تعاني العديد من النساء آلام جسمانية شديدة لمرة واحدة شهرياً! بالنسبة للمرأة، أصبحت الدورة الشهرية عبئاً مألوفاً، رغم الكثير من التقلبات التي ترافقها، كتغير المزاج والشعور بعدم الراحة، بالإضافة للأوجاع بمختلف أنحاء الجسم. “المرض النسائي الطبيعي”، أو الدورة الشهرية المرافقة للنساء شهرياً، يُقلّل من شأنها في كثير من الأحيان، رغم صعوبتها وآلامها الشديدة المرافقة، إذ أنها أحيانا تؤثر على القوة الجسدية للمرأة. وفي بعض الحالات لاتستطيع النساء العمل على الاطلاق.
انتباذ بطانة الرحم مرض نسائي تصاحبه آلام شديدة
مدير عيادة أمراض النساء في المستشفى الجامعي بمدينة فرانكفورت، سفين بيكر، قال إنه يجب على النساء أن لا تتقبلن معاناتهن على أنها أمر طبيعي، فربما يكمن وراء تلك الآلام مرض نسائي يسمى ب (انتباذ بطانة الرحم). لذلك يجب أن تعرف كل امرأة عن هذا المرض وتذهب مباشرة لدكتور مختص للعلاج بأسرع وقت.
برامج توعية صحية عامة
ولتوعية النساء عن مثل هذه الأمراض، هناك العديد من البرامج والمحاضرات التوعوية لتعميق المعرفة الصحية العامة. ومن أهم البرامج الحالية، برنامج “المنتدى الصحي” بالمستشفى الجامعي في فرانكفورت، الذي يتضمن العديد من المحاضرات لأطباء الأمراض النسائية للتوعية حول هذا المرض. ووفقاً لبيكر، يجب عدم إهمال المرض، فذلك يؤدي لأضرار جسيمة، ويجب معرفة أعراضه لمعالجته فوراً.
أعراض المرض
أول أعراض المرض هو نزيف مؤلم خلال الدورة الشهرية. إذا ترك الأمر على هذا النحو دون مراجعة الطبيب لعدة سنوات، ينتشر الألم وتبدأ الأعراض قبل النزيف، وتتطور التصاقات لحمية دائمة، ويمكن أن يستمر الألم لفترات طويلة.
ماهو السبب وراء هذا المرض؟
مصدر الألم هو الزوائد التي توجد غالباً خارج الرحم. هناك أنسجة تشابه بطانة الرحم أثناء الدورة الشهرية من حيث الثخانة والنزيف، لكن هذه الأنسجة تنحبس داخل الجسم. وقد تتهيج الأنسجة المحيطة بها لتؤدي بالنهاية لظهور زوائد ندبية سميكة والتصاقات، وقال د. بيكر، واصفاً العواقب: “إذا حدث هذا دون رادع لسنوات، فقد يؤدي إلى ضرر كبير”.
يمكن أن يظهر الانتباذ البطاني الرحمي غير الأصلي في أي مكان بالجسم، ولكن في 90% من الحالات يستقر بالقرب من الرحم، وغالباً عند المبايض. وإذا لم يتم اكتشافه، يمكن أن يكون سبباً للعقم.
مرض الانتباذ البطاني الرحمي وآثاره
يرى د. بيكر أن العلم لم يجد بعد إجابة مقنعة عن سبب حدوث هذه الزيادة بالأنسجة. وغالباً ما يكون القضاء عليها جراحياً أكثر صعوبة من السيطرة على آثارها المؤلمة. يمكن لوسائل منع الحمل التي تنظم الدورة الشهرية، أن تؤدي بالفعل للاشتباه بالإصابة بمرض الانتباذ البطاني الرحمي. ويمكن التأكد من احتمال وجود هذا المرض، عن طريق تنظير البطن، أي إجراء عملية تحت التخدير العام في عيادة متخصصة.
النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي تواجهن صعوبات في الإنجاب، وهناك خوف من العواقب طويلة المدى! ويوضح د. بيكر، أن التدخل الجراحي يمكن أن يكون خياراً جيداً.
Photo by Anthony Tran on Unsplash