Foto: Eman Helal
17. مايو 2022

منتدى صحافة المنفى.. محاولات التكيّف وبرامج الدعم!

للمرة الرابعة استضافت Körber Stiftung منتدى إعلام المنفى في هامبورغ على مدى يومين. كان التركيز في اليوم الأول على قضية أمن الصحفيين الذين أُجبروا على ترك بلادهم، والتحديّات وبرامج الدعم. كما تناولت موضوعات أخرى كتطوير حرية الصحافة والإعلام في أوروبا والأمن الرقمي والتعامل مع برامج التجسّس.

ولم ينسَ المنظّمون أن يسلّطوا الضوء على الأحداث الجارية، فكان للصحافة الروسية والأوكرانية نصيب من الاهتمام. بالإضافة إلى التركيز على وضع الصحافة في القارّة الإفريقية. بينما كان اليوم الثاني موجّهاً للإعلاميين الموجودين في المنفى، والذين لم تتجاوز أعمارهم 35 عاماً.

تنظيم بعد العودة للحياة الطبيعية!

أُقيم المنتدى في صالة Design Offices Hammerbrook حيث يبدأ التنظيم منذ لحظة دخولنا عبر الباب، فكلُّ شيء معدٌّ مسبقاً وبشكلٍ منظّم ومدروس، والكلُّ مستعدٌّ لتقديم أي استشارة أو مساعدة لا تخلو من الودّ. وهو ما كنا نحتاجه بعد الانقطاع الطويل الذي تسببت به جائحة كورونا، والذي جعلنا نتسمّر طويلاً أمام شاشاتنا الصغيرة.

قصصٌ ومحاولات للتكيّف والنجاح..

على مدار اليوم قدّم العديد من الصحفيين والإعلاميين شهادات حيّة حول تجاربهم ومعاناتهم والضغوط التي تعرّضوا لها في بلادهم، والأسباب التي دفعتهم للخروج قسراً. لكنّهم حملوا قضيتهم معهم وبقي هاجس الحقيقة التي لطالما أرعبت الأنظمة الدكتاتورية توجّه خطواتهم وتذيّل الصعوبات أمامهم.

ليس من الصعب التكهّن بمدى المعاناة التي تصل في كثير من الأحيان إلى الأذى الجسديّ عدا عن الأذى النفسيّ! فخلال اليوم توالت الجلسات والمناقشات التي دارت حول حياة الصحفيين في المنفى بعد فرارهم من بلدانهم سواء بسبب الحروب أو الأنظمة، ومنهم الصحفيّ الروسي إيفان كولباكوف مؤسس موقع ميدوزا الإخباري، الذي تحدّث عن تجربته في إنشاء موقع إخباريّ مستقلّ حاول من خلاله تغيير صورة الإعلام الزائفة والمنحازة إلى نظام بوتين في روسيا، ما أدى إلى وقوف النظام وأذرعه في وجهه مستخدمين التهمة الجاهزة التي تناسب كلّ الأنظمة القمعية “إعلام أجنبيّ عميل” والذي أدى إلى حجب الموقع في روسيا. لكن ذلك لم يمنعه من الاستمرار والمحاولة، من خارج روسيا هذه المرّة.

الأزمة الأوكرانية كانت حاضرة بقوّة..

لم تغب الأزمة الأوكرانية كما كان متوقّعاً؛ حيث ورد ذكرها في معرِض حديث أغلب الإعلاميين المشاركين! كما خُصّصت لها فقرة تحدّثت فيها الصحفية الأوكرانية روكسانا باناتشوك من مجلة كاتابولت عن اضطرارها إلى الخروج من أوكرانيا في حين بقي زوجها ورفاقها في عدة مدّن أوكرانية لتغطية أحداث احتلال روسيا لبلدها. وجهها المتعب وحركات يديها المنهمكتين في توضيح ما يعجز اللسان عن وصفه عبّروا عمّا تقاسيه، بينما لم تكن تعليقات بعض الحضور الذين أكّد بعضّهم على تعاطفه الشديد مع محنة بلادها، في حين كانت سبباً في تذكّر محنة عاشها البعض.

الغوص العميق لحماية الفضاء الرقمي!

حماية أمن الصحفيين الذين يلجؤون إلى أوروبا كانت إحدى أهمّ أركان جلسات المنتدى، وخُصّصت لها جلسة حوار شارك فيها ضيوف من منظمة “مراسلون بلا حدود” ومن وزارة الخارجية. بالإضافة إلى جلسات الغوص العميق التي أعطت للصحفيين والإعلاميين فكرة عن طرق حماية فضائهم الرقمي من التهكير والمراقبة كما قدّمت نصائح عن الطرق الآمنة للتواصل مع مصادرهم في مناطق النزاع الساخنة.

الختام مع واقع الصحافة في القارة الإفريقية..

رغم التعب والإرهاق الذي نال منّا بعد يوم طويل وحافل بالمعلومات والقصص المؤثّرة، إلّا أن الجلسة الأخيرة التي ضمّت كلّاً من الصحفيَين عبدالله أحمد مؤمن من الصومال، وفتحي عثمان من أريتيرية كانت كفيلة باستعادة تركيزنا. فالأحداث والوقائع التي سردها كلّ منهما أعادت إلى أغلبنا ذكريات مؤلمة وفتحت أمامنا باب المقارنة الواسع، فنحن لسنا وحدنا.. ثمّة صحفيون وشعوب تعاني مثلنا لا من ظلم الاحتلال الخارجي فحسب، بل من جور أنظمة مستبدّة قادرة على خنق صوت الحقيقة وتغييبها بعدّة وسائل منها السجن أو الاغتيال!

أجواء المنتدى بالصور

_V8A5153
_V8A5138
_V8A4492
_V8A4521
_V8A5133
_V8A4565
_V8A4866
previous arrow
next arrow
Foto: Eman Helal