Image by mohamed Hassan from Pixabay
19. أكتوبر 2022

الزواج عبر السوشيال ميديا.. سلاح ذو حدين!

توفر وسائل التواصل الاجتماعي الجهد والوقت للشباب الباحثين عن الاستقرار العاطفي (الخطبة والزواج) في بلاد الغربة. وهذا ما يضيف لها ميزة الانتشار، إلا أن عدد من الشباب غير مقتنعين بهذه الطريقة؟ فهي تعد بالنسبة لهم مضيعة للوقت! كونها لا تقدم صورة حقيقية لشريك الحياة..

لاتسمن ولا تغني من جوع!

محمد ممدوح، لاجئ سوري مقيم في ألمانيا، تعّرفَ على فتاة من الجزائر بواسطة فيسبوك ثم خطبها، إلا أنه بعد عام تقريباً لم يكتب لهذه العلاقة النجاح وانفصلا عن بعضهما أوضح قائلاً: “بالنسبة لي التعارف عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي طريقة غير ناجحة خاصة في ما يتعلق بموضوع البحث عن زوجة، بحيث لا يتمكن الطرفان من التعرف على بعضهما البعض بشكل أفضل، فالصداقة العامة شيء، وأن يختار المرء زوجته شيء آخر، فمن الصعب اختيار فتاة من مكان مختلف، حيث لا يتسنى للشاب معرفة الفتاة بشكل دقيق أو التعرفّ على عائلتها إلا من خلال محيطها الاجتماعي، وهذا الأمر محال في حال كان الطرفان يسكنان في بلدين مختلفين”.

حاول ممدوح إعادة المحاولة والبحث عن زوجة بير وسائل التواصل، إلا أنه لم يوفق مرة ثانية وأكد بالقول: “حسبت في المرة الأولى أن اختلاف البيئة والعادات، هما العاملان اللذان شكلا حجر عثرة أمام استمرار علاقتنا، حيث أني تعرفت على فتاة سورية تسكن في سويسرا، فتقدمت لخطبتها وبعد أن التقيت بها اكتشفت أنها لا تناسبني، وما زاد الطين بلة أن أباها طلب مني ترك عملي في ألمانيا والانتقال إلى سويسرا مع أن الاتفاق كان غير ذلك! ما اضطرّني لفسخ الخطبة لوجود خلافات جذرية بيننا, فكانت نتيجة التعارف على السوشيال بالنسبة لي خسارة كبيرة للجهد والمال جراء تكاليف السفر وحفلة الخطوبة والشبكة”.

وسيلة ناجعة

علي العران لاجئ سوري مقيم في ألمانيا استطاع عن طريق برنامج (TWOO) من التعرف على امرأة ألمانية وتزوجها خلال فترةٍ وجيزةٍ يقول: “من خلال تجربتي الشخصية وجدت مبتغاي في التطبيق المذكور، حيث توفر وسائل التواصل الاجتماعي عدد هائل من احتمالات التعارف على النساء اللواتي يبحثن عن الاستقرار العاطفي، حيث تعرض السوشيال ميديا على المرء خيارات عديدة للنسوة كالصور الشخصية والسير الذاتية والمستوى الثقافي والاجتماعي..، وهذا ما يحتاجه الشاب فيستطيع من خلال هذه المعلومات التعرف على الفتاة بشكل جيد قبل أن يلتقي فيها ويرتبطا”.

وأضاف: “تمكنتُ من خلال قراءة السيرة الذاتية لزوجتي من التعرف على أشياء كثيرة عنها، أيقنت فيما بعد أنها المرأة التي تناسبني أكثر من غيرها، فالسعادة والتوافق حصيلة علاقتنا الزوجية التي مضى عليها قرابة الأربع سنوات”.

فترة أطول وسعادة أكثر

المعالجة السلوكية ميرفت عطايا ترى أن الزواج عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي هو افراز طبيعي للمجتمعات ويواكب التطور والانفتاح الحاصل في كل مجالات المجتمع، فوفقاً لبحث أعدته جامعة شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 2005 و2012، أكثر من ثلث الزيجات تمت عبر الانترنت، كما جاء في موقع (يو شيكاغو نيوز) عام 2013 بقلم الكاتب وليام هارم أن الزواج عن طريق السوشيال يتمتع بفترة أطول وسعادة أكثر.

وأشارت عطايا إلى أن الجدية في نية الزواج والصدق والشفافية بتبادل المعلومات والصور مع أهمية التوافق الفكري والاجتماعي والثقافي, يجعل احتمالية نجاح العلاقة أكبر.

حاجة ملحة

بحسب عطايا يلجأ السوريون في المهجر إلى وسائل التواصل لقلة الخيارات المتاحة وصعوبة إيجاد شريك الحياة في البلد الجديد، نظراً لقلة عدد الشباب أو الفتيات من نفس الخلفية الدينية والثقافة المجتمعية في البلد الذي يعيشون فيه، ما اضطرهم لاستخدام السوشيال ميديا للتواصل لايجاد الشريك المناسب؟ لأن فرص التعارف أكبر.

سلاح ذو حدين

توضح المعالجة السلوكية أن السوشيال ميديا لها إيجابيات وسلبيات. فمن إيجابياتها، تقدم السوشيال خدمات جليلة للشباب والشابات بشكل عام، وتساهم بالقضاء على العنوسة وتسهل عملية التواصل، وتسعى لإيجاد الشريك المناسب، ويكون تقييم الشريك من الشريك نفسه وليس من غيره كالأم، فما يعجب الشابة أو الشاب ويحبانه، مختلف عن مقومات الشكل في نظرة الأم مثلاً.

أما سلبياتها تعد منها كثرة الخيارات المفتوحة في مواقع الزواج الإلكترونية، فمنهم من يتواصل مع أكثر من شريك محتمل في نفس الوقت, مما يجعله يميل إلى التردد والخوف من اتخاذ قرار جاد، (فيقول/ تقول: لم التسرع وماذا لو وجدت شخص أفضل؟).

كما تفتقر مواقع التواصل إلى الجلوس والتحدث مع الشريك وجها لوجه الذي يولد مشاعر إيجابية تساهم بنجاح العلاقة، وما يزيد الطين بلة التكلفة العالية للسفر لمقابلة الشريك والتي غالباً ما تتم في بلد آخر! (تكلفة سفر الشاب وخطيبته واقامتهما لفترة معينة). والبعض يستخدم السوشيال للتسلية وتمضية الوقت والبعض الآخر يزيف الحقائق، ما يتسبب في صدمة عاطفية للطرف الجاد والصادق في العلاقة عندما يكتشف الحقيقة! ومنهم من يرسم صورة للآخر في خياله بالشكل والشخصية التي يتمناها أو يعتقدها خلال الحديث وربما ينصدم بالواقع عند اللقاء!

في النهاية ربما يمكن القول إن الزواج عبر الانترنت يحتمل النجاح أو الفشل كما هو الحال في الزواج التقليدي..