تقيم إدارة الجالية اليمنية في ولايتي شليسفيغ هوليشتاين وهامبورغ وتحديداً مدينة كيل، حفلًا سنوياً بمناسبة عيد الفطر. ليجمع شمل اليمنيين ويخلق نوعاً من الألفة والتعايش الأسري الذي كانوا يعيشونه في موطنهم الأصلي! فعوضاً عن زيارات الأرحام والأصدقاء، وطقوس “المَقِيل”، وروائح البخور، واستماع أغاني العيد التي اعتادونها، تقوم إدارة الجالية بتوفير أجواء أسرية لهم وجمعهم كأسرة واحدة في بلاد المهجر!
حضور من كل الجنسيات
عدي الجَمالي أحد أعضاء هيئة إدارة الجالية والمؤسسين لها يصحبنا خلال الفعالية ليطلعنا على أهم ما تقدمه إدارة الجالية لرعاياها، مشيراً إلى أن هذه الاحتفالية من أهم واجباتهم تجاه اليمنيين في شمال المانيا. ويقول الجمالي إن هناك العديد من الجنسيات العربية يحضرون أعياد اليمنيين ومناسباتهم؛ حباً بثقافة اليمن وتراثه العريق!
تنوع الفقرات
فقرات متنوعة تميز بها الحفل بين فن شعبي ورقص متعددَي الألوان، ومسابقات ثقافية للأطفال وللكبار. ويوضح عدي أنه وفريق التنظيم حاولوا اختيار من كل مدينة يمنية ما تتميز به. وخلال الفعالية التي بدأت بالنشيد الوطني اليمني تعبيراً عن حبهم لموطنهم وانتمائهم له ثم تلاوة آيات من القرآن الكريم، ألقى رئيس الجالية د. أكرم الصريمي كلمة ترحيبية بالحاضرين هنأهم بمناسبة العيد معبراً عن سعادته البالغة بعودة تنظيم الحفلات بعد سنتين من الحرمان بسبب كورونا.
أغاني تلامس الوجدان
وتلت كلمة الترحيب العديد من الأغاني اليمنية العيدية والوطنية مثل أغنية “سلم على أحبابك”، وأغنية “حبي لها رغم الظروف القاسية رغم المحن” التي كتب كلماتها الراحل حسين أبو بكر المحضار، واعتاد اليمنيون في المهجر على سماعها في معظم مناسباتهم ومحافلهم؛ لأنها كثيراً ما تلامس وجدانهم وتشعرهم بالحنين نحو اليمن.
البَرَع الصنعاني والشرح اللحجي!
قيل عن الرقص بأنه تعبيراً عن كل ما تحمله الروح من لواعج الحب ومكنونات السعادة والحزن، والتعاسة والمرح، لكن بلغة الجسد! ولهذا عبر اليمنيون عن ابتهاجهم بالعيد بأهم رقصتين شعبيتين من التراث اليمني الأصيل، هما رقصة البرع الصنعانية التي تشتهر بها العاصمة صنعاء، والشرح اللحجي الخاصة بمحافظة لحج، يصحبهما أغاني شعبية يمانية وأغاني من “الزامل” اليمني المعروف بكلماته الشعبية وبسرعة نطقها من قبل الفنانين أثناء الأداء؛ لأجل إثارة الحماس لدى المستمعين! كما شارك مجموعة من الأطفال بعرض رقصة يمنية على نغم أغنية عيدية.
أطباق شعبية ومكسرات
بمساعدة بعض العائلات اليمنية والشباب، حُضرت بعض الأطباق كوجبة غداء للحاضرين، كوجبة الدجاج الحنيذ والأرز، ووجبة الدجاج المشوي، والسَحَاوق اليمني. وتم أيضاً تقديم بعض الحلويات اليمنية والعربية والمكسرات.
مسابقات مختلفة
يعرف العيد بأنه مناسبة تهم الأطفال أكثر من الكبار، لذلك قام منسقوا الحفل بالاهتمام بهم من خلال تقديم مسابقات لهم بمجال اللغة، والقرآن، والإنشاد، وأسئلة ثقافية مختلفة واللعب بالبالونات وبتحريك الكرات الصغيرة على أكواب الماء عن طريق النفخ، وتوزيع الجوائز لهم. كما تم تقديم مسابقة ثقافية للكبار.
تكريم الحفظة والفاعلين
الفائزون بمسابقات حفظ القرآن الكريم أو أجزاء منه التي نظمتها الجالية، تم تكريمهم بشهادات وهدايا، وقال عدي الجمالي: “الاندماج الحقيقي أن يحافظ المرء على هويته وثوابته الدينية والقومية والتعايش مع مجتمع البلد الذي يقيم فيه”، فإدارة الجالية اليمنية دوماً تشجع على ذلك، وتفسح المجال؛ ليكون التكريم دافعاً للأطفال لتعلم لغتهم وكتابهم.
تفاعل الجمهور
الكثير ممن حضروا الحفل عبروا عن إعجابهم به وشعورهم بفرحة العيد خلاله، من بينهم سعيد العمودي الذي قال إنها بادرة جيدة جمعت أبناء الوطن في قاعة واحدة، ليتشاركوا الفرحة والذكريات الجميلة. وأنه لم يعش هذه الطقوس منذ غادر اليمن سنة 2015. وشكر القائمين على الفعالية متمنياً إعادتها في كل مناسبة يمنية.
- إعداد وتصوير: عبد الكريم سلطان