أظهرت وثائق مسربة، حصول مساجد في برلين على مبالغ ضخمة أرسلتها جمعيات خيرية قطرية مقرها الدوحة. وبحسب الفريق الاستقصائي لـمجموعة ARD الإعلامية، تضمنت الوثائق طلبات دعم مالي وخطابات شكر وجداول حسابات.
الملايين لجمعيات في برلين
إحدى جمعيات برلين والمعروفة بـ IZDB (مركز التبادل الثقافي للحوار والتعليم) كانت المستفيد الأكبر من الهبات المالية القطرية، إذ يعتقد أنها حصلت على نحو 6 ملايين يورو بين الأعوام من 2012 إلى 2016. لكن الوثائق لا تثبت أن جمعية IZDB استلمت فعلًا النقود، ولا يوجد معلومات ما إذا كانت الأموال قد صُرفت بالفعل أم لا، ولم يُجب البنك المسؤول عن التحويل ولا جمعية قطر الخيرية عن مصير المبلغ.
كما تحتوي الوثائق أيضًا على إشارات لجمعيات المساجد في هامبورغ وبيليفيلد وبون وإيسن، وفرانكفورت (ماين) وأوفنباخ وهايدلبيرغ وأولم وميونيخ. لكن بالنسبة لجميع الجمعيات، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الأموال قد تدفقت إليهم بالفعل من قطر أم لا.
سياسة برلين
مسجد أخر يقع في حي نويكولن والمعروف “بمسجد دار السلام” وإمام هذا الجامع الشيخ محمد طه صبري يعد من أهم الشخصيات المسلمة في العاصمة ولديه أفضل العلاقات مع ساسة الولاية. صبري حصل عام 2015 على وسام الاستحقاق من عمدة برلين السابق ميشائيل مولر. عام 2017 سُؤل صبري ما إذا تلقى دعماً خارجياً كتبرعات عبر مانحين فكانت إجابته واضحة: “لا”.
شكر وامتنان
في مقطع فيديو أنتجته مؤسسة قطر الخيرية، يظهر الشيخ أحمد حمادي، ممثل قطر الخيرية يزور الشيخ صبري بمركز الاجتماع الواقع في نويكولن. صبري عبر عن شكره بحرارة للمتبرعين بالتسجيل المصور قائلاً: ” الحمد لله تم شراء هذا المسجد عام 2007 حيث أغلب التكاليف غطاها أهل قطر”. حاول فريق ARD التواصل مع الشيخ صبري لإجراء مقابلة حول الموضوع، لكنهم لم يستطيعوا الوصل إليه حتى عبر الهاتف، كما تركت مؤسسة قطر الخيرية طلب المقابلة دون رد.
استراتيجيات وبحث
ربما يمكن القول إن جماعة الإخوان المسلمين هي أكبر منظمة إسلامية نشطة عالمياً. وأهم علمائها الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي، والمقيم في الدوحة منذ سنوات. وبما أن جماعة الإخوان المسلمين هي جمعية سرية دولية. فلا يكاد أحد في ألمانيا ملتزم بها، لكن في بعض الأحيان توجد نقاط اتصال مع أحد علماء الإخوان المسلمين في بعض المراكز الإسلامية البرلينية. وبحسب تقييم لمكتب حماية الدستور، فإن مركز IZDB وممتلكاته الموجودة في برلين ـ فيدينغ، ينتمون بالأساس لـ British Europe Trust. ففي 19 ديسمبر عام 2012 دُفع أربعة ملايين يورو لبناء مصنع متعدد الطوابق. ووفقاً لتقرير البرلمان البريطاني عام 2020 فإن مالك المصنع هو الأمانة الأوروبية لجماعة الإخوان المسلمين.
مراقبة مكتب حماية الدستور
ليس بالضرورة أن تكون جمعية IZDB منتمية أو تابعة لمنظمة الإخوان المسلمين. ولكن في ديسمبر عام 2021، دعت الجمعية ممثلين دينيين إسلاميين لاجتماع تنظمه، وكان منهم علي القره داغي من قطر، الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين. وبحسب خبراء، يُعتبر اتحاد علماء المسلمين تجمع مقرب من تنظيم الإخوان المسلمين. وخلال الأعوام من 2014 حتى عام 2016، ذكر مكتب برلين لحماية الدستور في تقريره أن جمعيتا NBS – IZDB لديهما مؤشرات تربطهما بأنصار الإخوان المسلمين.
وعلى هذا الأساس نجح المكتب الوطني للإحصاء برفع دعوى قضائية ضدهما اعتمادًا على هذه المؤشرات. وقالت المحكمة في قرارها عان 2018 بشأن جمعية IZDB: “لا نستبعد إمكانية مراقبة الجمعية من قبل مكتب حماية الدستور”. الجمعيات وقتها علقت على تصريح المحكمة بالقول إنها تحترم القانون الأساسي وتهتم بالحوار.
وزير الخارجية القطري يؤكد احترام اللوائح الألمانية
وكان وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قال في مقابلة حصرية مع Kontraste وZEIT: “ليس لدي أي فكرة عن مساجد الإخوان المسلمين في أي بلد أو مدينة أوروبية”.وأكد أن الجمعيات الخيرية والمؤسسات القطرية تدعم مشاريع “لا تستند إلى أيديولوجية الناس في تلك الدول أو تلك المؤسسات التي تدعمها”. وشدد الوزير القطري على أن جمعيات قطر الخيرية ومؤسساتها تمتثل بشكل كامل للحكومات، وتحترم اللوائح في ألمانيا.