، كما سيؤدي الاعتماد على المعاملات المصرفية الإلكترونية إلى إغلاق العديد من فروع البنوك، لينخفض عدد المصارف والبنوك من 330 الى 190 بحلول 2030.
وسيقلص التسوق عبر الإنترنت من عدد متاجر الملابس والإكسسوارات، والتي يبلغ عددها حاليا حوالي 2700 متجراً، تشغل مساحة تقدر 850 ألف متر مربع. وتتوقع الدراسة أن يوفر إغلاق هذه المتاجر مساحة تقدر ب80 ألف متر مربع.
ووجدت الدراسة أنه من بين ما يقرب من 30 متجرًا تبلغ مساحتها أكثر من 3000 متر مربع، هناك 4 متاجر على الأقل غير ضرورية، ومن ضمنها متاجر من C&A أو Sport-Scheck أو Woolworth.
التغييرات في مجال النقل والمواصلات
توقع القائمون على الدراسة أن تشمل التغييرات في هامبورغ، قطاع النقل والمواصلات. إذ ستزداد أعداد السيارات الكهربائية، الأمر الذي سيؤدي إلى الاستغناء عن 10 % من حوالي 160 موقف سيارات متعدد الطوابق، وتوفير مساحة 70 هكتارًا، لبناء شقق ومكاتب، وسيقل عدد السيارات التي تعمل بالبترول، مما سيتسبب بإغلاق حوالي 90 محطة بنزين من إجمالي 270 محطة.
عدد أقل من الكنائس والمقابر
يبلغ عدد الكنائس حاليا في هامبورغ 300 كنيسة، و210 دور اجتماعات، لكن عدد زوار هذه الكنائس ودخلها المادي يتقلص سنوياً. وبحسب الدراسة فإن كنسية واحدة من بين 8 كنائس لن يكون هناك حاجة لها عام2030. ولذا أعد الباحثون قائمة بالكنائس التي يجب الحفاظ عليها، والكنائس التي سيتم بيعها وإعادة استخدام أماكنها في مشاريع مختلفة. وعلى سبيل المثال بدأت Trinitatisquartier إنشاء شقق مكان كنيسة St. Trinitate في منطقة ألتونا. كما يرى الباحثون أن تغير ثقافة الدفن، ستسهم في توفير حوالي 450 هكتاراً من مناطق المقابر المخصصة في المدينة.
هامبورغ بحاجة لرؤية لـ 20 عام قادم
قال المدير السابق لمعهد هامبورغ للاقتصاد الدولي، رئيس مركز السياسة الأوروبية حالياً، البروفيسور هينينج فوبيل: “إنه يجب العمل بعد الإنتخابات القادمة على تطوير رؤية لمدينة هامبورغ تمتد لحوالي 20 او 30 عاماً. واستغلال إمكانيات المدينة بشكل أكبر، بالإضافة إلى العمل على تقريب المسافات بين المناطق الصناعية والسكنية، لتسهيل تنقل الناس بين العمل والسكن خلال وقت قصير، باستخدام وسائل النقل المختلفة”.