مع اقتراب فصل الشتاء يزداد التوتر في ألمانيا التي تشعر بالتهديد بمجال الطاقة. يناقش الائتلاف الحاكم إطالة عمر محطات الطاقة النووية، بما في ذلك الابتعاد عن القاعدة الصارمة “لا” في ظل هذه الظروف! فما هو الدور الذي تلعبه الطاقة النووية وما هي الضوابط والقوانين حول استخدامها؟
ما هو موقف الحكومة من تمديد العمل بمحطات الطاقة النووية؟
في وقت مبكر من شهر مارس، قامت وزارة الشؤون الاقتصادية ووزارة البيئة (الخضر) بفحص تمديد محطات الطاقة النووية. وتوصلوا إلى أن تمديد فترات التشغيل يمكن أن يساهم فقط بشكل محدود للغاية في حل المشكلة. وهذا بتكاليف اقتصادية عالية للغاية وذلك باستخدام تقنية عالية المخاطر. لكن هناك اختلاف بمواقف الائتلاف الحاكم. فقد دعا الديمقراطي الحر بشكل أكثر وضوحاً لاستخدام الطاقة النووية على المدى الطويل، في حين عارض الحزب الاشتراكي الديمقراطي الأمر برمته وسعى للوصول إلى نقاش حول الأمر.
ما هو الدور الذي تلعبه الطاقة النووية في ألمانيا؟
من المفترض إغلاق آخر ثلاث محطات للطاقة النووية في ألمانيا بحلول نهاية العام الجاري. ما تزال 3 مفاعلات قيد التشغيل: Isar 2 في بافاريا، ومحطة Emsland للطاقة النووية بولاية سكسونيا السفلى، وNeckarwestheim 2 في بادن فورتمبيرغ. وهناك حوالي 6% من الكهرباء في ألمانيا تُولد عن طريق الطاقة النووية، وذلك خلال الربع الأول لهذا العام. مؤيدو إطالة عمر المحطات النووية يؤكدون أن هذا من شأنه توليد كهرباء أكثر من المولدة باستخدام الغاز. من ناحية أخرى، يشير المعارضون إلى أن محطات الطاقة النووية توفر الكهرباء فقط وليس الحرارة، وبالتالي لا يمكنها أن تحل محل إمدادات الغاز المفقودة.
هل يمكن استبدال الغاز بالطاقة النووية؟
بعيدًا قليلاً عن كلا الجانبين، اعتمادًا على الأمر الواقع حالياً، يتم توليد 13% من الكهرباء الألمانية من محطات الطاقة الغازية و6% من الطاقة النووية. إذا لم تعد الطاقة النووية متوفرة بنهاية العام، فسيتعين توليد الكهرباء عبر مصادر طاقة أخرى. وذلك باستخدام الفحم أو الغاز أو الطاقات المتجددة. في حين إذا سُمح لمحطات الطاقة النووية بالعمل لفترة أطول، فلن يتعين استبدال هذه النسبة من الكهرباء.
لذلك، طالما أن الطاقات المتجددة لا يمكن أن تغطي كل شيء، فلن تضطر ألمانيا إلى التحول لإنتاج الفحم الضار بالمناخ بنسبة 6% على الأقل. ما لا يمكن أن ينجح هو استبدال المزيد من الغاز بالطاقة النووية أكثر من ذي قبل. لأن محطات الطاقة النووية الثلاث يمكنها فقط توفير نفس القدر من الكهرباء كما كانت من قبل، ولكن ليس أكثر. كما أن هناك جدلًا حول مقدار الكهرباء التي ستوفرها محطات الطاقة النووية فعليًا إذا استمرت بالعمل. لأن هذا يعتمد على مقدار الطاقة التي يمكن أن تولدها قضبان الوقود المتبقية ومتى يمكن شراء قضبان وقود جديدة.
من أين يأتي اليورانيوم؟
بحسب مكتب الإحصاء الأوروبي يوروستات، فإن أكبر الدول المصدرة لليورانيوم إلى ألمانيا عام 2020 كانت كندا بنسبة 62% وهولندا بنسبة 38%. لا يعلم المعهد الاتحادي لعلوم الأرض والموارد الطبيعية حاليًا بأي شحنات مباشرة لليورانيوم من روسيا إلى ألمانيا. ومع ذلك، فإن حوالي 20% من اليورانيوم المستخدم بالاتحاد الأوروبي يأتي من روسيا! وكالة توريد يوراتوم (ESA) هذا الرقم في عام 2020.
كما يأتي أكثر من 19% من اليورانيوم إلى الاتحاد الأوروبي من كازاخستان حليفة روسيا. أي ما مجموعه 40% تقريبا يأتي من روسيا وتوابعها. منظمات بيئية مثل BUND انتقدت في ما يعرف بـ “أطلس اليورانيوم” أن اليورانيوم من روسيا وكازاخستان تمت معالجته أيضًا في ألمانيا عبر دول أوروبية أخرى وبالتالي هناك اعتماد على روسيا!