Foto: Eman Helal
1. فبراير 2023

هل يمكن لأطفالكم تعلم اللغة العربية بالمدارس الألمانية؟

سعيد رزق هو أب لطفلين، صحفي و كاتب من مدينة إيسين. عندما بدأت ابنته عامها الأول بالمدرسة العام الماضي، لم تكن اللغة العربية مادة تدرس ضمن المنهج الدراسي. لكن منذ الأسبوع الماضي بدأت الصغيرة أولى حصص اللغة العربية في مدرستها، فماذا تغير خلال نصف عام؟

أهمية تعلم اللغة الأم!

ولد سعيد ونشأ في ألمانيا، لكن لديه جذور من لبنان لذلك يتحدث اللغة العربية أيضاً بجانب الألمانية. يقول: أعلم أنه من الصعب إتقان اللغة الأم، فأنا أتحدث الألمانية أفضل من اللغة العربية”. يريد سعيد تمكين ابنته من النشأة كطفلة ثنائية اللغة، لتتقن اللغتين الألمانية والعربية بنفس المستوى. قبل بدء العام الدراسي في أغسطس العام الماضي بدأ سعيد بالبحث فيما إذا كانت اللغة العربية تدرّس بمدرسة ابنته. ناقش المتطلبات التي يجب استيفاؤها لتحقيق ذلك. أجرى محادثات مع إدارة المدرسة وإدارة التعليم في إيسين. قام بالبحث بشكل عام على الإنترنت واكتشف إمكانية ذلك قانونياً.

ينص القسم 10 (1) من قانون المشاركة والاندماج بولاية شمال الراين NRW- على اعتراف الدولة بالتعددية اللغوية باعتبارها إمكانات مهمة للتنمية الثقافية والعلمية والاقتصادية. كذلك لتعزيز تكافؤ الفرص في التعليم. يتوفر حالياً بالمقاطعة 29 لغة ضمن دروس اللغة الأم “Herkunftssprachenunterricht”. شارك العام الماضي حوالي 100 ألف طالب جديد في تلك الفصول بالمقاطعة. يبدو الرقم كبيراً لكنه يمثل فقط 10% من الطلاب الذين لديهم أصول مهاجرة والذي يبلغ عددهم مليون طالب.

وعي العائلات بوجود تلك الفصول

خلال بحث سعيد عن الموضوع وجد نصاً قانونياً يقول: في حالة وجود 15 طفلاً بالمرحلة الابتدائية أو 18 طفلاً في المرحلة الثانوية، يحق لهم مطالبة إدارة المدرسة بتوفير فصل تعليمي للغة الأم. وقف الأب أمام مدرسة ابنته لمدة أسبوع كامل في بداية العام الدراسي وتحدث مع أولياء الأمور بشكل مباشر. أبدى الأهالي اهتمامهم وأبلغوا آخرين للتواصل حتى جمع في النهاية موافقة 30 من الآباء. هذا يعني ضعف العدد المطلوب لفتح فصل للغة العربية وسُلّمت الموافقات لإدارة المدرسة. استغرق الأمر تقريباً نصف عام حتى أحالت المدرسة الموضوع لإدارة التعليم بمدينة إيسن ووجدت هي الأخرى مدرساً للغة العربية. يقول سعيد: المشكلة بشكل عام أن العديد من الآباء غير مدركين تماماً لهذا الحق القانوني، كما أن المدارس ليست ملزمة بإبلاغ أولياء الأمور. لذلك نادراً ما يفعلون ذلك طواعية.

فرص تعلم اللغة العربية بين الماضي والآن

كانت المساجد لوقت طويل المكان الوحيد المتاح للعائلات العربية لتعليم أطفالهم اللغة العربية والدين الإسلامي. لكن في السنوات القليلة الماضية بدأت بعض المدارس الخاصة أو مشروعات بمجهودات فردية تقديم فصول للغة العربية في المدن الكبرى مثل هامبورغ وبرلين. لاقت تلك التجارب إقبالاً من العائلات خصوصاً ممن لم يكونوا مرحبين بالمزج بين تعلم اللغة العربية والدين.

تقول هيفاء عطفه إن ابنتها التحقت بدروس اللغة العربية في مدرسة Stadtteilschule Stübenhofer Weg فيلهيلمسبيرج- هامبورغ، قبل أزمة كورونا. كانت تلقت رسالة إلكترونية عن عرض تقدمه المدرسة لإتاحة فصل للغة العربية كلغة ثالثة مرة واحدة أسبوعيًا لمدة ساعتين للأطفال خارج أوقات دوام المدرسة. المعلمة كانت معتمدة من وزارة التعليم و تدرس منهجاً معتمداً أيضاً، لكن منذ بدء وباء كورونا توقفت الحصص. وجدت عطفه حلاً بديلاً من خلال إلحاق ابنتها بدروس اللغة العربية التي تقدمها جمعية المرأة السورية الألمانية، ضمن برنامج للأطفال Kinder Club مرة واحدة في الأسبوع بشكل مجاني. يتعلم الأطفال اللغة عن طريق اللعب وقراءة القصص والرسم، كما يقومون سوياً بأنشطة مثل الذهاب إلى السينما والمسرح.

خلال نظرة سريعة على موقع Hamburg.de عند البحث عن دروس اللغة الأم (HSU) ، يظهر مقال عن زيادة العروض المقدمة في المدارس للغات الأجنبية. كما يعلن عن بدء أولى امتحانات أبيتور باللغات العربية والفارسية والإيطالية. يظهر المقال أن ما يقرب من نصف أطفال المدارس في هامبورغ من أصول مهاجرة. ويؤكد على أحقية تلقي الأطفال دروساً بلغتهم الأم في أي مدرسة إذا رغب عدد كافٍ من الطلاب بذلك.