Foto: Eman Helal
1. نوفمبر 2022

كيف نفهم العنصرية!

(كيف نفهم العنصية؟)هذا كان عنوان ورشة العمل التى أقامتها جمعية MLeben المغربية لمدة يومين بمدينة دوسلدورف. صابرينا رحيمي أخصائية اجتماعية ومدربة في مجال النقد العنصري سافرت من هانوفر إلى دوسلدورف لتقديم الورشة.

منطقة أوبيربيلك أو كما تعرف باسم الحي المغاربي لا تبعد كثيراً عن محطة القطار الرئيسية في دوسلدورف. بمجرد دخول المنطقة تشعر كأنك صرت في قلب المغرب. مقاهي عربية للرجال فقط ومطاعم كتب عليها باللغة العربية. محلات الملابس، الديكور والسلع الغذائية التي تملأ المنطقة وتأتي ببضائعها من المغرب. حتى الجلباب المغربي المميز يرتديه رجال كبار السن ويميز المنطقة.

نصائح للتعامل مع المواقف العنصرية

شرحت رحيمي، مدربة التمكين، للحضور الفرق بين أنواع العنصرية المباشرة وغير المباشرة وأعطت نصائح لكيفية التعامل معها. شارك بعض الحضور تجاربهم مع العنصرية وكيف يمكن للبعض عدم استيعاب أو فهم الموقف العنصري عندما يتعرضون له بشكل غير مباشر لصعوبة إثباته. وكيف يمكن أن يشكك الشخص بنفسه ويعتقد أنه يتحسس سريعاً، لكن عند مشاركة التجربة في دوائر مهاجرين أخرين يدرك أنه لم يتحسس ولكنه تعرض إلى موقف عنصري. تحدثت رحيمي عن خطورة العنصرية غير المباشرة ووصفتها أنها عنصرية مؤسسية. هذ النوع من العنصرية يتعرض له أبناء المهاجرين داخل المدارس أو الأطفال الألمان الذين لا يحملون أسماء ألمانية أو بشرتهم ليست بيضاء. يحدث ذلك أيضاً عند البحث عن وظيفة أو شقة أو التفتيش من قبل الشرطة بدون سبب.

أكدت على أهمية تدوين الموقف كتابة لأن ألمانيا دولة يقوم نظامها على التدوين وكتابة كل شيئ بالتواريخ والشرح التفصيلي لما يحدث حتى يمكن استخدامه لاحقاً إذا رغب الشخص في التقدم بشكوى. عام 2006 صدر قانون AGG بألمانيا ضد العنصرية. ويهدف القانون إلى محاربة التمييز على أساس العرق أو النوع أو الدين أو العمر أو الإعاقة أو الهوية الجنسية. تحدثت أيضاً عن أهمية التدخل لتقديم المساعدة والدعم لأي شخص يتعرض لموقف عنصري مباشرة أمامنا في المواصلات العامة أو الشارع أو خلال التسوق.

المجتمع المغربي النشط في دوسلدورف

ترجع أحد أسباب تركز الكثير من المغاربة في مدينة دوسلدورف إلى وجود القنصلية المغربية هناك. نبيل كيساني، هو أحد مؤسسي جمعية MLeben. هاجر كيساني إلى ألمانيا للدراسة منذ سنوات طويلة ويعمل حالياً في مكتب اليوجند أمت بالمدينة. إلمامه باللغات العربية والفرنسية بجانب الألمانية ساعده في العمل مع عائلات عربية وأفريقية. منذ أن انتقل للدراسة بالجامعة في ألمانيا وقد كان مهتماً بتنظيم الأنشطة الاجتماعية داخل المجتمع المغربي. أسس قناته على يوتيوب والتي يجري فيها حوارات مع الكفاءات من أبناء الجالية المغربية بألمانيا، ولديه أكثر من 25 ألف متابع.

تأسست الجمعية خريف العام الماضي 2021 ويرأس إدارتها نبيل كيساني وسميرة ركراك. تضم الجمعية حوالى 16 عضواً، ويركز مشروعها الأول على الديموقراطية. كيف تعد مدينة دوسلدورف متعددة الثقافات وتجارب المهاجرين مع العنصرية خلال السنوات الأخيرة. تقول ركراك التي ولدت في Düren ونشأت في Huchem إنها ابنة لعائلة مهاجرة، حيث جاء والدها عام 1964 إلى ألمانيا. وقد تربت في قرية صغيرة عانت خلالها من العنصرية كثيراً. عملت سميرة على تقديم المشورة للمهاجرين والمساعدة في الترجمة والأمور الرسمية. كذلك تنظيم فعاليات وأنشطة لمساعدتهم على المشاركة في الحياة اليومية.

وجهة نظر المشاركين في الورشة

نزهة أصداد شاركت في الورشة، والتي انتقلت إلى ألمانيا للدراسة عام 2009 ثم بدأت العمل كمهندسة مبيعات. أكدت أصداد أن تجربة المشاركة كانت مفيدة. فالتعرف على أنواع العنصرية وكيفية التصرف في بعض المواقف أهم ما تم مناقشته بالورشة. التركيز على أهمية التدخل إذا حدث موقف عنصري أمامنا، وألا نكون سلبيين. وقالت: “عندما بدأت رحيمي بإعطاء أمثلة للعنصرية من حياتنا اليومية، تذكرت مباشرة كثيراً من المواقف التي حدثت لأشخاص أمامي”.

شاركت شابة أخرى من الحضور تجربة شخصية لإحدى صديقاتها، والتي درست القانون وتخرجت بدرجات عالية لكنها لم تستطع العمل كمحامية. صديقتها التى ترتدي الحجاب قدمت على 125 فرصة عمل ولم تحصل على أي رد منهم. خلال إحدى المقابلات سُئلت إذا ما كان شخص آخر كتب لها رسالة الدكتوراه!