Foto: Sebastian Stenzel/dpa
12. نوفمبر 2022

كأس العالم 2022 في قطر بين المطرقة والسندان!

أيامٌ معدودة، وتنطلق صافرة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر، لتعلن تحقيق حلمٍ انتظره الملايين، وبداية حدثٍ لطالما شغل العالم على مدى عقدٍ من الزمن! لكن ما هي الظروف التي أحاطت ولا تزال قيام هذا الحدث؟

إشكاليات قائمة وسيل متعاظم من الانتقادات!

لا يخفى على أحد ما أثاره البعض من مواضيع إشكالية تتعلق بمناخ البلد الحار، وتقاليد مجتمعها المحافظ، وحقوق العمال المهاجرين، وحقوق المثليين، إلى حد امتناعهم عن حضور المباريات، بل ومنع نقلها عبر شاشاتهم! وأمام السيل المتعاظم من الانتقادات الموجهة من قبل وسائل الإعلام، وبعض المنظّمات غير الحكومية والجهات السياسية، وجدت قطر نفسها أمام تحدٍ كبير لدحض الاتّهامات الموجّهة إليها، فقامت بالرد مذكّرةً بأنّها أجرت في السنوات الأخيرة جهوداً حثيثة لإصلاح قوانينها.

وهذا ما تم تأكيده على لسان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” جاني إنفانتينو بمؤتمر صحفي عندما قال: “كل شيء في قطر جاهز للمونديال الأفضل في التاريخ”.

تحرك ألماني سريع لإنقاذ الموقف!

في لقاءٍ تلفزيوني، قالت وزيرة الداخلية الاتحادية نانسي فيزر منتقدةً استضافة قطر لمونديال 2022: “من الأفضل عدم منح شرف تنظيم البطولات لمثل هكذا دول”! هذا التصريح أثار موجة من الانتقادات واستدعت قطر السفير الألماني بالدوحة لتسليمه مذكرة احتجاج.

لاحقًا تراجعت فيزر عن تصريحها وذهبت برفقة وفد ألماني لزيارة الدوحة، وقالت إنه من المهمّ دعم قطر في إصلاحاتها الحاسمة للمستقبل، وأنها قرّرت دعم هذا المسار والذهاب لحضور المباراة الأولى لألمانيا التي تخوضها أمام اليابان. وأضافت الوزيرة الاتحادية: “سندعم أيضاً الإصلاحات في قطر بعد كأس العالم، حتّى يستمرّ تحسّن الواقع اليومي للعمّال المهاجرين وأوضاع حقوق الإنسان”.

وأكدت فيزر بالقول: “أعطاني رئيس الوزراء القطري ضماناً أمنياً، فمن حق كلّ الناس أن يكونوا آمنين في المونديال، بغضّ النظر عن المكان الذي جاؤوا منه، وعمّن يحبّونه، وعمّا يؤمنون به، يجب أن يشعر كلّ مشجّع بالحرية وبقدرته على التنقّل بأمان”.

خبير شؤون السياسة الخارجية في البرلمان الألماني، يورغن هارت، أوصى بتأجيل الحديث عن قضايا حقوق الإنسان المثيرة للجدل مع قطر إلى ما بعد كأس العالم، حيث قال  في تصريحات لمجلة ZDF، ولقناتها الثانية بالتلفزيون الألماني: “أعتقد أنه من الأفضل لنا احترام مشاعر الفخر لدى القطريين باستضافة هذه الألعاب، وأن نؤجل المواجهة لتغيير وضع حقوق الإنسان بعد الانتهاء منها”. لقراءة التصريح كاملاً اضغط هنا.

 اختلاف الرأي، هل يفسد للودّ قضية؟

في استطلاعٍ لرأي مجموعة من الناس في برلين حول هذا الموضوع، كان لا بد من التباين والاختلاف، فعند سؤالي السيد فريديمان، مدرب في نادٍ لليافعين بمنطقة شونيبيرغ، أجاب: “نعم، لقد تم الحديث كثيراً حول هذا الموضوع، وكما تعلمين، هناك من يدعو إلى التماشي مع قوانين الدولة المضيفة، لكنني شخصياً لا أثق بمعاملتها للضيوف، فهناك ما تم توثيقه فيها من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان أثناء تشييد الملاعب، إضافةً إلى تخوّف الكثيرين من السفر إليها بسبب تقييد حرياتهم الشخصية”.

أما محمد.ص من سوريا، فقد كان له رأي آخر، إذ قال: “مللنا من ازدواجية المعايير، فلماذا سيذهبون للمشاركة في المونديال ما داموا يريدون مقاطعته؟، لقد كان وزير الخارجية السابق زيغمار غابرييل محقاً عندما انتقد (الغطرسة الألمانية) تجاه قطر! أنا شخصياً، أعشق الرياضة، وأملك مطعماً صغيراً في حي شبانداو، وعلى استعداد تام لنقل جميع مباريات مونديال قطر، من أجل دعم جهود هذا البلد العربي المميز”.

الرد على رسالة FIFA الأخيرة

بعد توجيه جاني إنفانتينو رسالة مفادها: “من فضلكم، دعونا نركّز على كرة القدم الآن”، استجاب الاتحاد الألماني لكرة القدم لهذه الرسالة، إلى جانب الاتحادات الوطنية الأوروبية من بلجيكا والدنمارك وإنجلترا وهولندا والنرويج والبرتغال والسويد وسويسرا وويلز، وأصدروا بياناً نشره موقع dfb الإخباري، يصرحون من خلاله بالتزامهم التنوع والتسامح ودعم حقوق الإنسان، واعترافهم بالجهود والتطور الكبير الذي أحرزته دولة قطر. لقراءة البيان كاملاً، اضغط هنا

على أية حال، يتوقع كثيرون أن يكون هذا المونديال ناجحاً حافلاً بالمفاجآت، وأنه سيبقى خالداً في ذاكرة الملايين مهما حاول البعض أن يضعه بين المطرقة والسندان!

  • إعداد وتقرير: خلود فاخرة